أضحت معظم المراكز الإستشفائية عبر الوطن، لاسيما مصلحة الاستعجالات تتسم بسوء التكفل الصحي بالمرضى الذين يقصدونها يوميا. وهذا بسبب نقص الطاقم الطبي أو التجهيزات الضرورية، فتضطر إدارة المستشفى في الكثير من الأحيان للاستعانة بالأطباء المتربصين الذين لا يستطيعون التكفل بالحالات المستعصية التي تتطلب تدخل الطبيب المختص الذي يملك الخبرة الطويلة في الميدان. ، هذا ما رصدته ''الشعب'' في استطلاع ميداني. وتظهر عيوب هذه المستشفيات في فصل الصيف الذي تكثر فيه حالات الإغماءات بسبب الحرارة الشديدة وارتفاع ضغط الدم والسكري، وكذا آلام حادة في البطن نتيجة الاستهلاك المفرط لبعض المأكولات، خاصة و أن صائفة هذه السنة تزامنت مع حلول شهر رمضان المعظم. حيث أن الفرد أو بالأحرى ذوي الأمراض المزمنة لا يحترمون نصائح الطبيب المعالج في اتباع نظام غذائي متوازن. مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة. وفي هذا الصدد، فإن مصالح الاستعجالات بمختلف الولايات تشهد منذ اليوم الأول لشهر رمضان اكتظاظا وحالة استنفار قصوى، ولكنه وللأسف عندما يصل المريض إلى باب المستشفى لا يتلقى الإسعافات الأولية فيصطدم بغياب طبيب أو ممرض، وإن وجدوا فإنهم يسيئون استقبال المريض الذي تزداد آلامه دون الحصول على العلاج اللازم فيجلس لساعات طويلة علا وعسى يرأف أصحاب المآزر البيضاء بحاله. ومن جهة أخرى، تفتقر بعض المستشفيات إلى الأدوية. حيث أنها تعاني من النقص في الأمصال والأدوية الخاصة بعلاج بعض الأمراض المعدية. ما يؤدي في كثير من الأحيان لوقوع مشادات بين المريض وبعض عناصر الطاقم الطبي، وهذا ما تعيشه مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي لتلمسان التي تستقبل أكثر من 400 حالة أصيبت بلفحات الشمس الحارقة و164 حالة لطعنات بالخنجر والسيوف، وكذا أزيد من خمسين حالة لذوي الأمراض المزمنة وحوادث المرور.وتجدر الإشارة هنا، إلى أن المضاعفات الصحية السالف ذكرها نشهدها سنويا لاسيما كلما حل فصل الصيف، فلا ندري لماذا لا تسطر المراكز الإستشفائية برنامجا صحيا يجنبها ندرة الأدوية ونقص في الأطباء. وبالمقابل فقد شدّد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس في العديد من المناسبات على ضرورة ألسنة القطاع .