اقتربت “الشعب” أمس من الشخصيات التي حضرت ب”قصر الشعب” لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل الشاذلي بن جديد أين دعوا له بالرحمة والمغفرة معتبرين إياه أب الديمقراطية وشخصية تستحق الاحترام والتقدير كرئيس دولة ورمز من رموزها خدم الجزائر إبان الثورة وبعدها. بن حمادي : وفاة أب التعددية أحزنت الجميع فقدان الشاذلي مفاجأة مريرة لكل الشعب الجزائري نظرا لما كان يتسم به هذا الرجل من شجاعة وقوة الشخصية فقد كان مجاهد ومن الأوائل الذين رفعوا السلاح في وجه الاستعمار. واستطاع أن يسير الجزائر في واحدة من أهم وأصعب فترات الحكم في الجزائر وهي فترة حكمه التي لم تشهد تعسفا سياسيا ولا قمعا داخليا للشعب وبذكائه وقوته تمكن من تخطي مختلف الصعوبات. الرئيس الشاذلي هو أول من فتح الأبواب للجزائريين لكي يكتشفوا الشعوب الأخرى ،لم يتسرع يوما في اتخاد القرارات وكان يفكر جيدا فيما يفعل ففتح المجال السياسي التعددي ،كما كان له الفضل في فتح المجال الإعلامي الذي بات الآن قطاع قوي ونأمل أن يساهم ما تركه الشاذلي في ترقية السمعي البصري . بن عروس : له شرف إطلاق التجربة الديمقراطية اعتبر الشاذلي بن جديد رحمه الله أب الديمقراطية والانفتاح التعددي في الجزائر كنت أعرفه في بداية مشواري عندما عملت في التلفزيون الجزائري وقمت بتغطية كل نشاطاته نظرا للأحداث الكثيرة التي ميزت فترة حكمه والى غاية استقالته سنة 1992 ،كما كان يتسم بالتواضع وقوة الشخصية وفقدان هذا الأب الروحي خسارة للجزائر. ولد عباس: خدم بقلب الوطن كنت مطلع على مرض الفقيد الشاذلي بن جديدة نظرا لعلاقتي القوية مع أفراد عائلته التي هي الأخرى لم يفاجئها خبر وفاته حيث كانت على دراية كاملة بحالته الصحية التي كانت في وضعية حرجة للغاية . ونأمل أن يتحلى شبابنا اليوم بالأخلاق الحميدة والعلم لبناء وطنهم مثلما خدم الراحل بلده إبان الثورة وبعد الاستقلال فقد اتصف بالحكمة والتعقل وفي الأخير ادعوا الله ان يتغمد روح الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جنانه. الطيب الهواري : فقدنا رجلا عظيما الرئيس الشاذلي بن جديد رجل عظيم صنع مجد الجزائر بتحريرها عندما كان مجاهدا وارتقى بها عندما تقلد مناصب السلطة من دولة تتميز بالبعد الثوري الإحادي الى دولة تسودها الديمقراطية والتعددية الحزبية ،وفقدانه تعد خسارة للجزائر لان الرئيس الشاذلي كان يختلف اختلافا جوهريا على كل رؤساء العالم العربي فهو رمز لكبرياء الجزائر حيث تمكن في ظرف سنوات قليلة ان يتحول من رجل عسكري الى واحد من بين اكثر الرؤساء أهمية في المنطقة العربية في ذلك الوقت. بن بادة: ..كان وراء تشجيع الحريات في الجامعة أكد الوزير بن بادة ان الجزائر بدأت في التحول الديمقراطي بخطوات ثقيلة ،وهذا انطلاقا من الرسائل التي بعثها لانتفاضة اكتوبر 88 لتأتي بعدها مرحلة البناء حيث كان طالبا جامعيا انذاك “87” وكانت الجزائر وقتها تعرف موجة الانفتاح والحرية الكبيرة كما هو الشأن بالوسط الجامعي النشط الذي شهد وقتها عدة حركات شبانية من كل التيارات ،وفي الثمانينات عرفت الجامعة الجزائرية أعلى مستويات الانفتاح والصراع الفكري ،وبحكم ان مسار كل دولة هو نتيجة بناء تراكمي ففترة الرئيس الراحل فيها السلبيات والايجابيات الا ان هذه الاخيرة سيما الناحية السياسية اكبر ولا أحد يستطيع ان ينكرها . كان لفقيد الجزائر مساهمة في بناء المؤسسة العسكرية وكرئيس البلاد عرفت بفضله الديمقراطية ،كما ان التاريخ يشهد بأنه قدم للرياضة والشباب كثيرا. بن صالح رئيس مجلس الأمة: كان متفتحا وصاحب حوار أوضح رئيس مجلس الأمة انه عرف الفقيد كرئيس دولة كونه ليس من جيله الا انه كان انسانا متفتحا للحوار ومتواضعا ،حيث كان بن صالح وقتها وزير ا في حكومة 1991 1992 أثناءالظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر ، وفى الفقيد بعهده المتمثل في الانفتاح والتعددية السياسية وبانتخابات حرة ونزيهة وقتها. ولكن للأسف حسب ذات المتحث فإن النتائج ظهرت في وقت لم تكن الظروف ملائمة لتنظيم هذه الانتخابات وعليه اتخذ الرئيس الراحل موقف طلب الاستقالة. محمد شريف عباس: صاحب مواقف ثابتة أكد وزير المجاهدين أمس أن الرئيس الراحل استمر في الكفاح عن الوطن دون هوادة أو تردد إلا ان احرزت الجزائر استقلالها واسترجعت السيادة الوطنية كاملة، كون الجيش والضباط والقادة الذين قاموا بمعارك طاحنة باعتبار أن السلطات الفرنسية كانت تهدف إلى تهديم الثورة نتيجة الدعم الذي كانت تتلقاه من الخارج. وأضاف الوزير أن الفقيد واصل عمله في الجيش الوطني الشعبي كقائد للناحية العسكرية الثانية وعند وفاة الرئيس هواري بومدين تولى وزارة الدفاع إلى أن ارتقى لأعلى رتبة في الدولة ،ونتيجة للانتخابات الرئاسية اصبح رئيسا للجمهورية قضى فيها اكثر من عشرية. ترك الفقيد بصمات كبيرة في كل المجالات الاقتصادية و السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى التربوية ،حيث كان يتميز بعطفه وفتح قلبه آنذاك بكل صراحة حسب ذات المتحدث لكل الجزائرين والجزائريات كما كانت له مواقف متشبثة وثابتة ومستقرة اتجاه كل ما من شأنه الإساءة للجزائر من الخارج. عبد القادر حجار: مناصرة دائمة للقضية الفلسطينية أكد حجار أمس ان الرئيس الراحل كان من القادة الصارمين في القرار حيث يتخذه على قناعة تامة بعد الدراسة والتحليل المعمقين،وعندما أصبح المتحدث سفيرا تعامل مع بن جديد في الملفات الخارجية والقضايا الدولية العربية فكانت مواقف الجزائر تتميز بالعزة والشجاعة . كان الفقيد يؤمن بالقضايا العادلة بالعالم سيما بإفريقيا وعلى وجه الخصوص الفلسطينية ،بالإضافة الى موقف الجزائر من حرب الخليج في 1991 حيث سافر إلى عدة بلدان عربية وإسلامية قصد محاولة إيقاف الحرب. اشتغل بن جديد على بناء المغرب العربي بمصر بالاجتماع الذي عقده آنذاك بحضور القادة الكبار الخمسة ،ليسافر بعدها الى مراكش حيث كان له موقف واضح وجاد من القضية الفلسطينية ،مشيرا الى حضوره شخصيا للقاء الذي حصل بين الرئيس الراحل ورئيس وزراء مالطا على اساس انه سفيرا بطرابلس ومالطا بخصوص محاولة اتصالات سرية في الجزائر مع اسرائيل اين كان رد بن جديد “العلاقات بيننا وبين اسرائيل لن تكون لا اليوم ولا غدا كما لا في السر او العلن”. لم يكن حقودا ولا ناقما وعندما سمحت له الظروف اعاد الوئام بين ابناء جبهة التحرير الوطني. بلخادم: لبنان شاهدة على شجاعة الراحل أكد الأمين العام للافلان أن الرئيس الراحل أعطى للجزائر شبابه وجهده من اجل إعلاء كلمة الجزائر بعد تحريرها ،إضافة إلى احترامه للمؤسسات حيث كان يترك هذه الأخيرة تقوم بعملها ،مضيفا انه كان مقرر لجنة التحقيق في قضية الباسو على أساس انه نائب في المجلس الشعبي الوطني وجاء التقرير آنذاك مخالف لما كانت ترغب الحكومة في تصديره ،فتم الاحتكام إلى بن جديد الذي أمر بدوره بترك المؤسسات لتقوم بواجبها ولم يتغير حرف واحد من تقرير لجنة التحقيق. كان هناك احترام للمؤسسات ، مضيفا “ لما كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني اشهد انه لم يطلب مني يوما أن امرر آو ارفض شيئا ما على مستوى المجلس،كما أن بن جديد سعى سعيا في قضية العراق من اجل رأب الصدى العربي قبل أن يستهدف هذا الأخير بحرب الخليج الأولى و الثانية”. اما بخصوص لبنان فقد رافع الراحل بقوة قصد تحقيق الوفاق بين اللبنانيين وهو أول رئيس دولة يزور هذا البلد في حالة دمار وبالتالي فإنه دعم القضايا العادلة و حرص على ان تقوم المؤسسات بدورها بعيدا عن التداخل. مولود حمروش: الجزائر فوق كل اعتبار أوضح حمروش أمس أن فقيد الجزائر ضحى بكل ما يملك وناضل من اجل الجزائر ،ورغم المناصب التي تقلدها إلا انه بقي متواضعا ومتقربا من الشعب الجزائري وله علاقات اجتماعية واسعة ، ولهذا نلاحظ أن جميع قراراته كانت تصب في خانة التقرب أكثر من المواطنين والبحث عن رفاهيته على غرار الإجراءات المتخذة بعد توليه رئاسة الجمهورية. وأوضح حمروش أن أحداث أكتوبر 88 آثرت كثيرا في الفقيد وفهم كثير الأمور على إثرها،ولهذا أيقن بن جديد انه من الضروري وضع مؤسسات جديدة تؤدي إلى إصلاحات سياسية عميقة تتم بالتدريج لإعطاء نجاعة للحكم بالجزائر و إدارة الاقتصاد والسياسة وهذا ما اقترحه في خطابه التاريخي من نفس السنة، تحصل واقنع المؤتمرين على مصادقتهم للإصلاحات المؤسساتية ،صقلته وعلمته الحرب اتخاذ القرارات حتى المضرة أحيانا كمسؤول أول عن البلاد.