أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، أمس، بمستغانم، أن التقنيات الحديثة ستساهم في تعميم استعمالات اللغة العربية واستعادتها لقيمتها الاجتماعية والعلمية وترسيخ المواطنة اللغوية. قال بلعيد، على هامش الملتقى الدولي الموسوم «اللغوي أمحمد صافي المستغانمي، مسار ومنجزات» في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الرهان الحقيقي الذي يواجه اللغة العربية اليوم، هو تعميم استعمالاتها، من خلال المحمول والتطبيقات الإلكترونية والمنصات الرقمية وإتاحة هذه الوسائط بالمجان لفائدة المتلقين. في هذا الصدد، يعمل المجلس الأعلى للغة العربية وفقا للمخطط 2021-2026 على تعميم استعمالات هذه اللغة، من خلال المنصة الرقمية التي أنجزها باحثون جزائريون من مختلف جامعات الوطن ودون تكاليف، مع إمكانية الوصول إلى الأعمال التي تضمها هذه الأرضية الإلكترونية بالمجان وبشكل سهل. ودعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الباحثين إلى تكثيف الجهود ومضاعفة المساعي لخدمة اللغة العربية ولاسيما من خلال المؤسسات الجامعية الوطنية ومخابر البحث المتخصصة في اللغات، التي يعول عليها لإعطاء هذا المشروع القيمة المضافة وبشكل نوعي وتطوعي. وبهذا الخصوص، أعلن بلعيد أن المجلس الأعلى للغة العربية وبالشراكة مع عدة جامعات وطنية، سيحتفي هذا العام بما يسمى «التطوع اللغوي» أو خدمة اللغة العربية دون مقابل، داعيا كل الفاعلين إلى المبادرة بالأفكار والمشاريع التي ترفع من قيمة اللسان العربي ومكانته العالمية. وأكد وجود رعاية سامية من قبل السلطات العليا للبلاد لخدمة اللغة العربية، باعتبارها اللغة الجامعة المانعة، داعيا إلى الاستفادة من الأدوات التقنية التي توفرها المنصة الإلكترونية للمجلس الأعلى للغة العربية خلال عملية تعميم استعمالاتها بالمرافق والإدارات العمومية. وقال بلعيد، إن الملتقى الدولي حول إسهامات اللغوي الجزائري أمحمد صافي المستغانمي، يهدف إلى تكريم شخصية علمية قدمت عملا جبارا للأمة العربية، من خلال المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر منه لحد الآن 17 مجلدا. وأضاف، أن هذا المعجم، الذي تساهم فيه المجموعة الجزائرية كأكبر فريق عربي، سيساهم في مواجهة الكثير من المشكلات ورفع العديد من الصعوبات التقنية التي تواجهها اللغة العربية اليوم.