يتوقّع أن يشهد مجلس الأمن الدولي الذي يعقد جلسة خاصة حول قضية الصحراء الغربية، الأسبوع القادم، حراكا مكثفا بين القوى الفاعلة، ويبدو ذلك واضحا، عقب تأكيد موسكو على حل القضية وفق احترام إرادة الشّعب الصّحراوي، ومن جهتها تواصل شخصيات أمريكية وازنة دعوة إدارة الرئيس بايدن للتراجع عن قرار ترامب اللاقانوني. جدّدت روسيا تمسّكها بموقفها تجاه قضية الصّحراء الغربية، المتمثل في احترام الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، طبقا لمقتضيات قرارات مجلس الأمن الدولي ولوائح الأممالمتحدة. جاء ذلك، خلال استقبال نائب الوزير الروسي، سيرغي فيرشينين، الخميس الماضي، لسفير المملكة المغربية في موسكو، لطفي بوشعرة، بناءً على طلبه، قصد تبادل وجهات النظر حول القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، لا سيما القضية الصحراوية. وعشية جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية، أكّد المسؤول الروسي أنّ تحقيق تسوية عادلة ومستدامة لقضية الصحراء الغربية، لا يكون إلا بالوسائل السياسية وعلى أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تعتبر السبيل الوحيد للخروج من مأزق عدم الاستقرار في المنطقة. من جهة أخرى، شدّدت روسيا على أهمية التعيين المبكر لمبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة، وضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب. ضغط للتّراجع عن قرار ترامب جلسة مجلس الأمن المرتقبة ستكون بمثابة أول امتحان لإدارة بايدن حول النزاع في الصحراء الغربية، حيث تعقد الجلسة بحضور ممثل أمريكي جديد. ويتزامن هذا مع تواصل دعوات شخصيات أمريكية قوية للتراجع عن قرار ترامب، حيث أكد كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي السباق؛ جون بولتون، والمبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء الغربية؛ كريستوفر روس، أن المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية لا طائل منها. وقال جون بولتون، إنّ أي حل لنزاع الصحراء الغربية يجب أن يعطي الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. وأكد في الشأن ذاته أنّ «إعلان الرئيس الأمريكي السابق؛ دونالد ترامب، كان خطأً عبثيا، ويضر بسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية». وخلال ندوة رقمية نشّطها فاعلون في السياسة الأمريكية، وخصّصت لقضية الصحراء الغربية وموقف إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جوزيف بايدن إزاء تغيير خطوة سلفه ترامب، قال روس إنّ المفاوضات بين طرفي النزاع لن تفيد أبدًا لأن كلا من جبهة البوليساريو والمغرب متمسّك بموقفه. وأضاف أن الطرف المغربي تراجع عن التزامه بشأن إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، لأنه متأكد من اختيار الشعب الصحراوي للاستقلال. وأكّد روس الذي يعرف الملف الصحراوي جيدا، أن الدولة الصحراوية تمتلك كل المقومات للنجاح كدولة مستقلة. مسيرة بإسبانيا دفاعا عن الصّحراويّين لما تمثّله إسبانيا من طرف هام في معادلة حل القضية الصحراوية، ستنطلق مسيرة كبيرة تدافع عن حرية الشعب الصحراوي من مدينة كاديث بالأندلس يوم 20 ماي المقبل، وتلتئم كإشارة نهاية بمدريد العاصمة الإسبانية بتاريخ 19 جوان 2021. وبهذا الشكل التضامني الكبير تكون هيئات المجتمع المدني الإسباني بمختلف مكوّناتها تقف موقفا واحدا داعما للقضية الصحراوية في ضوء لا مبالاة المجتمع الدولي، وتواطؤ الحكومة الإسبانية مع النظام التوسعي المغربي طوال 46 سنة منذ الغزو والإحتلال اللاّشرعي، وذلك بواسطة عمل مشترك يغطي كامل التراب الوطني، بهدف تحفيز المجتمع لفائدة القضية، وجلب إنتباه الحكومة الإسبانية، وتمحيص الدور المحوري لإسبانيا ضمن الرزنامة السياسية كقوة إدارية للصحراء الغربية، قبل الاحتلال وكراع أساسي للدفع بإيجاد حل للنزاع.