تأكد العالم بأسره أن اختصاص ال 1500م يبقى جزائريا بامتياز، بعد التتويج الاولمبي البارع والمبهر للعداء توفيق مخلوفي ليلة الثلاثاء بلندن أين فاجأ الجميع بمستواه وذكائه الكبير الذي أهله لهذه الميدالية الغالية، والاولى للوفد الجزائري المشارك، وكانت من الذهب. فرغم «المأساة» التي عاشها قبل 24 ساعة من هذا النهائي بفعل قرار الاتحاد الدولي باقصائه من الاولمبياد عقب سباقه في ال 800م، الا ان البطل الجزائري عرف كيف يتجاوز هذه الازمة ويركز على نهائي ال 1500م، والذي فاز به بفضل ذكائه ورسمه التكتيكي، وحسب آراء الاختصاصيين فان مخلوفي يتمتع بخاصية فريدة من نوعها مقارنة بالعدائين الآخرين الذين يجرون في هذا الاختصاص الموقع في «السباقات نصف الطويلة» حيث ان يملك السرعة القائمة في نهاية السباق قبل 400 م. السرعة أحدثت الفارق هذه الخاصية طبقها بشكل موفق عندما انطلق كالسهم في الدورة الاخيرة، اين ابقى العدائين الكينيين (2) والامريكي والمغربي في وضعية حرجة، حيث لم يتمكنوا من متابعته عندما قرر ذلك، خاصة وانهم عملوا كل مافي وسعهم لعدم خروجه بمضايقته لعدة امتار. لكن من جهة اخرى، كان مخلوفي قادرا على تحطيم حتى الرقم القياسي الاولمبي او العالمي، بالنظر للنسق الذي اجرى به الدورة الاخيرة،، لكن يبدو ان فرحة الفوز بالميدالية الذهبية الاولمبية كان لها تأثير على امتاره الاخيرة التي انهاها بكل ارتياح مؤكدا سيطرته على السباق. وبالتالي، فقد سار مخلوفي على خطى سابقيه في هذا الاختصاص الذي بدأته على المستوى الاولمبي البطلة حسيبة بوالمرقة في اولمبياد برشلونة عام 1992 باهدائها الجزائر اول ذهبية اولمبية.. وتبعها نور الدين مرسلي عام 1996 باطلنطا، اين جسد سيطرته المطلقة على الاختصاص بتتويج اولمبي، واربع سنوات فيما بعد بسيدني 2000، ابهرت نورية بنيدة مراح العالم بتتويج آخر في ال 1500م. وانتظرنا طيلة (12) سنة كاملة لنرى بطلا اولمبيا آخر في ال 1500م اسمه توفيق مخلوفي، الذي يختلف عن سابقيه بكونه فاز باللقب الاولمبي تقريبا في بداية مشواره الدولي، والمجال مفتوح لديه ليصبح احد الابطال العالميين الكبار في هذا الاختصاص بالنظر للامكانيات الكبيرة التي يتمتع بها وسنه الذي يسمح له بمواصلة مشواره بامتياز.