دعا مدير مركزي في محافظة الغابات، امحمد عباس، أمس، المواطنين إلى التجند ضد حرائق الغابات المفتعلة. وكشف خلال ملتقى جهوي حولها بالبليدة، بأن المناطق المحروقة، سيتم بعث نشاطها وتعويض المتضررين عينيا. قال هذا المسؤول في كلمة ألقاها بقاعة المؤتمرات بمقر ولاية البليدة: «الإحصائيات الأخيرة تحدثت عن إتلاف أكثر من 8200 هكتار من الغابات في خنشلة... والغريب في الأمر أن الحريق اندلع يوم 5 جويلية المصادف لعيد الاستقلال والشباب. ما يؤكد أنها مفتعلة». وأكد المتحدث بأن لحرائق الغابات تأثيرات كبيرة مثل انجراف التربة، انهيار السدود فقدان التنوع البيولوجي والتصحر. وتجنبا لهذه التأثيرات وضعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مخططا استعجاليا سيسهم في مجابهتها مستقبلا. ويتمثل هذا المخطط في تجنيد كافة الفاعلين المحليين في قطاع الفلاحة من مديريات المصالح الفلاحية والأقسام الفرعية والغرفة الفلاحية الولائية والمرشدين في عملية التوعية، التجنيد الفوري لكافة المجموعات الإقليمية التابعة لمحافظة الغابات من أجل المراقبة والمتابعة الدائمة للمناطق التابعة للدولة. يُضاف إلى ذلك، إشراك السكان المحليين والجمعيات والكشافة الإسلامية وممثلي المجتمع المدني من أجل التحسيس والمساهمة في التصدي للحرائق، وكذا تنظيم حملات إعلامية للتصدي للحرائق مثل أيام مفتوحة، ورفع درجة الحيطة والحذر عند المواطنين وتعزيز العمل الجواري. وختم المُتدخل قوله: «حرائق الغابات التي حدثت مؤخرا مفتعلة ولها طابع إجرامي ويجب التجند لها، وستعمل الدولة لاحقا على تعويض المتضررين عينيا وبعث النشاط في الأماكن المتضررة (الأشجار المثمرة التي احترقت سيتم تعويضها)». يُشار إلى أن ولاية البليدة التي تضم عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات المهمة، وضعت مخططا لتسيير حرائق الغابات في فصل الصيف، بوضع 13 برج مراقبة في النقاط السوداء التي تتكرر بها الحرائق، والتي بها يتم رصد الحرائق في بداية اندلاعها. كما يتضمن هذا المخطط توظيف فرق أولية تقوم بالتصدي للحرائق قبل قدوم رجال الإطفاء. وتتشكل هذه الفرق من مئات العمال من القاطنين في المناطق الجبلية والغابية، وتُساعدهم 23 فرقا متنقلة تتشكل من 144 عون يجٌوبون الغابة للتحري في الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحرائق ومنع انتشارها. ولأجل تسهيل عملية تنقل المركبات وسط الأحراش الغابية، قامت محافظة الغابات لولاية البليدة بتهيئة 108 كلم من المسالك الجبلية الترابية، ولأجل التحرك بسرعة للتعامل مع أي خطر يهدد الثروة الغابية.