تعتبر منطقة بريكة من أقدم وأكبر البلديات في ولاية باتنة، وتوجد بها منطقة صناعية بالناحية الجنوبية للمدينة، كما تحتوي على عدة مصانع منها مصنع الخيط ومصنع الأجور وغيرهما،حيث شهدت هذه الدائرة في السنوات الأخيرة وحدات صناعية ذات أهمية بالغة في التنمية من الناحية الإقتصادية مثل مركب الفتائل الملونة(أكبر مصنع في أفريقيا)، إلا أن هذه المدينة تعاني من العديد من المشاكل، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة وجعلت السكان يخرجون إلى الشارع مرار وتكرار . وبالمقابل، فإن المدينة همزة وصل بين الشمال والجنوب ، ما جعلها تعتبر بوابة الصحراء وتضم هذه الدائرة عدة بلديات وتمتاز هذه المنطقة بطابع فلاحي كما توجد بها منشآت منذ العهد الإستعماري مثل سد دولاس، المتواجد بطريق الجزار والثكنة بطريق سطيف والتي لا تزال إلى يومنا هذا. وتجدر الإشارة إلى أن، دائرة بريكة تقع غرب ولاية باتنة، التي تبعد عن مقر الولاية ب 88كلم يحدها من الشرق بلدية سقانة ،ومن الغرب بلدية عزيل عبد القادر، و من الشمال بلدية أولا عمار والجزار ، ومن الجنوب بلدية بيطام ، تتربع على مساحة تقدر ب30543 كلم ، وترتفع على مستو ى البحر ب 474,89 متر وبها ملتقى عدة طرق من بينها الطريق الوطني رقم 28 . حي العطعوطة أكبر المتضررين من غياب التهيئة الحضرية إشتكى العشرات من السكان القاطنين بحي العطعوطة بمدينة بريكة بولاية باتنة مما أسموه ''لا مبالاة'' السلطات المحلية في الإستجابة لمطالبهم وإنشغالاتهم، التي تتمثل في وجوب تحسين المحيط الحضري للأحياء التي آلت حسبهم إلى وضعية كارثية، خاصة في فصل الشتاء و بعد تساقط الأمطار والتي تحول الأحياء إلى برك تغمرها المياه لتعيق بذلك حركة المرور للراجلين أو لأصحاب السيارات الذين اشتكوا من إصابة سياراتهم بأعطاب جراء هذه الوضعية ، دون أن تتدخل السلطات البلدية لبريكة لوضع حد لهذه المشكلة. وفي هذا الصدد، أكد لنا هؤلاء المواطنين ولاسيما أصحاب المحلات التجارية أنهم عانوا من هذه الظاهرة خاصة وأن كل مظاهر التهيئة غائبة بهذا الحي،الأمر الذي شوه الوجه الداخلي والخارجي لمحلاتهم إضافة إلى خطورة ذلك على المستهلكين نظرا لتعريض المواد الإستهلاكية لكل مظاهر الأوساخ. غياب الأمن الهاجس الكبير عبر كثير من السكان لجريدة «الشعب» عن تخوفهم الكبير من الإعتداءات المتكررة للصوص، والتعرض لمحاولات السرقة خاصة المحلات التجارية والنساء، حيث أكد بعض السكان على أن دائرة بريكة تعيش مؤخرا حضرا للتجوال ، بفعل أجواء الساحات العمومية التي أصبحت وكرا للمخمورين وقطاع الطرق الذين يقومون بالتجرأ والتهجم على المارة بأساليب وحشية، مع إظهار أسلحة بيضاء منها السكاكين وغيرها من الأشياء التي يستعملونها من أجل سرقة كل ممتلكات المواطنين من هواتف نقالة ومبالغ مالية وحتى الأشياء الخاصة بالمنزل بعدما يقومون بعملية سطو مخططة ، وهو ما زرع الرعب والخوف في قلوب سكان المدينة، وهو أيضا ما دفعهم للمطالبة بتعزيز تواجد رجال الأمن على مستوى الطرقات الرئيسية للمدينة للقضاء على هذه الظاهرة في أقرب وقت ممكن. ...ووضعية المسافرون حدث ولا حرج يجد سكان مدينة بريكة صعوبة كبيرة في العودة إلى منازلهم وخاصة بعد الساعة الخامسة مساءً ، حيث يجد أصحاب سيارات الكلونديستان بذلك فرصة لنقل هؤلاء المواطنين بأسعار خيالية، بحجة الوقت المتأخر، وقد أكد لنا العديد من الركاب أنهم يتلقون في الكثير من الأحيان إهانات وشتائم عند مناقشة أصحاب هذه السيارات عن السعر، وتزداد المعاناة بالنسبة للطلبة الذين يقدر عددهم بالآلاف نظرا لظروفهم المادية، وتنقلاتهم المتكررة من بريكة إلى معاهدهم بالجامعة وفي هذا الشأن ينتظر هؤلاء تدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل الذي أرقهم كثيرا وزاد من متاعبهم. سيارات «الفرود» والشاحنات تخلق الفوضى يجد المواطنون بوسط مدينة بريكة صعوبة كبيرة في التنقل، بسبب الفوضى العارمة التي تشهدها حركة المرور، والتي تسبب فيها بشكل مباشر الوقوف العشوائي للشاحنات وسيارات «الفرود» ، التي تجدها موزعة على كل الأماكن حتى المخصصة للراجلين خاصة سيارات «جي5» والتي يكون نشاطها أصلا غير قانوني ، وهو الأمر الذي زاد من مخاوف السكان في أن تتأزم الوضعية أكثر خاصة مع تسجيل زيادة في الإكتظاظ والازدحام في الآونة الأخيرة خاصة بأحياء 5 جويلة و20 أوت،بورادي إسماعيل والتي تشهد وقوف عشوائي للشاحنات. وكذا السيارات خاصة أمام المحلات التجارية والأسواق الفوضوية الخاصة بالخضر والفواكه أين يتوقف أصحاب الشاحنات لسبب ولغير سبب معرقلين بذلك السير الحسن لحركة المرور التي فقدت مؤخرا المعنى التقني لمصطلح تنظيم المرور . الذاكرة الجماعية تبحث عن حمايتها تعتبر منطقة طبنة الأثرية ببلدية بريكة، من أعرق المناطق بولاية باتنة والجزائر، تعاقبت عليها حضارات عدة وبقيت صامدة في وجه الزمن تستقطب إليها السواح والباحثين ، للوقوف على تاريخ هذه المعالم، حيث أن مدينة طبنة كانت حصن روماني للمدينة الرومانية، كما أن الزائر لها اليوم يدرك أن تاريخ العالم القديم مدفون بأسره فيها، وقد وقفت «الشعب» خلال زيارتها للمدينة على هذا المعلم التاريخي ، وما بقي على سطح الأرض من آثاره يتعرض إلى النهب والتخريب فلم يبقى منه سوى بقايا فخارية مرمية على إمتداد 4 كيلومترات. وحسب ما علمنا من أحد المسؤولين فإن منطقة طبنة مازالت أثارها تتعرض إلى السلب، النهب والتخريب رغم اتصال مسؤولي هذه المنطقة بالوكالة الوطنية للآثار وبوزارة الثقافة، مؤكدين أن آثار طبنة ليست قضية ولاية أو قضية بلدية بل هي قضية وطنية تستحق حمايتها من النهب والسرقة، والإعتداءات العقارية التي تتعرض لها هذه المنطقة يوميا ارتفاع مستمر للمصابين بإلتهاب الكبد كشفت إحصائيات رسمية قامت بها المصالح الصحية المختصة، بإحصاء الأمراض وتصنيفها بدائرة بريكة عن إصابة أكثر من 900 مصاب بداء إلتهاب الكبد الفيروسي وهو رقم يرتفع من سنة لأخرى، ويعتبر هذا المرض الخطير من أكثر الأمراض المنتشرة ببريكة وضواحيها . وفي هذا الإطار، أكدت بعض المصادر الطبية أن سبب الإصابة به ترجع أساسا إلى عدة عوامل أهمها قدم شبكات المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يستدعي إصلاحها واستبدالها في أقرب وقت ممكن ، وهذا لتفادي انتشار مثل هذه الأمراض، والجدير بالذكر أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قد قامت عام 2006 بتحقيق وبائي إحتلت خلاله دائرة بريكة ما نسبته 5 بالمائة من الأمراض الوبائية على المستوى الوطني، ما يعد مؤشرا خطيرا على ما تعاني منه دائرة بريكة التي تعد الثانية ولائيا بعد عاصمة الولاية باتنة من حيث الكثافة السكانية فبالإضافة إلى داء إلتهاب الكبد الناتج عن اهتراء وقدم شبكة المياه تشتكي مدينة بريكة من ضعف التهيئة خاصة على مستوى حي النصر وحي ابن باديس وطريق مقرة ، وقد أحصت مديرية الصحة بولاية باتنة ارتفاع محسوس للمصابين بداء الأشمانيوز خاصة في بريكة والجزار وامدوكال وقد أرجعت المصالح الطبية الإرتفاع الكبير في عدد المصابين بهذا الداء إلى غياب الثقافة الصحية لدى السكان . ولمراكز البريد نصيب من تذمر المواطنين تشهد مراكز البريد التابعة لمدينة بريكة، توافدا كبيرا لعشرات المواطنين القادمين من مختلف الأحياء والمشاتي القريبة من أجل سحب أموالهم من هذا المركز، الذي يشتكي فيه الزبائن من بطء العاملين فيه وكثرة تعطل الحاسب الذي يعمل لدقائق ويتعطل لساعات بفعل التذبذب الحاصل في التغطية العنكبوتية لجهاز الإعلام الآلي . وأحيانا إنعدام السيولة النقدية خاصة في الآونة الأخيرة التي تزامنت مع شهر رمضان وعيد الفطر وقدوم موسم الدخول المدرسي ، الذي يكثر فيه السحب من طرف مجموعة من فئات المجتمع وهو الأمر الذي جعل مسؤولي المركز في حرج كبير، كما يتميز مركز بريد بريكة بميزة غريبة جدا، وهي عدم توفر الطوابع البريدية بكل أشكالها . إضافة إلى غياب الوثائق المستعملة في طلب فتح حساب بريدي جديد خاصة لأول مرة حيث يتم حسب بعض المواطنين الإستفادة من هذه الأوراق المجانية بإتباع أساليب المحاباة، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من المرات في شجارات عنيفة بين المواطنين والعاملين في هذا المركز البريدي الذي طالب المواطنون فيه بضرورة القضاء على سياسة الطابور. إنقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي يعاني العديد من الأحياء بمدينة بريكة من الظلام فسكان مختلف الأحياء خاصة في فصل الصيف، وفي حديثهم ل «الشعب» أعربوا عن استيائهم الكبير من هذه الوضعية التي تجاوز عمرها السنوات في ظل لامبالاة السلطات المحلية على حد تعبيرهم بالتدخل للقضاء على مشكلة الإنقطاعات الكهربائية المستمرة ، و هو ما يجعل سكان هذا الحي يلجؤون اضطراريا إلى الإستفادة من الكهرباء بالإستعانة بالأحياء المجاورة وذلك بإستعارة كوابل كهربائية رغم خطورة العملية. ولقد أقر لنا هؤلاء المواطنين أن معاناتهم لا تنحصر في حدود هذا الإشكال فحسب،حيث تطرق المواطنون إلى مشكل الطرق التي تعرف حالة جد متقدمة من الإهتراء واستعماله يعد ضربا من الخيال. تحدث كل هذه المشاكل وسكان بريكة على غرار باقي سكان مناطق الوطن مقبلة على استحقاق انتخابي هام يتمثل في انتخاب المجالس الشعبية البلدية والولائية، وهي فرصة للمواطن حسب بعضهم لمحاسبة المسؤولين المحلين المقصرين في خدمة المواطن واختيار الرجال والنساء الأكفاء لدفع عجلة التنمية ببريكة إلى الأمام .