تستعد ولاية مستغانم لاستقبال المصطافين في الفاتح من جويلية بتوفير كل الإمكانيات المتاحة مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والأمنية لإنجاح موسم الاصطياف الذي يتزامن مع الوضعية الصّحية، وذلك بهدف إنعاش القطاع السياحي وتدارك النقص المسجل، خلال السنة الفارطة. عكفت السلطات المحلية على تكثيف الخرجات الميدانية قصد متابعة الأشغال التي شرعت فيها مصالح البلديات الساحلية، منذ شهر فيفري، تحضيرا لموسم الاصطياف الذي لا تفصلنا عنه سوى ساعات قليلة. وفي هذا الصدد، أعطى والي الولاية، عيسى بولحية، خلال معايناته جملة من التعليمات والتوجيهات أهمها تخليص الشواطئ من الممارسات السيئة التي تطالها من بينها نزع كل الأكشاك الفوضوية والمهترئة بالشواطئ مع ضبط دفتر شروط يفرض على الراغبين في ممارسة نشاطات تجارية اقتناء أكشاك تكون بمواصفات جيدة لإضفاء جمالية على المنطقة وتقدم بها خدمات تسرّ المصطافين وتليق بشواطئ ولاية مستغانم التي يقصدها الزوار من كل ولايات الوطن. وضع لافتات إشهارية ضوئية حديثة خاصة بمنطقة الصابلات وصلامندر والقضاء على تلك البالية والغير واضحة، إلى جانب الحرص على مجانية الشواطئ و كراء مواقف السيارات مع ضبط التسعيرة، كما هو متفق عليه قانونيا على أن تتخذ السلطات الأمنية والقضائية كل الإجراءات اللازمة في حق المخالفين، كما شدّد السيد الوالي على محاربة ظاهرة الاستحواذ على الشاطئ من طرف بعض الأشخاص غير المرخص لهم. أما فيما يخصّ مواقف السيارات بالواجهة البحرية طلب الوالي إعداد دفتر شروط محكم يتحمل المؤجر مسؤولية مخالفته، كذلك هو الحال بالنسبة للشواطئ بحيث تم تعيين مسير الشاطئ على مستوى 42 شاطئا محروسا، سيتحمل مسؤولية الإبلاغ عن المخالفين حتى تتخذ الجهات الأمنية كل الإجراءات القانونية اللازمة، إلى جانب تنظيم دخول المركبات ذات الوزن الثقيل الى الميناء بوضع نظام خاص بفصل الصيف حتى لا تعطل حركة المرور بمنطقة صلامندر. كما أكد الوالي على الالتزام بجميع المعايير التي تحقق تسهيل حركة المرور سواء على مستوى المدينة أو المحاور الرئيسية المؤدية إلى الواجهة البحرية مع مراعاة الصالح العام وخدمة المواطنين، خلال إعداد الدراسات النهائية. كما تم أخذ كل الاحتياطات اللازمة للحد من تفشي فيروس كورونا بتشكيل فرقة صحية متنقلة تكون على مدار أيام الأسبوع تتنقل بين جميع الشواطئ وكذا تراقب هياكل الاستقبال مثل المخيمات والفنادق وتقوم بعمليات تحسيس وتوعية والوقوف على مدى تطبيق البروتوكول الصّحي. من جهته، كشف المدير الولائي للسياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي عبد السلام منصور عن رصد أغلفة مالية قدرت ب 100 مليون سنتيم لفائدة البلديات الساحلية من أجل توفير الجوّ الملائم للمصطاف. وأوضح المتحدث عن رفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة لموسم الاصطياف إلى 42 شاطئا لاستقبال المصطافين في ظروف جيدة، مع توفير كل التجهيزات الخاصة بالشواطئ فيما يخص 53 مرشا و42 خاصا بموقف السيارات إلى جانب 47 محلا تجاريا، مع أخذ جملة من التدابير والإجراءات الاحترازية من أجل تحسين ظروف العمل لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة. مقوّمات متنوّعة ومؤهلات واعدة تتوفر مستغانم على مؤهلات ومقوّمات سياحية هامة ومتنوعة مما جعلها وجهة سياحية بامتياز، وتعتبر السياحة الشاطئية الرائدة في الولاية بحكم الشريط الساحلي الذي يمتد طوله أكثر من 124 كلم والممتد من شاطئ سيدي منصور غربا إلى شاطئ بحارة ببلدية أولاد بوغالم شرقا، ويتميز بشساعة شواطئه وجمال رماله الذهبية الصافية وعدم عمقها، ضف إلى ذلك تمتعها بمناظر طبيعية خلابة ومحاذاتها للغابات والمرتفعات الظهرة الشامخة الممزوجة بالهدوء والأمان مما زادت تلك الشواطئ روعة وجمالا، أين جعلتها تستقطب أكبر عدد من المصطافين، وبهدف إبراز تلك المقوّمات، تم تصنيف 16 منطقة للتوسع السياحي بمساحة إجمالية قدرها 4724.8 هكتار. ويعد شاطئ «صابلات» ببلدية مزغران من أهم الشواطئ التي تعرف استقطابا كبيرا للمصطافين بحكم موقعه الجغرافي فهو يبعد عن المدينة ب 5 كيلومترات فقط، وكذا توفره على هياكل ومنشآت سياحية معتبرة من فنادق وشاليهات ومحلات تجارية. إضافة إلى شواطئ عين إبراهيم، الميناء الصغير، الفنار، أوريعة، شليف، سيدي منصور وكلوفيس وهذا نظرا لشساعتها ومناظرها الخلابة، مما يتيح لك إمكانية التزحلق على الرمال، وممارسة رياضة الدراجات، والعديد من الأنشطة الشاطئية الترفيهية الممتعة. إلى جانب السياحة الشاطئية تزخر مستغانم بموروث تاريخي وثقافي عريق جعلها أحد أهم الأماكن السياحية في الجزائر. إلى جانب السياحة الشاطئية تزخر «مسك الغنائم» بموروث تاريخي وثقافي عريق، ناتج عن تعاقب الحضارات عليها نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها تشهد زخما ثقافيا وأحد أهم الأماكن السياحية في الجزائر، ومن بين أهم المعالم التاريخية برج محال، برج الترك، المسجد المريني، ضريح الباي بوشلاغم، منارة كاب ليفي وغيرها. كما تشهد الولاية زخما ثقافيا متنوعا لاحتوائها ثلة من عمالقة الفن الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ الفن الجزائري أمثال المسرحي «عبد الرحمن كاكي» والفنان التشكيلي «محمد خدة» إلى جانب مطربي الفن الشعبي الأصيل أمثال «معزوز بوعجاج»، إضافة إلى تنظيم العديد من المهرجانات الثقافية كمهرجان مسرح الهواة، جائزة محمد خدة للفن التشكيلي والفن البدوي والشعر الملحون وغيرها، إلى جانب إحياء سهرات فنية طيلة موسم الاصطياف. هذا وتعد السياحة الدينية في المدينة سياحة رائجة تستقطب أعدادا كبيرة من السياح المحليين والوافدين من مختلف البلدان للاستمتاع بزيارة المعالم الدينية في غاية الجمال ولعلّ أبرزها ضريح الولي الصالح «سيدي لخضر بن خلوف» الذي يعد تحفة معمارية تزينه النخلة الشامخة المنتصبة الممتدة إلى قبره، حيث يتوافد الزوار إلى مقامه للتبرك به، ضف إلى ذلك الزوايا الحاضنة للعديد من «الطرق والزوايا» منها «الزاوية العلوية»، «الزاوية السنوسية»، «الزاوية التيجانية» وغيرها من الزوايا التي تحفظ لهذه المدينة طابعا تاريخيا وسياحيا يتطلع العديد من الباحثين إلى الاستثمار في مكنوناته الأصيلة، إلى جانب جنة العريف، أين تقام بها محاضرات ودورات تكوينية. من ناحية أخرى، تتميز الولاية بطابع فلاحي وتكتسي غطاء غابي معتبرا ما عزز قدراتها في السياحة الريفية والغابية، عن طريق تنظيم جولات لغابات الاستجمام كغابة بورحمة، غابة كاب إيفي. إلى جانب السياحة الرياضية والترفيهية تتوفر الولاية على عدد مهم من الهياكل الرياضية التي تشهد تنظيم منافسات رياضية محلية، وطنية ودولية، مثل ملعب التنس بصلامندر، مركب رياضي AZ، كما أن حظيرة التسلية والترفيه «موستا لاند» بخروبة شكلت وجهة سياحية وترفيهية تقصدها العائلات باستمرار على مدار السنة، لتوفرها على ما يزيد 20 لعبة تتلائم مع جميع الفئات العمرية، ويوجد بها أيضا غابة طبيعية للتنزه، وبها ساحة للعروض المسرحية والفنية ومطاعم وخيمات للشاي، إلى جانب حديقة الألعاب المائية «أكوابارك». مؤسسات بمواصفات عالمية إن الحظيرة الفندقية بولاية مستغانم تضم 33 مؤسسة سياحية بمختلف الأصناف، من بينها 17 فندقا و11 إقامة عائلية بطاقة استيعاب 4043 سرير متمركزة في معظمها بمنطقة صابلات، في انتظار دخول مؤسستين فندقيتين حيز الاستغلال بعد استكمال الإجراءات الإدارية، حيث ستعزز الحظيرة الفندقية ب 360 سرير مع توفير 50 منصب عمل، هذا إلى جانب تسجيل 19 مشروعا سياحيا طور الإنجاز، 03 انتهت بها الأشغال، و03 مشاريع سياحية في إطار التوسع، و11 مشروعا سياحيا لم ينطلق بعد إلى جانب 05 مشاريع متوقفة. زيادة في عدد الوكالات تم تسجيل زيادة في عدد الوكالات السياحية على مستوى الولاية من 48 وكالة ما بين 2019 و 2021 إلى 64 وكالة والعدد مرشح للارتفاع مع فتح 132 منصب لعمال موسميين، إضافة إلى 10 ملفات قيد الدراسة على مستوى الوزارة الوصية تنتظر استلام الاعتماد، هذا وتكبدت الوكالات السياحية خسائر كبيرة بسبب تداعيات فيروس كورونا مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية والبحرية ولاسيما رحلات الحج والعمرة وإلغاء الحجوزات في الفنادق سواء في الداخل والخارج. هذا إلى جانب لجنة تراقب وكالات السياحة من مهام مفتش السياحة هو مراقبة وكالات السياحة المعتمدة والحرص على التطبيق الصارم للنصوص القانونية التي تحكمها خاصة شروط الاستغلال والخدمات المقدمة على مستوى هذه الأخيرة. مناصب لعمال موسميين بالنسبة لمناصب الشغل المفتوحة خلال موسم الاصطياف الجاري فتحت المؤسسات الفندقية 1409 منصب شغل، ناهيك عن تسخير 400 عون موسمي لحراسة الشواطئ و320 عون للنظافة، منها 199 عون على مستوى الشواطئ، أما الباقي على مستوى أحياء الولاية، فيما بلغ عدد الحاويات على مستوى الشواطئ 198 حاوية. أما بالنسبة للنقل تم تخصيص 20 ٪ من الحظيرة المستغلة لنشاط النقل العمومي للمسافرين من أجل تغطية خطوط النقل الصيفي نحو الشواطئ خاصة، خلال نهاية الأسبوع، وهذا من مراكز البلديات والدوائر الكبرى، عدد الخطوط 84 و619 عدد الناقلين، فيما قدر عدد الحافلات ب 679 ل 22417 مقعد. كما تم تنصيب لجنة ولائية للنقل والتي ستعمل على وضع مخطط عمل لتنظيم حركة المرور ومواقف السيارات، خلال موسم الاصطياف، وهذا بمشاركة كل الفاعلين. إلى جانب عدد مراكز الحماية المدنية والدرك الوطني 40 مركزا إلى جانب مركزين للأمن الوطني. للإشارة، تم تفعيل مسابقة أجمل شاطئ خلال هاته الصائفة لخلق جو تنافسي يساهم في تقديم أحسن الخدمات في هذا الموسم، ولذا تسعى العديد من البلديات الساحلية على التميز لتكون مدينة سياحية بكل المقاييس، من خلال الاستغلال الرشيد لجميع إمكانياتها الطبيعية للظفر بالمسابقة. ومن أجل إحداث حركية وديناميكية خلال موسم الاصطياف سطرت مديرية السياحة برنامجا ثريا يتمثل في خلق فضاءات للترويج للمنتجات الحرفية خاصة على مستوى الشواطئ من أجل التعريف بالمنتوج التقليدي الجزائري عبر الواجهة البحرية لصلامندر، صابلات وسيدي المجدوب من خلال 45 عرض على فترات دورية خلال الموسم وبمشاركة ما يقارب 150 حرفي عارض، هذا إلى جانب التنسيق مع العديد من القطاعات في إحياء مختلف المناسبات الوطنية، العالمية الثقافية والبيئية وكذا المشاركة في التظاهرات الثقافية، الدينية والتاريخية، بالإضافة إلى تنشيط حصص إذاعية حول القطاع على مستوى الإذاعة المحلية لمستغانم وتنظيم عمليات تحسيسية وتوعوية حول أخطار البحر والسباحة في البرك والمجمعات المائية.