أكد يوسف شقرة أن دور اتحاد الكتاب هو استقبال وضم الأدباء من مختلف الميادين الثقافية وليس صناعة الأقلام أو اقتراح الأساليب التي تعتمدها في إنتاج أعمالها، ومنوها بالأشواط المميزة التي قطعتها هذه الهيئة بعد خروجها من غيبوبة تخبطت فيها لمدة زمنية معتبرة بسبب الخلافات الشائكة داخل بيت الاتحاد، والتي وصلت إلى إلحاق الضرر به على مستوى اتحاد الكتاب العرب. وقد رأى أمس «ضيف الشعب» شقرة أن الاتحاد بدأ في خلق جسور الانفتاح على بعض الفنون، حيث تم في الفترة الأخيرة استضافة أبناء المسرح ومنحهم الفرصة للتطرق إلى بعض خبايا الفن الرابع، بما يسمح لأبناء أبي الفنون والأدباء من خلق قنوات التواصل فيما بينهم، مع خلق روح العمل الجماعي ومعرفة كل مثقف مستجدات مختلف الميادين الثقافية أو الفنية الأخرى، ومتأسفا في هذا الشأن على ما سماه «بالأنانية» التي تؤدي بالدرجة الأولى إلى جعل كل مبدع يبقى في قوقعة مجاله دون الانفتاح أو الخوض في مجالات أخرى غير مجاله. أما عن عدم تشجيع أو اقتراح الاتحاد على الكتاب الخوض في الأعمال الروائية أو القصصية أو الشعرية التي تسهل عملية تجسيدها في عمل سينمائي، مسرحي أو تلفزيوني، أو ما اصطلح عليه «الكتابة السينيواية» فقد أكد «ضيف الشعب» أنها فعلا كتابة بإمكانها خدمة الكاتب أو الأديب من جهة وتمويل السينما والمسرح من جهة أخرى، إلا انه رأى أن الكتابة حرفة أو هواية مغروسة في الفرد ، قائلا «الكتابة موهبة ذاتية يطورها صاحبها رغبة منه وليس بالاجبار»، حيث لا يمكن، حسب شقرة، للاتحاد أن يسلط مسؤوليته على الأدباء وأصحاب الأقلام في مختلف الميادين الثقافية على أن يتبعوا قالبا معينا في الكتابة أو التأليف. وكشف في هذا الشأن شقرة على السياسة التي تتبعها الدول الرائدة في مختلف الفنون والمجالات الأدبية، حيث بين أن الكاتب في هذه الأقطار ينتج عمله الإبداع داخل ورشة تضم عددا مميزا من المختصين في مختلف المجالات التي لها علاقة بالأدب والثقافة، الشيء، الذي يؤدي، حسب «ضيف الشعب» إلى تسهيل تحويل هذه الكتابات إلى أفلام سينمائية، تلفزيونية، أو مسرحية. كما أكد رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة أن هيئتهم الثقافية تتبنى كل الأصناف الإبداعية، وفضاؤها مفتوح لكل الفعاليات والنشاطات التي من شأنها خدمة أو التعريف بالثقافة الوطنية داخل وخارج الوطن، واستحسن ذات الضيف فكرة فتح منبر لتلاقي أو احتكاك الفنانين وكتاب السيناريو، المنتجين، المخرجين والأدباء، مبرزا أن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على كاهل الفروع الولائية التي بإمكانها جرد الأسماء والأقلام المميزة داخل رقعتها الجغرافية وفتح جسور التواصل بينها، وبفعل تواصل هذه الفروع مع بعضها يتم توسيع جسور الاحتكاك عبر مختلف جهات الوطن. وقد افتخر «ضيف الشعب» بالأقلام والأسماء الجزائرية المبدعة، مبرزا في هذا الصدد أن الرصيد الزاخر لبلادنا في هذا المجال لا يتعلق بالكم فحسب وإنما بالنوعية أيضا، متمنيا في هذا الشأن من المسؤولين أو الرؤساء الذين سيكونون على رأس الاتحاد في العهدات القادمة، حيث أن عهدة شقرة توشك على الانتهاء، بإمكانهم النظر في مثل هذه الاقتراحات التي تهدف إلى الترويج لكتابنا من خلال تحويل كلماتهم إلى صور في القطاع السمعي البصري، هذه الأعمال التي تبتعد عن الطريقة الكلاسيكية التجريدية بل تحس القارئ وكأنه يعيش أحداث فيلم أو مسرحية، ومن السبل أيضا التي يمكن إتباعها للترويج أو التعريف بالكاتب هو تشجيع فكرة تحويل الأديب لعمل سينمائي أو مسرحي ناجح إلى عمل أدبي روائي أو قصصي. كما كشف من جانب أخر «ضيف الشعب» يوسف شقرة أن الاتحاد قطع أشواطا مميزة، حيث «تمكننا من توفير مقر لائق بهذه الهيئة الثقافية المهمة وتجهيزها مع وضع فروع عبر عديد ولايات الوطن»، كما أضاف «واليوم نسعى إلى الاتفاق مع وزارة الثقافة حول التوظيف، حيث أن الوزارة استرجعت بعد الخلافات التي نشبت داخل بيت الاتحاد، وبعد استرجاع عافيتنا وموقعنا داخل وخارج البلاد، فنحن في حاجة إلى موظفين في هذا الصرح الأدبي والثقافي».