تقصد العائلات البويرية عند حلول الفترة الصيفية غابة الريش الواقعة بالضاحية الغربية للولاية، هي الملاذ الوحيد للهروب من الضغط اليومي بحثا عن فضاء ترفيهي في جو من الهدوء والإخضرار، على اعتبار أن المنطقة تتمتّع بمناظر طبيعية خلابة في وسط غطاء نباتي نادر. تعدّ ولاية البويرة من بين الولايات الهامة، التي تتمتع بغطاء نباتي كثيف نظرا لطابعها الجبلي، يحدها شمالا ولاية تيزي وزو وجنوبا ولاية المسيلة أما غربا ولاية البليدة والمدية شرقا ولاية بورج بوعريريج، وبالرغم من العشرية السوداء التي مرّت بها المنطقة خلال التسعينيات، إلا أنّ هذا لم يحد من عزيمة المسؤولين في بذل المزيد من الجهود من أجل إعطائها وجها آخر لبعث روح السياحة من جديد والأمل في نفوس السكان. إمكانيات تحتاج لاهتمام أكبر سعت السلطات الولائية إلى إعطائها منظر جميل يليق بها، في خطوة يراد من ورائها إعادة بعثها من جديد من خلال تشجيع العائلات البويرية على زيارتها، بعدما تمّ توفير الأمن في أرجاء الغابة، زيادة على ذلك تمّ إعادة تهيئة الغابات في ظلّ محدودية المساحات الخضراء بفعل فوضى التهيئة العمرانية التي كانت السبب الرئيسي في القضاء على هذه المساحات، وكذلك التعمير العشوائي، وما رافقه من بناءات فوضوية رغم حاجة الطبيعة والسكان إلى متنفس، ليبقى حسّ المواطنة والمحافظة على البيئة وحماية الأماكن الخضراء والسياحية بالخصوص مسؤولية المواطن.
غابة تستهوي العائلات تشهد غابة الريش توافدا كبيرا للمواطنين الراغبين في الترويح عن أنفسهم وممارسة مختلف أنواع الرياضات، محوّلين جزءا من الغابة إلى ما يشبه فضاء رياضي يغري كل زائر إليها لممارستها، نظرا لامتلاكها كل المواصفات التي يبحث عنها المواطن، في مقدمتها الغطاء النباتي والهواء النقي، مواطنون آخرون قالوا بأنهم يرتقبون الانتهاء من أشغال التهيئة وانجاز الحديقة قريبا معبرين عن امتنانهم للإهتمام الكبير لإعادة بعث الحياة لغابة الريش التي بإمكانها أن تتحوّل إلى معلم سياحي هام لكل العائلات البويرية خاصة بعد ربط المنطقة بشبكة طرق أهمها الطريق المزدوج الذي يمكن المواطنين من الالتحاق بها في ظروف حسنة وهذا ما لم يكن في السنوات الفارطة. هذا وألح من تحدثوا إلى «الشعب»، على ضرورة العمل لتوفير كل الظروف اللائقة خاصة من الناحية الأمنية والنظافة لزيادة استقطاب العائلات، من جهتهم الرياضيون أبدوا فرحة كبيرة باستفادة الغابة من مشروع التهيئة التي قالوا بأنها متنفسهم الوحيد داعين كل الرياضيين إلى التواجد بها خاصة أصحاب الأمراض المتعلقة بالحساسية والضغط النفسي نظرا لازدواجية الجو المنعش والفضاء المفتوح في وسط اخضرار طبيعي نادر. وكانت المنطقة قد استفادت من برنامج خاص يهدف إلى إعادة بعثها هذه العملية التي تسمح بإعادة تهيئة الغابة وتجهيزها بمختلف وسائل الراحة مما يسمح لهذا الموقع الترفيهي باستعادة دوره في انعاش الحركة الترفيهية بصفة عامة كما كانت عليه في السابق، إضافة إلى الانجازات الأخرى التي شهدتها المنطقة على مستوى الطرقات وتعبيدها. الحفاظ على الفضاء السياحي يرجع تحسّن الوضعية إلى التحكّم التام في مخطط الوقاية الذي تمّ ضبطه، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية والبشرية التي تمّ تسخيرها من قبل مختلف المصالح، فضلا عن مخطط تدخل فعّال بالتنسيق مع كل البلديات والدوائر والحماية المدنية ومختلف الشركاء من أجل حماية الثروة الغابية فهي مدرسة جمالية بيئية تمنح حوافز الإبداع وتوفر أيضا الراحة والهدوء والأجواء الحميمية. لكن بين الواقع والمستحيل تبقى بعض تصرفات الطفيليين تطغى على راحة السواح خاصة العائلات بسلوكات تتعارض وقيم المجتمع الجزائري المحافظ، وهو ما جعل العائلات تطالب الجهات الوصية بالأمن والحماية والحفاظ على هذا المعلم السياحي الهام الذي يعدّ رئة يتنفس منها سكان البويرة.