قلت في عمود سابق نشر يوم 05 08 2012 «ردوا الاعتبار للنشيد الوطني» مخاطبا رياضيينا المؤهلين للألعاب الأولمبية بلندن.. خاطبتهم بهذه العبارة بسبب الإخفاقات والإقصاءات التي لحقت بهم في الأدوار الأولى الواحد تلو الآخر، حتى ظننت أن مهزلة أولمبياد أثينا 2004 ستتكرر، ويغيب صوت الجزائر من خلال نشيدها الوطني.. خشيت أن يغيب القسم «بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات».. رغم أننا «عقدنا العزم أن تحيا الجزائر» وأشهدنا الرأي العام الوطني والدولي على ذلك، ثلاث مرات فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا. كنت كلما أتلقى خبر إقصاء المتنافس الجزائري الفلاني والجزائرية الفلانية في الأدوار الأولى ينتابني القلق ويزداد تخوفي وتزداد نسبة احتمال الإخفاق في منافسة كنت أنتظر منها الكثير، من بينها إثبات المستوى الذي بلغته الرياضة في مواجهة أبطال قاريين وعالميين. فكل يوم يمر من عمر المنافسة الأولمبية يبدأ العد التنازلي بالنسبة لرياضيينا الذين لم يكونوا في المستوى المعهود، ولا في مستوى تطلعات المسؤولين والمواطنين المهتمين. الهزائم المتكررة لممثلينا في أولمبياد لندن، جعلتني أشك في كل شيء، في قدرات المدربين، في سياسة المنظومة الرياضية، في المؤامرات وفي «التخلاط» الذي تعاني منه الرياضة الجزائرية، وجعلها تتراجع خطوات إلى الوراء..! لكن الفوز الساحق، الذي حققه أول أمس العداء الجزائري توفيق مخلوفي في مسافة ال 1500 متر، والذهبية التي أهداها للجزائر والدول العربية وشعوبها، أعادت في نفسي كغيري من الجزائريين الأمل وراجعت حساباتي وسحبت اتهاماتي، وقلت أن الجزائر ما زالت تنجب الأبطال، تتحدى وتتصدى، تحقق المستحيل، كما حققوه أبطال رياضيون سابقون لا تسمح هذه المساحة لذكر أسمائهم. فشكرا للبطل مخلوفي الذي رفع العلم الجزائري خفاقا في سماء لندن، وأعاد الاعتبار للنشيد الوطني الذي حاولت صحيفة «ديلي تيليغراف» تشويهه وتقزيمه. ولئن كان «مخلوفي» بطلا من ذهب، فإن النشيد الوطني كتب بالدماء..!