شهدت ال48 ساعة الماضية اندلاع موجة حرائق طالت غابات عدة مناطق بولاية عنابة دون أن تسفر عن وقوع خسائر بشرية، وإلى غاية تحرير هذه الأسطر لا تزال وحدات الحماية تواجه صعوبات في إطفاء ألسنة النيران التي أتت على أزيد من 200 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والأحراش والأدغال، على مستوى الشريط الغابي الممتد من مرتفعات الايدوغ مرورا ببلديات سرايدي، واد العنب، التريعات وبرحال. فحسب المعطيات التي بحوزة «السلام» فإن عدد الحرائق المسجلة تجاوز ال 20 حريقا يمكن وصفها ب»الكبيرة»، عبر مختلف البلديات منها أكثر من 9 بؤر حرائق في جبال واد زياد و6 في مرتفعات سرايدي والبقية متفرقة بمختلف المناطق الغابية. وأكد مصدر مطلع أن أعوان المحافظة والحماية المدنية مجندين لعملية إخماد هذه الحرائق ومنع وصولها إلى عشرات العائلات التي تقطن التجمعات الريفية وكذا لأدغال المناطق الغابية.من جانب آخر فقد تطلب التحكم في الحرائق التسعة التي شبت بمنطقة واد زياد في بلدية واد العنب نشر وسائل تدخل هامة من بينها رتل متحرك. واستمرت تدخلات أعوان الحماية المدنية بعد ظهر أمس بالقرب من قرية العايب عمار، بعد أن تم التحكم في الحرائق الأخرى التي أتلفت عدة هكتارات ببلدية سرايدي لتبقى غابات برحال تخضع للمراقبة، وذلك بالنظر إلى وجود سكنات بالقرب من الغابات. وقد حاولت «السلام» أمس الحصول على الحصيلة الرسمية لتدخلات الحماية من مصلحة الاتصال غير أننا لم نتمكن بالنظر إلى قطع العمل بالمناوبة أثناء عطلة نهاية الأسبوع. وأرجعت مصادر محلية سبب نشوب الحرائق إلى إقدام أشخاص من الرعاة إلى حرق مساحات واسعة من الغابات لتجديد نمو الأعشاب الخضراء وهي المعلومات التي تحقق بشأنها السلطات الأمنية. وكان سكان بلدية واد العنب، شمال غرب ولاية عنابة، قد عبروا مرارا وتكرارا عن مخاوف شديدة مع بداية الحملة ضد الحرائق بالنظر إلى طبيعة المنطقة الغابية وتواجد معظم الأحياء الكبرى بمحاذاة الغطاء النباتي الغابي. ويتخوف السكان من اندلاع حرائق مفاجئة، خاصة وأن المنطقة تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ حلول فصل الصيف، وانعدام وحدة للحماية المدنية على مستوى البلدية للتدخل وإطفاء الحريق في حالة حدوثه. ويذكر أن أقرب وحدة للحماية المدنية تبعد عن عاصمة البلدية بأكثر من 30 كلم مما يشكل تهديدا فعليا لحياة الآلاف من السكان.من جهته، أكد مدير الحماية المدنية بعنابة في تصريح سابق ل»السلام» أنه لا داعي للقلق بفضل الإجراءات المتخذة بالتنسيق مع محافظة الغابات التي تقوم فرقها بالتدخلات الأولية في بداية الحريق إلى غاية وصول مصالح الحماية المدنية، ناهيك عن الحراسة الميدانية اليومية كإجراء وقائي، وركز على دور المواطن في المحافظة على هذه الثروة وحمايتها باعتباره عنصرا أساسيا في اندلاع الحرائق، مؤكدا أن الحملة ضد الحرائق تسير إلى حد الآن بصفة طبيعية، حيث تمت السيطرة على ألسنة النيران التي شبت بإقليم البلدية في أوقات قياسية.