قطار التّطبيع العربي مع الكيان الصّهيوني ليس جديدا، حيث انطلق مع نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبالضّبط من محطّة كامب ديفيد وصولا إلى محطّة واد عربة التي توقّف فيها لسنوات، قبل أن يواصل رحلته السنة الماضية من محطّة الإمارات مرورا بالبحرين فالسودان ووصولا إلى مملكة الحشيش التي وفّرت له أكبر وأفخم محطّة، بل واحتضنته كل ذلك على حساب الشّعب المغربي المغلوب على أمره. المتتبّع اليوم لما تقوم به مملكة الحشيش علنا مع الكيان الصّهيوني اللّقيط، يشرّح ويبيّن بوضوح أنّ نظام المخزن، هو نظام عميل ليس له مبادئ أو ثوابت، كيف لا وما قام به خلال 11 شهرا منذ هرولته للتطبيع مع الكيان الصّهيوني، لم تقم به أي دولة عربية مطبّعة منذ أربعين أو أكثر من عشرين سنة (سواء مصر أو الأردن). فخلال هذه الفترة القصيرة قام المخزن باستقبال وزير خارجية الكيان الصّهيوني على أراضيه، وخصّص له منبرا لمهاجمة دولة جارة ملتزمة بآداب وقواعد حسن الجوار، تلاها فتح الخط الجوي الصهيو- مخزني بمعدّل 5 رحلات جويّة في الأسبوع، حيث حطّت أول رحلة سياحية بمدينة مراكش قادمة من فلسطينالمحتلة، وعلى متنها 100 سائح صهيوني جاؤوا للتمتع بالطّبيعة عند «أمير المؤمنين رئيس لجنة القدس»، وتمّ استقبالهم بالتمر والشاي بالنعناع. كل ذلك على حساب الشّعب الفلسطيني الأبي والشّعب المغربي المغلوب على أمره، وصولا إلى استقبال وزير الدّفاع الصّهيوني قبل أيام قليلة، في سابقة هي الأولى من نوعها (دولة عربية تستقبل مجرم حرب يداه ملطّخة بدماء أطفال غزة)، فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أنّ هذا النّظام (المخزني) ليس له مبادئ أو ثوابت، بل هو مجرّد دولة وظيفية في يد أطراف خارجية تتلاعب به كما تشاء وفي أي وقت، وبالتالي فهو مستعد لأن يفعل أي شيء ولو على حساب شعبه والشّعب الفلسطيني وجيرانه والأمّة العربية والإسلامية..إنّه المخزن فلا تتعجّبوا