احتار «يونو» في الخطوة التّالية، وفي الرّسالة المشفرة، وعن محتوى كتاب الحقيقة، مجموعة من التساؤلات التي تدور في عقله كسرها برحلة البحث عن صحة رسالة العلماء السبع. في اليوم التّالي، ذهب بمفرده مُجهزا بأحدث الوسائل الوقائيّة، وبعد طول معاناة وصل إلى المعمل، فأخذ يبحث عنه تحت أنقاض الهياكل العظميّة، والأتربة التي غطّت السّطوح، تحصّل أخيرا على الكتاب، والذي ما كاد يفتحه حتى انبعث منه وميض أبيض، ليتحول هذا الأخير الى كلمات سحرية زُرعت في عقل يونو تدريجيا كاشفة الماضي الأسود والحقيقة المنتظرة التي ستغير مجرى الحياة. فجأة اختفى كتاب «الحقيقة» ليتحوّل إلى ختم على باطن يد يونو، فشعر هذا الأخير بالقشعريرة، وما هي إلاّ لحظات على الحادثة حتّى بدأ يونو بالتساؤل: • ما هذا الختم على يدي؟ ما الغرض منه؟ ليسقط مغميا بعدما رأى شيئا غريبا أثناء تأمله في الختم، زر أحمر صغير ما كاد يضغطه حتى انفتحت فجوة واسعة حالكة الظلام، في البداية تردد و لكنه قرر أن يغامر ويكتشفها. • «ميشيل» استيقظ كانت هذه الكلمات التي سمعها يونو لينهض وسط ستة علماء يرتدون المآزر البيضاء، ليردف أحدهم قائلا: لقد أقلقتنا عليك يا صديقي، هيا لنكمل التجربة. تعجّب «يونو» من الوقائع المتتالية التي طرأت عليه، ليكتشف بعدها أنه داخل جسد أحد «العلماء السبع» في الماضي وقبل حدوث الكارثة، ليستغل الوضع لصالحه عازما على اعتراض خطة العلماء. نصب هدفا أمام عينيه يقتضي على إيقاف التجربة بأي وسيلة، وإلاّ فإن التاريخ سيعيد نفسه مرارا و تكرارا، ساير الوضع وعاش مدة طويلة معهم، لم يتحرك طوالها من أمام أعينهم، آخدا حذره في كل خطوة من خطوات البحث العلمي، وفي يوم اكتمال اختراع مصل z.o.n قام بسرقته وإخفائه في زاوية من زوايا المعمل ليصنع مضاد له، وهم في رحلة البحث عنه استطاع أن ينهي مهمته، والعودة بسرعة إلى عصره عبر البوابة الزمنية، والتي قامت بفتحها القوة السحرية العائدة للختم الذي في يده. أعاد يونو الحياة بجلبه للمصل المضاد anti-z.o.n وفي غضون شهور عادت الابتسامة على وجوه الجميع، وعمّ الأمان والطمأنينة على قلوب البشر، ليترك قبل موته وصيته الاخيرة، والتي تنصُّ على: «أنا أخاطبكم بدمعة عين، بخفقان قلب، بأنين يكسر الفولاذ، أدعوكم للمحافظة على هذه النعمة الغالية (نعمة الصّحة والأمن) التي منّها الله تعالى على عباده».