نماذج جزائرية أثبتت جدارتها تحتفي القصة القصيرة جدا بيومها العالمي تزامنا والفاتح أكتوبر من كل سنة، حيث يخصص لهذا النوع الأدبي ندوات فكرية ومسابقات عربية تمنح من خلالها جوائز لأحسن النصوص السردية التي كتبت في هذا المجال وتشكل الكتابات الجزائرية في هذا النوع احد أهم الإبداعات السردية. كشف الدكتور علاوة كوسة استاذ الادب العربي بالمركز الجامعي ببريكة في رده على سؤال «الشعب» أن هذا الفن تكوّن في سياق التطور القصصي العربي الحديث بعيدا عن تأثير الغرب، فنشأة القصة القصيرة جدا متصلة بالقصة القصيرة، أي إن هناك تناسلا أجناسيا مستمرا تولدت خلاله «ق ق ج» من القصة القصيرة، وتطرح فرضية البديل الأجناسي التي تكفلت بها «ق ق ج». أضاف القاص والروائي كوسة بأن بعض المجاميع القصصية تؤكد بتواجد هذا البديل بحيث تكون القصة القصيرة معبرا أجناسيا إلى جنس أدبي جديد، ولكل منهما مقوماته وخصوصياتها وذلك ما جعل حميد لحميداني يؤكد أن الحسم في انتماء القصة القصيرة جدا لجنس القصة القصيرة لا ينبغي (...) أن يلغي خصوصياتها النوعية، ولا علاقتها الملموسة مع معظم الأجناس الأدبية. ويبقى لكلا الجنسين الأدبيين خصوصياته التي تميزه عن الأجناس الأدبية الأخرى. أكد ذات المتحدث، أن القصة العربية فرضت خصوصياتها وأسسها وجمالياتها من خلال المنجز القصصي الوامض «على اختلاف التسميات» فإنه بات من الضروري الالتفات إلى هذا المنجز بالنقد والدراسة، وهو ما كان من حظ هذا الجنس السردي الوافد فعلا، من خلال متابعات النقاد والدارسين للمدونة القصصية القصيرة جدا في ذات السياق أوضح الاستاذ كوسة بأنه لا يمكن فصل المنجز الإبداعي الجزائري في هذا الجنس عن المنجز العربي، كتابة ونقدًا، ويمكن القول، بأن القصة الجزائرية في مصاف القصص العربية ويزيد، من خلال نماذج عديدة أثبتت جدارتها في الإلمام والتفنن بما يقتضيه هذا الفن السردي، ومن تلك التجارب الناجحة على سبيل الذكر وليس الحصر نصوص السعيد بوطاجين، محمد الصالح حرز الله، حكيمة جمانة جريبيع، نور الدين لعراجي، مريم بغيبغ، عبد الحكيم قويدر، الخير شوار، وافية بن مسعود، وغيرها من التجارب تساءل الناقد علاوة كوسة اذا كان المنجز القصصي القصير جدا قد ٔأعطى صورة مشرقة في مشهدنا الأدبي الجزائري؛ فما موقع هذا المنجز من الدرس النقدي ؟ ليجيب في ذات السياق انه للأسف هناك متابعات نقدية قليلة لأقلام بعينها تحاول أن تضيء هذه التجارب القصصية من خلال متابعات صحفية، ومن خلال عرض هذه المدونات القصصية على الباحثين في الجامعة، ولا ننفي وجود عدة أطروحات و رسائل جامعية عن ال ق ق ج الجزائرية، ولكنها تبقى غير كافية للأسف، ولكن تجربتنا الإبداعية والنقدية في حيز القصة القصيرة جدا تبقى قيّمة مقارنة بتجارب مماثلة في دول عربية عديدة.