قبل أيام قليلة تم العثور على جثتي شابين مقطوعي الرأس والأطراف الأربعة في كيس بلاستيكي بالقرب من مقبرة تقع ببلدية السويدانية ومازالت التحقيقات الأمنية جارية للتعرف على هوية الضحيتين ومرتكبي الجريمة النكراء، التي تقشعر لها الأبدان. فيما عثرت مصالح الدرك الوطني أول أمس على أجزاء من جثة في كيس بمفرغة فوضوية للنفايات بحي عمارة بلدية الشراقة. لكن يبدو أن العمليتين الاجراميتين إرتكبها نفس الأشخاص، وقد تكون الأطراف التي عثر عليها بالشراقة هي نفسها المبتورة من جثتي الشابين بالسويدانية. وقد تعمد الجناة الإلقاء بهما في مكانين مختلفين قصد التمويه وتضليل فرق التحقيق الأمنية، وكانت قد سبقتها عمليات إجرامية، مماثلة أو أخطر..! إن مثل هذه الأعمال الوحشية، التي لاتمت بصلة الى الانسانية تدل على شيء واحد وهو تطور الجريمة في الجزائر، التي اتخذت اشكالا مختلفة، تتلب دراسة معمقة من مختصين في دراسات محاربة الاجرام علماء نفسانيين لتحليل الظاهرة والبحث عن مسبباتها الحقيقية ووصف العلاج الناجع لها. فكل يوم تطالعنا الصحف الوطنية بأخبار القتل والخطف والاشتباكات بين شباب الأحياء مستعملين مختلف الأسلحة البيضاء وحتى تدخلات مصالح الأمن من شرطة ودرك وطني لم تعد قادرة على التحكم في النزاعات، حيث يتعرضون هم الآخرون إلى إعتداءات كثيرا ماتسبب في مقتل وجرح العديد من الأعوان رغم الحكمة والتعقل التي يسلكونها في معالجة النزاعات وفك الشجارات. إن المواطن اليوم أصبح يعيش اللاأمن تنقلاته محفوفة دائما بالمخاطر لاسيما مصالح الأمن والدرك من حين الى آخر، والحواجز الأمنية المنضبة في كل مكان. ويبقى الحل الأنجع متوقفا على توسيع صلاحيات مصالح الأمن لردع المجرمين ومكافحة مختلف الآفات الاجتماعية بالطرق القانونية المخولة لهم، بالتعاون مع المجتمع المدني في إطار العمليات التحسيسية والتبليغ عن المجرمين. ولئن كانت الآفة عامة ولاتستثني أحدا، فإن مهمة مكافحتها تعني الجميع.