تشهد عموم المؤسسات الاستشفائية بتراب ولاية تمنراست، مؤخرا، ندرة ملحوظة في عدد من الأدوية الرئيسية تسبب فيها النقص المسجل على مستوى مخزون صيدليات المستشفيات من هذه المستحضرات الصيدلانية التي لا يمكن الاستغناء عنها في العديد من الحالات الاستعجالية، خاصة ونحن في فصل الصيف· هذا الوضع تسبب، حسب تقارير أعدتها العديد من الجمعيات الناشطة في الميدان الصحي، خاصة تلك المهتمة بذوي الأمراض المزمنة في الحيلولة دون إجراء متابعة طبية منتظمة للعديد من المصابين بالأمراض المزمنة كالربو وارتفاع ضغط الدم الذين عادة ما يتم نقلهم عند التعرّض لنوبات مفاجئة حادة إلى هذه المستشفيات، حيث يخضعون لعناية طبية مكثفة تستوجب الحقن ببعض الأدوية الضرورية كالبريكانيل والتيوفلين··· وهي أدوية تبقى مفقودة على مستوى صيدليات المستشفى· وحسب ما أفادت به البعض المصادر الطبية بعديد المؤسسات الاستشفائية بالولاية خاصة المصالح الحساسة منها كأقسام الاستعجالات وأجنحة الجراحة والعلاج المكثف، فإن ذلك له انعكاسات سلبية خطيرة على صحة المريض كالعمليات الجراحية التي لا يمكن أن تؤجل إلى أوقات لاحقة بسبب ندرة الخيط المستعمل في العمليات الجراحية· وكانت بعض الأدوية قد نفدت -حسب المسيرين- من صيدليات المستشفيات في وقت كان يتعين على مسؤولي القطاع متابعة عمليات تموين هذه الصيدليات من الصيدلية المركزية بالعاصمة أو الفروع الجهوية التابعة لها· وأضاف أحد المرضى المنخرطين في جمعية مرضى الربو بتمنراست، أن هذه الفئة من المرضى أصبحت تعاني من نقص فادح في كمية الأدوية الرئيسية على مستوى مصالح الاستعجالات، ما أصبح يعرض حالة العديد من المرضى إلى مضاعفات خطيرة قد تودي -لا قدر الله- بحياتهم· من جهتها، كشفت أوساط نقابية من محيط هذه المنشآت أن المشكل يكمن على مستوى إسناد تسيير صيدليات المستشفيات، ذلك أن معظم المشرفين على العمل بهذه الصيدليات ليسوا من خريجي معاهد الصيدلة وإنما مجرد شبه طبيين ليست لهم الخبرة الكافية ما يجعل جلهم لا يفرق بين الاسم الكيميائي والاسم التجاري للدواء· وتضيف المصادر ذاتها أن تجهيز وتموين المستشفيات بالمعدات والمستحضرات الطبية اللازمة بات يشكل عائقا آخر خاصة على مستوى الأدوية المفقودة بهذه الأخيرة، حيث يتم إلغاؤها تلقائيا من القائمة الطلبية المخصصة للقطاعات العمومية كل ثلاثة أشهر بحجة عدم توفرها أو قلة المخزون الوطني من الأدوية، الأمر الذي غالبا ما يأخذ وقتا طويلا في كيفيات التغلب على هذا المشكل الذي لازال يشكل خطرا كبيرا على مصير آلاف المرضى والمصابين بالأمراض المزمنة بولاية تمنراست·