أجمع باحثون لغويون من الجزائر ومصر والسودان، يوم الأربعاء بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، على أن المعجم التاريخي العربي، الذي تم أمس تقديم أجزائه ال 17 الأولى، عمل "نوعي"، وهو "أول معجم في التاريخ يؤرخ للتراث اللغوي العربي". واعتبر هؤلاء الباحثون في ندوة في إطار فعاليات معرض الشارقة الدولي ال 40 للكتاب أن المعجم التاريخي العربي, وعلى عكس المعاجم العربية التي ظهرت منذ القدم, يتميز ب "التأريخ للكلمات ودلالاتها منذ ما قبل الإسلام" واتباع "منهجية في التحرير"وكذا "استمداد معاني هذه الكلمات من مجالات معرفية مختلفة كالاقتصاد والإعلام وغيرها". وأكد في هذا الإطار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, صالح بلعيد, أن هذا المعجم يتميز خصوصا عن سابقيه ب "دراسة اللغة عبر تطورها الزمني منذ نشأتها" و"يجمع أيضا بين مختلف فنون المعرفة" كما "يختار من العصر ما هو أقدم, أي اختيار الشاهد الأقدم للكلمة لتفادي التكرار" و"يراعي كذلك الكلمة إذا عرفت الكمون ثم أعيد الاعتبار لها مرة أخرى" بالإضافة إلى "اهتمامه بلغة الصحافة ...". وأضاف أن لهذا المعجم "منهجيته الخاصة التي تميزه عن المعاجم العربية المنجزة منذ القدم وكذا المعاجم التاريخية الأجنبية التي تمت الاستفادة منها في إنجاز هذا المعجم التاريخي كالمعجم التركي ومعجم أكسفورد الإنجليزي وبعض المعاجم التاريخية الفرنسية". ولفت في هذا السياق إلى أن المحررين يجب أن تتوفر فيهم ثلاث صفات وهي أن يكونوا "خبراء في فقه اللغة وأيضا في المعلوماتية بالإضافة إلى المجال المعرفي المقصود كالاقتصاد مثلا أو الإعلام ...". اقرأ أيضا: 65 باحثا جزائريا يشاركون في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية ومن المتوقع أن "يتم الانتهاء من هذا المشروع في 2026 ليضم عندها حوالي 61 مجلدا", حسب ما كان قد صرح به رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, الهيئة التي تشارك في إنجاز هذا المعجم منذ بداياته. ويذهب أيضا في هذا الإطار المدير العلمي لهذا المعجم التاريخي, مأمون وجيه, الذي يرى أن هذا المعجم "نوعي" كونه "يؤرخ للتراث اللغوي العربي وهو ما لم يكن موجودا من قبل في المعاجم العربية السابقة". ويوضح وجيه أن هذا المعجم يقوم على "منهجية تعتمد تتبع تاريخ ميلاد الكلمات ودلالاتها واستعمالاتها عبر العصور واستقرار هذه الدلالات وتغيرها من عصر لآخر ...", مضيفا أن "تم تقسيم العصور سياسيا إلى خمس مراحل تبدأ من ما قبل الإسلام وتنتهي بالعصر الحديث". وقال من جهته الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة, الباحث اللغوي الجزائري محمد الصافي المستغانمي, وهو أيضا المدير التنفيذي لهذا المعجم التاريخي, أن هذا الأخير "يعتمد على النصوص والسياقات واللغة الحية", مشيرا إلى أن "10 مجامع عربية للغة العربية" تشارك في إنجازه. وعاد من جهته رئيس مجمع اللغة العربية في السودان, بكري محمد الحاج, إلى أهم العوائق التي واجهت إنجاز هذا المعجم منذ بدايات التفكير فيه في النصف الأول من القرن العشرين معتبرا أن "الجانب المالي كان العائق الأكبر" في إنجازه, وهذا ما ذهب إليه أيضا بقية المتدخلين. وتستمر فعاليات الطبعة ال 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب إلى غاية 13 من الشهر الجاري.