رئيس الجمهورية والمسؤولون السامون يلقون النظرة الأخيرة على جثمان الشاذلي ألقيت أمس النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد بقصر الشعب من طرف المسؤولين السامين في الدولة يتقدمهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وكذا من طرف الشخصيات التاريخية والوطنية والحزبية على اختلاف مشاربها وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا والمواطنين. في حدود الثانية بعد الزوال يصل جثمان الراحل الشاذلي بن جديد إلى قصر الشعب ويسجى ملفوفا بالعلم الوطني فوق طاولة خاصة داخل القاعة الرئيسية للقصر، وسط تراتيل القرآن الكريم التي انطلقت في المكان قبل ذلك بساعات، وغير بعيد وببهو القصر كانت جموع الزائرين طويلة وعريضة من المسؤولين السامين في الدولة الذين بدأوا يصلون المكان قبل منتصف النهار. وفي حدود الثانية و25 دقيقة وصل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل الشاذلي بن جديد حيث قرأ الفاتحة وسجل كلمات في حق المرحوم في سجل التعازي ، وبعده جاء دور عائلة المرحوم من الشقيق والأبناء وبقية أفراد العائلة. وبعده توالى المسؤولون السامون في الدولة الذين القوا النظرة الأخيرة هم أيضا على جثمان رجل الانفتاح والديمقراطية وكان يتقدمهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال، و الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وزراء السيادة كل من الشؤون الخارجية والداخلية والجماعات المحلية، والمالية، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز وشقيق رئيس الجمهورية الذين قرأوا الفاتحة على روح الفقيد وقدموا التعازي لأفراد عائلته. بعد هذه المجموعة جاء دور رئيس الحكومة الأسبق ورفيق الرئيس الشاذلي مولود حمروش، شريكه في الإصلاحات الذي ألقى النظرة الأخيرة هو أيضا على رئيسه ثم راح يعزي أفراد العائلة قبل أن ينصرف ولم يدل بتصريحات للصحافة إلا بعد إلحاح كبير، وتوالى بعده أعضاء الحكومة والشخصيات الوطنية الأخرى على غرار احمد طالب الإبراهيمي وزير الشؤون الخارجية لسنوات في عهد الشاذلي. وسجل الأخضر الإبراهيمي حضوره بقصر الشعب أمس وأبى إلا أن يشارك في توديع أب الديمقراطية في الجزائر رغم التزاماته الدبلوماسية المكثفة بصفته مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.وبعد الانتهاء من هذا الفصل فتح المجال للشخصيات الوطنية الأخرى وإطارات الأمة و لأعضاء السلك الدبلوماسي الذين تنقلوا في حافلات خاصة إلى قصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة والدعاء للرئيس الشاذلي بن جديد، وفي حدود الخامسة مساء فتح قصر الشعب للشعب لإلقاء النظرة الأخيرة على رئيسهم. وقبل وصول جثمان الرئيس الراحل إلى قصر الشعب حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة، كانت شخصيات كبيرة قد توافدت على القصر منها عدد كبير من الضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي، والقائد العام للدرك الوطني، والمدير العام للأمن الوطني وعدد كبير من الوزراء وإطارات سابقين عملوا مع الرئيس كأحمد طالب الإبراهيمي الذي رفض الإدلاء بأي كلمة حول المرحوم، المجاهد و الوزير صالح قوجيل، السعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين، المدير العام للحماية المدنية، الأمين العام للآفلان، عبد القادر حجار ومسؤولين كبار في رئاسة الجمهورية وفي قطاعات أخرى، وسجل الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد هو الآخر حضوره، وكان من بين الحضور أيضا عدد من المجاهدين ورفقاء المرحوم. ونشير أن العشرات من المواطنين اصطفوا قبالة مدخل قصر الشعب في انتظار ذهاب الرسميين حتى يتمكنوا من إلقاء النظرة الأخيرة على رئيسهم الثالث بعد الاستقلال الرئيس الذي يكن له الكثير من المواطنين احتراما كبيرا ويصفونه دائما بالطيب والعاقل. وسيوارى جثمان الرئيس الشاذلي بن جديد اليوم الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العالية إلى جانب من سبقوه من الرؤساء وأبطال الثورة التحريرية بعد صلاة الظهر مباشرة. محمد عدنان وقع أمس على سجل التعازي بقصر الشعب بوتفليقة: الأعمال الجليلة للشاذلي بن جديد ستظل معالم بارزة في سيرته الحافلة وقع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد على سجل التعازي إثر وفاة رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد الذي انتقل إلى ذمة الله أول أمس السبت عن عمر يناهز 83 سنة و عرض جثمانه بقصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. و كتب رئيس الجمهورية في سجل التعازي"بسم الله الرحمن الرحيم بمصابها الجلل في شخص رئيسها الأسبق المجاهد الشاذلي بن جديد تتكبد الجزائر التي نذر لها حياته رزءا فادحا في أحد أبنائها البررة المغاوير الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه في الجهادين الأصغر و الأكبر". و أضاف "إن هذا الرجل الذي بذل ما وسعه بذله في خدمة وطنه و شعبه حقيق بأن تخلد له أعماله الجليلة التي ستظل معالم بارزة في سيرته الحافلة مجاهدا و قائدا عسكريا و رئيسا ذكرا جميلا على مر العصور في قلوب رفاقه و كافة أبناء الجزائر و أبناء الأمتين العربية و الإسلامية و جميع الذين ناضلوا و ما زالوا يناضلون عبر العالم في سبيل الحرية. إن الرزء لعظيم لكن ما الحيلة إذ أن لكل أجل كتابا و أن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها و تلك سنته في عباده جيلا بعد جيل. بقلب راض بقضائه و قدره أسأله سبحانه و تعالى أن يمطر مثوى فقيدنا شآبيب الرحمة و الغفران و يسكنه فسيح الجنان و يتغمده بجزيل الإحسان و يلهم أهله الكرام و إيانا الصبر و السلوان. انا لله و انا اليه راجعون". وأج قالوا عن الشاذلي بن جديد مولود حمروش رئيس حكومة اسبق كان رئيسا ممتازا يفرق بين دوره كرئيس وكمواطن "الرئيس الشاذلي بن جديد ينتمي إلى جيل استثنائي، وهو بالإضافة إلى ذلك رجل مثل رجال الحركة الوطنية الذين صقلتهم النار والحرب، ما أعطاهم القدرة على القيادة وقدرة كبيرة على التفكير، وهو ما جعل منهم يتصرفون بشكل جيد في مواجهة الأحداث حتى وان لم يكن الأمر كذلك في بعض المرات للأسف. لكن من ناحية القيادة والعمل كان المرحوم رئيسا ممتازا، أب عائلة ممتاز، أحبّ عائلته، أحبّ الجزائر وأحبّ الشعب الجزائري..الرئيس الشاذلي كان يفرق بين الرئيس المواطن، وبين الرئيس رب العائلة، والرئيس المجاهد.. لقد كان يفرق دائما بين دوره كرئيس ودوره كمواطن ولم يخلط يوما ما بين الأشياء". محمد الشريف عباس وزير المجاهدين كانت له عاطفة كبيرة اتجاه الجزائريات والجزائريين "اليوم نودع مجاهدا من المجاهدين الكبار الذين تركوا بصماتهم في ثورة التحرير خاصة وانه كان من القادة البارزين فيها، والكل يعلم أن الحدود الشرقية كانت مشتعلة أكثر من أي منطقة أخرى بحكم تكدس الجيش الاستعماري هناك الذي حاول ضرب حصار على الثورة وقطع التمويل عنها، والشاذلي كان من القادة البارزين في القاعدة الشرقية حيث تدرج في المسؤوليات نظرا لشجاعته إلى أن جاء الاستقلال حيث اتمّ مشواره في الجيش الوطني الشعبي.وبعد رحيل الرئيس بومدين عين منسقا للجيش ثم رئيسا للبلاد وقد ساهم بقوة في بناء الدولة الجزائرية العصرية وترك بصمات كثيرة يشهد لها الجميع. كان الشاذلي بن جديد رجلا مثاليا في الوفاء والرزانة والتضحية وكان يتميز بعاطفة كبيرة اتجاه كل الجزائريات والجزائريين، وكان له موقف صارم اتجاه كل ما يمس سيادة واستقلال البلاد". عبد العزيز بلخادم الأمين العام للآفلان كان يحترم المؤسسات ولا يتدخل في عملها "الرئيس الشاذلي بن جديد كرئيس للجمهورية كان يحترم المؤسسات ويتركها تقوم بعملها، كنت مقررا في لجنة التحقيق البرلمانية في قضية "ألباسو" وكان مضمون التقرير يخالف رغبة الحكومة، وعندما احتكمنا للشاذلي ترك كل مؤسسة تقوم بعملها ولم يغير حرفا واحدا في التقرير. عندما كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني اشهد انه لم يطلب مني ولو مرة تمرير أو رفض شيئا ما، واشهد له انه في قضية العراق كان يعمل من اجل رأب الصدع، ونفس الشيء بالنسبة للبنان". صالح قوجيل مجاهد ووزير سابق كان يحس كثيرا برغبات الشعب وفهم انه يجب الانفتاح "كان الشاذلي بن جديد رئيسا لديه إحساس كبير برغبات الشعب، وكان أيضا من الرجال الذين عرفوا كيف ينتقلون من مرحلة بومدين إلى مرحلة أخرى، ولم يكن الأمر سهلا في ذلك الوقت، وتحكم جديا في تلك المرحلة ولم نحس بأي خلل.. وكان أيضا من الذين فهموا انه من الضروري الانفتاح على الديمقراطية والتعددية ونحن نعيش اليوم في ظلها". عبد القادر حجار سفير كان صارما في قراراته ولم يكن لا حقودا ولا منتقما "كان الشاذلي بن جديد لطيفا وحميما مع الجميع ومن القادة الصارمين في القرارات، فكانت مواقف الجزائر في عهده تتميز بالشجاعة والشهامة سواء بالنسبة للقضايا الإفريقية، أو بالنسبة للقضية الفلسطينية التي كان موقفه صادقا وواضحا اتجاهها.واشهد له أني لما كنت سفيرا في ليبيا وفي نفس الوقت في مالطا جاء رئيس وزراء مالطا مبعوثا من طر ف شيمعون بيريز يطلب إقامة علاقات بين الجزائر وإسرائيل، فرد عليه الشاذلي قائلا أن العلاقات بيننا وبين إسرائيل لن تكون لا اليوم ولا غدا، لا في السر ولا في العلن..الشاذلي لم يكن لا حقودا ولا ناقما ولا منتقما". محمد عدنان رفقاء الدرب وأصدقاء الرئيس الراحل يتحدثون عن خصاله الشاذلي كان مخلصا لوطنه وشعبه ورفض التشكيك في المحيطين به توافدت طيلة صبيحة أمس، شخصيات وطنية و سياسية ورفقاء درب الرئيس الراحل، على بيت الفقيد الشاذلي بن جديد في الابيار بأعالي العاصمة، لتقديم التعازي لعائلة الراحل، وسط حضور أمني مكثف، لأعوان الشرطة والحرس الرئاسي الذين منعوا الصحافة من الدخول إلى بيت العزاء، الذي شهد توافد عشرات السيارات التي كانت تقل أقارب الفقيد ورفاء دربه ومسؤولين . وجلس العشرات من المعزين من مسؤولين سابقين وإطارات في الدولة وعسكريين، أمام المدخل الرئيسي لبيت العائلة. وكان جثمان الرئيس الراحل قد نقل إلى البيت العائلي مساء السبت في حدود الساعة السابعة مساء، لاستقبال المعزين، واستمر الوضع إلى حدود الساعة الواحدة، أين بدأ التحضير لنقل جثمان الرئيس مسجى بالعلم الوطني إلى قصر الشعب، لتمكين كبار المسؤولين في الدولة والضباط والمواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الذي سيواري التراب اليوم بمربع الشهداء في مقبرة العالية. ويجمع كل المسؤولين والسياسيين ورفقاء درب الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، على وطنية الرجل وحبه لوطنه وشعبه، وطيبته وتواضعه، وتفتحه على الرأي، ويقول من عرفوه عن قرب، بأن الرئيس كان دائم الإلحاح خلال الاجتماعات الرسمية، الاستماع لصوت الشعب، وظل كذلك محبا لوطنه وشعبه إلى أخر أيامه على رأس الدولة. وقال سيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة في عهد الرئيس الراحل، في تصريح للصحافة عقب تقديم واجب العزاء لعائلة الفقيد، بأنه حضوره «كان للترحم على الرئيس الذي حكم البلاد طيلة 13 سنة وعمل بكل إخلاص ووطنية من اجل الجزائريين»، وقال بأنه عرف طيلة الفترات التي قضاها إلى جانب الرئيس «الرجل الوطني والرئيس»، وقال بان الفترة التي عمل خلالها مع الرئيس عرفت «الحلو والمر». وأضاف سيد احمد غزالي يقول «عملت معه عدة سنوات وأقول عملت مع شخص نزيه ووطني وعشنا أوقات صعبة بسبب الأزمات المتلاحقة سواء على الصعيد الدولي أو وطنيا» على غرار الأزمة التي عاشتها لبنان وسعى الرئيس خلالها إلى تسوية الأزمة، وكانت الجزائر من الأطراف التي أسهمت بالتوقيع على اتفاق «الطائف» والذي أنهى الأزمة الداخلية في لبنان، إضافة إلى حرب الخليج الأولى التي أعقبت غزو العراق لدولة الكويت، حيث سعت الجزائر حينها لمنع اندلاع الحرب، إلى جانب تعلقه الكبير بتجسيد حلم المغرب العربي الكبير. كما أعاد غزالي، بعض جوانب الأزمة التي عرفتها الجزائر، والتي بدأت بتوقيف المسار الانتخابي وصولا إلى استقالة الشاذلي من منصبه، من جانبه قال المدير العام للحماية المدنية، مصطفى لهبيري، الذي عرف الرئيس الراحل، وعمل معه لسنوات، بان الجزائر فقدت «احد ابرز أعلامها والذي كان له الفضل في إطلاق الإصلاحات السياسية والاقتصادية» وعمل على إعطاء بعد جديد للوطن من خلال بعض القرارات التي اتخذها لصالح الجزائريين وقال عبد الحق برارحي الذي شغل منصب وزير للتعليم العالي في عهد الشاذلي، أن السنوات التي قضاها إلى جانبه كشفت له عن رجل «محب لوطنه، وأضاف «كان مسؤولا بقلب كبير يحب شعبه ووطنه وكان في كل اجتماع وزاري يسال عن الأوضاع ويطالب الجهاز التنفيذي بالعمل من اجل رفاهية الشعب»، ومن السمات الأخرى التي تميز بها الرئيس الشاذلي، كما يقول برارحي، هي ثقته في الأشخاص الذين كانوا يعملون معه، حيث كان يضع ثقته فيهم ولا يسيء أبدا، وأضاف برارحي، بأن الرئيس كان يستمع لمختلف الآراء التي تصله قبل أن يختار القرار الذي يراه الأنسب لصالح الشعب والوطن. وقال رفيق النضال السياسي الوزير السابق بوعلام بن حمودة ، بأن الرئيس الراحل شاذلي بن جديد واصل المسيرة التي كان قد بدأها من قبله الزملاء المتمثلة في التنمية والبناء المؤسساتي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبذل مجهودات ومحاولا وإصلاحات أثمرت نوع من التفتح الاقتصادي وفتح باب التعددية السياسية وإنشاء منصب الوزير الأول في الجزائر . من جانبه أكد الدكتور محي الدين عميمور المستشار الإعلامي للفقيد الشاذلي بن جديد، بان الرئيس الراحل «كان دائما حريصا على خدمة الشعب وحاول بلوغ هذا المسعى الذي كان شغله الشاغل» ساعيا إلى الاقتراب من شعبه والاستماع لهمومه، كما كان أول من رسم أولى خطوات الديموقراطية في الجزائر، وكان الرئيس يتميز –كما قال عميمور- بالتواضع ويتقبل النقد والتوجيه ومستعدا لإعادة الخطاب مرة أو مرتين أو ثلاث ويحاول دائما أن يكون دائما في مستوى المهمة المطلوبة منه، وقال بأنه كان من بين الرؤساء العرب الأشد دفاعا عن القضية الفلسطينية الذي كان يحملها في قلبه كما وقف ضد الغزو الأمريكي للعراق. ويذكر إسماعيل حمداني رئيس الحكومة سابقا والذي عمل إلى جانب الرئيس الشاذلي بن جديد، بان الفقيد كانت لديه القدرة والشجاعة لتسيير العديد من الملفات، حتى تلك التي كانت تستدعى حزما وصرامة وهو المعروف بطيبته، وقال بان الرئيس الراحل «كان شخصية تتمتع بحس سليم في إدارة الملفات» وكان وراء الإصلاحات التي وضعت أسس الديموقراطية والتعددية وحرية التعبير، وقال حمداني، بأنه يحتفظ بداخلة بالكثير من الذكريات الجميلة عن السنوات التي قضاها إلى جانب الرئيس الراحل. أنيس نواري الراحل الشاذلي بن جديد في عيون وسائل الاعلام العربية والفرنسية رجل الانفتاح السياسي والاعلامي والاقتصادي ومؤسس مشروع المغرب العربي سلّطت أغلب وسائل الاعلام العربية أمس الضوء على حياة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، حيث اعتبرته الرجل الذي أحسن تسيير البلاد في وقت حرج، وقالت أنه اتخذ قرارات «شجاعة وخطيرة» منها الشروع في الانفتاح السياسي والإعلامي والاقتصادي ما ضمن له حسبها وصف»أبي الديمقراطية». فجريدة “أخبار اليوم" المصرية،اعتبرت أن الجزائر عرفت في عهد الرئيس الراحلتحولات سياسية كبرى نقلت البلاد من نظام الحزب الوحيد إلى التعددية الحزبية والسياسية، التي مكنت الإسلاميين من خوض غمار الاستحقاقات السياسية، فيما أكدت جريدة “القبس" الكويتية وصفه “بأب الديمقراطية" على اعتبار أن فترة حكمه شهدتتحول البلاد إلى التعددية الحزبية والسياسية،فضلا عن الانفتاح الاقتصادي الكبير الذي لم تعهده الجزائر التي كانت تسير في فلك المعسكر الشرقي . أما جريدة “البيان" الكويتية فقالت أنه بعد وصوله إلى الحكم، شرع الشاذلي في تنفيذ واحدة من أعقد المهام التي عارضها بشدة حزب جبهة التحرير الحاكم آنذاك، وهي فك الارتباط الوثيق بين الجزائر والاتحاد السوفييتي، مشيرة إلى أنه حاول التعويض عن ذلك بتنويع علاقات الجزائر الخارجية، وخصوصاً مع الدول الغربية، فقام بأول زيارة خارجية له إلى بروكسل وبعدها زار الولاياتالمتحدة في 1986 وهي زيارة فتحت عهداً جديداً في علاقات الدولتين، كما أقدم الرئيس الشاذلي سنتان بعد ذلك،على ما اعتبرته الجريدة “أخطر مغامرة منذ توليه الحكم"، وهي إصدار دستور فيفري 1989، وإطلاق حريات سياسية وإعلامية واقتصادية غير مسبوقة، سببت له حسبها متاعب كثيرة مع المحافظين في الدولة والحزبآنذاك “لكنه واصل العملية عن قناعة راسخة بأن الشعب الجزائري أصبح ناضجاً ليتولى حكم نفسه"، مشيرة إلى قرارهالانسحاب فيما بعد ذلك والعزلة والتزام بيته بعد أن أطلق عبارته “عندما وقع الاختيار بين الكرسي والضمير اخترت الضمير"، مفضلًا الاستقالة . من جهة أخرى، قال موقع «ميدل ايست أونلاين» الالكتروني،أن الجزائر فقدت بوفاة الرئيس الشاذلي بن جديد «رجلا شهما، وإنسانا شريفا، غلّب دوما لغة اللطف على لغة العنف، ولغة الحوار على لغة المشاكسة والخصومة»، وأضاف كاتب المقال أن»الرجل لم يدخل في محاور داخلية، ولم يلج في معارك جانبية، وحرص أن تكون له علاقات جيدة مع الجميع»، مشيرا إلى أنه طيلة حكمه الذي دام 12 سنة و11 شهرا ويومين، قام «رجل الانفتاح» أو «أبو الديمقراطية» بكسر الأحادية السوفياتية التي كانت عنوان الجزائر آنذاك فكانت زياراته للولايات المتحدة وأوروبا فاتحة لصفحة جديدة من العلاقات المتوازنة بين محاور العالم، كما كانت الجزائر في عهده -حسب ذات الموقع- مثالا للعلاقات الممتازة مع جميع الدول العربية والإسلامية، وكانت مناسبة لوضع الأساس لمشروع المغرب العربي الكبير، كما سجلت فترة رئاسة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد قفزة نوعية لأداء الدبلوماسية الجزائرية في حل مشاكل دولية عديدة مستعصية كأزمة سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بطهران وأزمة الرهائن، وأزمة العراق مع إيران وأزمة الخليج الأولى. أما موقع قناة العربية، فقال أن الرئيس بن جديد ومنذ تنحيه، التزم بالصمت واختفى عن الأنظار، وانتظر الجميع حتى صيف 2008 حينما اختار الشاذلي مدينته الطارف لينطق بأول موقف سياسيووقتها أكد الشاذلي أنه عندما كان رئيسا للجمهورية «اقتنع أن مهمته التي دامت لأكثر من 12 سنة وصلت إلى نهايتها، وأنه لا يمكن له أن يضيف شيئا للأجيال القادمة، واقتنع بحتمية رحيله لصالح نظام برلماني مستقل يقوده الشباب ولا يقوم على مبدأ الشرعية الثورية». أما موقع قناة «بي بي سي» ، فقال أن فترة رئاسة بن جديد امتازت بإضفاء طابع ديموقراطي نسبي على مؤسسات الدولة الجزائرية، لا سيما مع تبني دستور تعددي في فيفري 1989 والتخلي عن رئاسة الحزب الواحدفي جويلية 1991، كما عرف عنه حسب ذات الموقع في تلك الفترة ميله لتخفيف تدخل الدولة في الاقتصاد. ومن جهتها أفردت الصحف الفرنسية الصادرة أمس مقالات عن مسيرة الرئيس الراحل، حيث أشارت جريدة «لوفيغارو»إلى القرارات الاقتصادية التي اتخذها الشاذلي بن جديد في فترة حكمه، ومن أهمها ماقالت أنه برنامج ضد ندرة المواد الغذائية والذي سمح للجزائريين حسب الصحيفة باقتناء مختلف المواد الغذائية والكهرومنزلية والملابس وغيرها بوفرة كبيرة، كما تحدثت الجريدة عن المذكرات التي كتبها الراحل والمقرر نشرها بداية نوفمبر المقبل والتي قالت أنها الجميع ينتظرها «لأنها ستكشف الكثير عن تلك المرحلة»، أما جريدتا «لبيراسيون» و»لوباريسيان»، فقد أشارتا إلى القرارات التي اتخذها مباشرة بعد توليه الرئاسة في 7 فيفري 1979 حيث أطلق سراح بعض المعارضين للنظام آنذاك وسمح أيضا بعودة حسين آيت أحمد إلى أرض الوطن . هشام-ع الجامعة العربية تعلن الحداد لثلاثة أيام بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس الأحد برقية تعزية إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وفاة المغفور له الشاذلي بن جديد الرئيس الجزائري الأسبق الذي وافته المنية أول أمس السبت. ونوه العربي في برقية التعزية بمناقب الرئيس الراحل مبرزا أنه كان أحد ابطال ثورة التحرير الوطني الجزائرية و من قادتها الافذاذ الذين ساهموا في مسيرة تطوير الجزائر نحو التعددية و الديمقراطية والبناء. وقد أعلنت الأمانة العامة للجامعة بهذه المناسبة الأليمة الحداد لمدة ثلاثة ايام ابتداء من أمس الأحد و تنكيس علم الجامعة العربية. ق.و