تستدعي ترقية السياحة الداخلية، التكفل الأمثل بالعنصر البشري لتحسين الخدمات ودعم الاستثمار وتحسين مستوى الترويج وتسويق المنتوج بأسعار تنافسية وترقية الصناعة التقليدية والحرف، تماشيا مع رغبات السياح، كما أكده عدد من المسؤولين والمختصين في المجال. شدد مدير مخطط الجودة والضبط بوزارة السياحة والصناعة التقليدية كريم شيخي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على ضرورة تنمية السياحة الداخلية من خلال ترقية مجال الترويج للتعريف بالمؤهلات التي تزخر بها الجزائر، مذكرا بكل الأنماط السياحية المتوفرة، من بينها السياحة الحموية والدينية والجبلية والثقافية والتاريخية والصحراوية والشاطئية. أبرز شيخي الدور "الكبير" المنوط بوكالات السياحة والأسفار، من خلال تطوير وتنويع منتوجها والتعريف به والعمل على فتح مسالك ووجهات سياحية جديدة، لاسيما بمناطق الجنوب واختيار مرشدين من ذوي الكفاءات، إلى جانب عرض أسعار تنافسية تماشيا مع قدرات كل مواطن، مذكرا بأهمية إبرام العديد من الاتفاقيات مع الخدمات الاجتماعية وتعزيز صيغة الإقامة لدى الساكن. وأشار المسؤول ذاته، الى أن قطاع السياحة، بتنسيق العمل مع وزارة الداخلية، بصدد "مراجعة وتحيين وتعديل المنشور الوزاري ل2012 المتعلق بصيغة كراء الإقامة لدى الساكن لتوسيعها نحو المناطق الجنوبية بعد أن كانت تقتصر على المناطق الساحلية". وألح شيخي، على توفير النقل الجوي، لاسيما الداخلي، بأسعار منخفضة، خاصة بمناطق الجنوب، وتوفير الهياكل السياحية وفق إمكانات كل مواطن ودعم وتحيين برامج التكوين لتحسين الخدمات وفق المعايير المعمول بها. وتتوفر الجزائر، على حد تعبيره، على 4 آلاف وكالة سياحية، إلا أن أغلبيتها تنشط في مجال "السياحة الباعثة" ما يستدعي، كما قال السيد شيخي، تدارك ذلك من خلال التوجه نحو دعم السياحة الداخلية باستقطاب المواطنين وحثهم على قضاء عطلهم في بلدهم والتوجه نحو جلب السياح الأجانب أيضا. تدارك النقص المسجل من جهته، شدد مدير الاستثمار بالوزارة أمين غربي، على وجوب إنجاز مشاريع جديدة من أجل تدارك النقائص المسجلة في مجال الإيواء على المستوى الوطني، مشيرا الى أن اللجنة القطاعية للمشاريع السياحية اعتمدت لحد الآن أزيد من 2500 مشروع من شأنه توفير "أكثر من 300 ألف سرير وأزيد من 170 ألف منصب شغل دائم". وذكر غربي بأن القطاع يستلم سنويا "أزيد من 40 مؤسسة فندقية جديدة"، مقدرا عدد الفنادق المتوفرة حاليا ب«1462 فندق يوفر 122 ألف سرير". ويوجد حاليا، على حد تعبيره، "751 مشروع طور الإنجاز من شأنه توفير 100 ألف سرير خلال 2024" و«100 مشروع سياحي سيدخل حيز الخدمة خلال السنة المقبلة من شأنه أن يوفر أكثر من 7500 سرير جديد وإنشاء 2800 منصب شغل". بدوره، أكد مدير الحمامات المعدنية والنشاطات الحموية جمال عليلي، عن توفر 282 منبع حموي، من بينها 50 منبعا يمكن الاستثمار فيها، نظرا "لنوعيتها الجيدة"، إلى جانب منح لحد الآن 90 حق امتياز للمستثمرين لاستغلال المواقع الحموية، مشيرا الى وجود لحد الآن ثلاثة مركبات للعلاج بمياه البحر على المستوى الوطني، أحدها بسيدي فرج بالجزائر العاصمة واثنان بوهران. ودعا عليلي المستثمرين إلى "اقتحام" هكذا مشاريع، بالنظر للإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال،الذي يساهم في تطوير السياحة الداخلية وخلق الثروة وتعزيز المجال الصحي. وتطرق من جهته رئيس الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية والسياحة رضا ياسين، الى المشاكل التي يعاني منها القطاع بعد توقف النشاط "كليا" خلال السنتين الماضيتين نتيجة انتشار جائحة كورونا، مبرزا أهمية إنشاء "مجلس أعلى للسياحة".