كنا نعلق آمالا كبيرة على رياضيينا الذين دخلوا منافسات الألعاب الاولمبية بلندن، نظرا للألقاب التي يحملونها وبالأخص الافريقية ، كنا ننتظر سماع النشيد الوطني الجزائري مدويا في سماء لندن والعلم الوطني يرفع عاليا، تحت استعداد وتصفيقات آلاف الحاضرين، وتنقل فعالياته شاشات العالم، كما فعلها الأسلاف من الأبطال الشجعان، الذين تحدوا كل الصعاب، أثناء الثورة المسلحة وبعد الاستقلال رغم إنعدام إمكانيات ووسائل التحضير للمنافسات وضعف المداخيل المالية والكافآت ..! لكن الروح الوطنية والاعتزاز بالعلم الوطني كانا الدافعين لتحقيق المستحيل أمام المشاهير وأبطال العالم في كثير من الاختصاصات. أما اليوم فلقد أصبحت المادة هي صاحبة الموقف وهي المحرك الاساسي لكل رياضي، الى درجة أنهم أصبحوا يطالبون بمنح ومبالغ مالية قبل المشاركة، يمارسون المزايدات على المدربين والمسؤولين على مستويات عليا،، ورغم الاستجابة الفورية لمطالبهم، فإنهم يعودون في غالب المنافسات فارغي اليدين و«الرجلين»، كما حدث في اولمبياد أثينا 2004، حيث لم يتحصلوا على أي ميدالية ولو من «كرتون»! لقد وفرت الدولة الجزائرية لرياضيينا كل ماتتطلبه كل النشاطات والاختصاصات الرياضية من منشآت حديثة ووسائل للتدريب متطورة جدا ذات مقاييس دولية واعطتهم حرية اختيار أوقات وأماكن التربصات المغلقة و«المفتوحة» داخل وخارج الوطن، وهو ما يكلف الخزينة أموالا طائلة،، لكن مردودية لاعبينا ورياضيينا بصفة عامة تكون دائما ضعيفة جدا ولاترقى إلى مستوى الاهتمام الذي أولته الدولة للنهوض بالرياضة. والنتيجة التي خلصت اليها أن المال لايصنع الابطال، بل الابطال هم الذين يجلبون المال، ولايستهلكون ويبذرون المال في الترحال والتجوال. والظاهرة الغريبة التي عشناها هذه السنة، وتمنينا ألا تكون حقيقة ضبط بعض الرياضيات والرياضيين متلبسين بسرقة أشياء تافهة، كان بإمكانهم الحصول عليها من الوصاية بالمجان.! ولئن كان مفجرو الثورة التحريرية الجزائرية المباركة رفعوا شعار «النصر أو الاستشهاد» فنحن كجيل اليوم لانطالبكم سوى ب «النصر أو الانسحاب بشرف» . فحررونا من هذه المهازل والاخفاقات التي تتكرر مع كل منافسة رياضية لنرفع علمنا ونعزف نشيدنا الوطني الذي أساءت إليه صحيفة «دايلي تيليغراف» البريطانية خارقة بذلك الروح الأولمبية المثالية.