أوضح أمس الأستاذ عبد العزيز دردوري ان ظاهرة الامن الالكتروني لها اليوم انعكاسات خطيرة على اكثر من صعيد، اذ هي تمس بالامن القومي، والاقتصادي، والاجتماعي، وحتى الثقافي للدول مؤكدا ان لهذه الاخيرة مسؤولية كبيرة في الحفاظ على امن الشبكات الالكترونية خاصة والتصدي لكل الاختراقات داخلها. وأكد الاستاذ دردوري الذي كان «ضيف الشعب» في مداخلته بعنوان: «نظرة شاملة على الامن الالكتروني والرهانات الحقيقية، ان اهتمام الدول والحكومات بالموضوع في تزايد مستمر، هذا بعد الضربات الموجعة التي تتلقاها يوميا. واضاف ان الامن الالكتروني اصبح اليوم سلاح خطير يمكن تعطيل اقتصاد دولة وتحطيم شركة كبيرة، من خلاله، هذا باستعمال بسيط للانترنيت ودون تكلفة كبيرة تذكر حسب ماتشهد به الاختراقات لشبكات الكترونية لهيئات حكومية، ومنظمات لها هيبتها وسيادتها. واوضح دردوري الذي يدرس الامن الالكتروني بالمعهد الوطني العالي للعلوم السياسية بالجزائر ان الظاهرة التي لا تستلزم اموالا طائلة لتتطور اصبحت بمثابة مصنع لاسلحة الكترونية، سهلة الاستعمال رخيصة الكلفة، الهدف من استغلالها يتعدى حدود التجسس واختلاس الاموال، إلى تعطيل الاقتصاد والحياة الاجتماعية. واصبح حسب «ضيف الشعب» الحديث اليوم، على حرب الكترونية بامكانها الحاق اضرار مالية، اقتصادية واجتماعية خطيرة دون خسائر بشرية، اذ انها تعتمد في ترسانتها على ابتكارات تكنولوجية حديثة. وفيروسات متطورة، سهلة الاستعمال والزرع داخل الشبكات الالكترونية وعبر الانترنيت لكن من الصعب التفطن اليها، محاربتها او التحكم في الاضرار التي قد تلحقها. وكشف دردوري في سياق آخر ان محاربة او محاولة التحكم في هذه الظاهرة الخطيرة التي هي في طريقها للتحول من سلاح تعطيل شامل، للمصالح والاقتصاد الى سلاح دمار شامل يمكن استعمالها في الحروب الالكترونية. واعتبر ضيف «الشعب» من جهة اخرى ان الجزائر من بين الدول الاكثر عرضة للاختراقات الفيروسية، بحكم الاستعمال المفرط للانظمة والبرامج المعلوماتية والالكترونية المقلدة. ويرى الخبير في الامن الالكتروني ان «محاربة هذه الظاهرة تستلزم النظر المتواصل في الآليات القانونية، والسهر على حماية شبكاتها الالكترونية وكذا تكوين اليد العاملة المختصة في مجال الحماية الالكترونية. واستبعد عبد العزيز دردوري في الاخير امكانية اتحاد الدول والحكومات فيما بينها لمحاربة مثل هذه الافات، معتبرا ان الامن الالكتروني يعد بمثابة سلاح قوي، لايمكن لاي دولة مشاركة المعلومة او التجربة حوله التى في نطاق ضيق، ومحدود وبحكم مصالحها الخاصة فقط. الأمن الإلكتروني في خدمة الاحتجاج السياسي واوضح المتحدث في سياق آخر، انه من الممكن استعمال الاختراقات الالكترونية لمساعي سياسية او لاهداف بيئية، او اجتماعية وتشكل ظاهرة «الانونيموس» التي اقلقت مؤخرا الحديث من الحكومات والهيئات خير مثال على ذلك. وهي الحركة المتشكلة من قراصنة الانترنيت الذين تجرأو على دخول الشبكات الالكترونية لمسؤولين كبار، وحكومات وشركات، واستحودوا من خلال ذلك على معلومات خطيرة وخاصة، استعملوها كتهديد او كندية للمطالبة بتغيرات في السياسات والانظمة العالمية والدولية. ويرى «ضيف الشعب» ان حركة «الانونيوس» وقرصنة الشبكات الالكترونية ماهي الا دلائل قاطعة على هشاشة الشبكات وهي ايضا بمثابة الوجه الاخر لاستعمال التكنولوجيات الحديثة، والذي يستدعي الحيطة والحذر باستمرار. وفي سياق اخر حذر عبد العزيز دردوري من خطورة بعض البرامج والرسائل الالكترونية التي تستهدف مستعملي الشبكات الاجتماعية، وحتى العناوين الالكترونية والتي تحمل في طياتها فيروسات خطيرة تستلزم تشغيلها سوى ضغطة واحدة، وحين تشغل تصبح وسيلة للتجسس والسيطرة على الحاسوب، وحتى على الهاتف النقال الذي يستعمل التكنولوجيات الحديثة.