انطلقت الخميس، من مقر ولاية مستغانم القافلة التضامنية في اتجاه ولاية البيض التي تعرضت مؤخرا لفيضانات ألحقت أضرارا بسكان هذه المنطقة، وقد أشرفت السيدة والي الولاية على إشارة انطلاق القافلة المتكونة من ست شاحنات محملة بعدة مواد غذائية لفائدة السكان المنكوبين، وقد ساهم في هذه العملية البلديات والمؤسسات وعدد كبير من المحسنين، مما جعل المبلغ الإجمالي يصل إلى حوالي 50 مليون سنتيم من طرف البلديات، فضلا عن المساهمات الواردة من عديد المؤسسات الأخرى على مستوى الولاية. ذا، وكانت الولاية قد قامت بعمليات تضامنية مماثلة لمساعدة سكان ولايتي غردايةوبشار اللتين كانتا قد تعرضتا لخسائر مادية وبشرية جراء الأمطار الطوفانية. وزيادة على المؤونة والمواد الأخرى كالدواء والأغطية، سجلت مستغانم مشاركتها في عمليات الإنقاذ والإسعاف بإرسال فريق من الأطباء وشبه الطبي الذين انضموا للفرق الأخرى التي كانت تقوم بخدماتها الانسانية. وكان المكتب الولائي لجمعية الهلال الأحمر الجزائري بمستغانم، هو الآخر، قد نسق وأطّر كل العمليات المحلية لجمع المواد التضامنية لفائدة سكان الولايات الثلاث. سليمان بن قناب تحديد الأشخاص المستفيدين من تدابير إعادة الإسكان شرعت بحر الأسبوع المنصرم، المكاتب المكلفة بتحديد الأشخاص المنكوبين بولاية غرداية في عملية إحصاء المستفيدين من التدابير التي أقرتها الحكومة بخصوص إعادة الإسكان، بحيث تم تجهيز مكتبين على مستوى سهل وادي ميزاب، لاستقبال وتوجيه المتضررين بالإضافة إلى تقديم كل المعلومات وتبسيط الشروحات المتعلقة بحقوق هذه الفئة من المنكوبين بخصوص عملية إعادة الإسكان سواء من خلال الإجراءات المتعلقة بالتكفل بأعباء الإيجار التي أقرتها السلطات العمومية أوالاستفادة من سكن أو سكن جاهز (شاليهات). وفيما يخص التدابير التي أقرتها الحكومة بخصوص إعادة الإسكان، وبعد أن تم إخضاع ما يقرب 29052 سكن يقع على مستوى البلديات التسع المنكوبة للخبرة التقنية من بينها 1956 سكن صنف باللون الأحمر، فلقد حددت قيمة المساعدات المالية التي تضمنها الدولة ب 150 ألف دج و 300 ألف دج على التوالي بالنسبة للمالكين الذين كانوا يشغلون سكنات خضعت للخبرة ومصنفة بعلامة اللونين ( الأخضر 2) و( البرتقالي 3)، قصد إعادة ترميم السكن، في حين ستتكفل الدولة بفئة المالكين الذين صنفت سكناتهم باللون ( البرتقالي 4)، نظرا إلى حجم الأشغال الكبيرة التي تستدعيها عملية الترميم . أما بشأن السكنات المصنفة باللون الأحمر، فلقد تقرر منع إعادة بنائها في نفس الموقع بصفة جزمية، حيث اتخذت إجراءات بشأنها بغرض التكفل بأعباء الإيجار وإعادة إسكان شاغليها مؤقتا وذلك قبل أن يعاد إسكانهم مرة أخرى سواء في السكنات الجاهزة أو في سكنات ريفية، بحيث ينتظر في القريب العاجل الشروع في تركيب 2500 وحدة من السكنات الجاهزة (شاليهات) المجهزة بكافة الهياكل المرافقة عبر التسع مواقع التي تشهد أرضياتها عمليات تهيئة واسعة والتي اختيرت بمناطق وادي نشو (غرداية) والحمراية ( متليلي) و في كل من العطف وبنورة إلى جانب الضاية بن ضحوة حيث أن أشغال التهيئة توشك على نهايتها. إرسال 80 طنا من المواد الغذائية إلى المناطق المتضررة وفي ذات السياق، يذكر أن رئيس الحكومة السيد أحمد أويحيى كان قد أعلن في وقت سابق بأنه سيتم إنجاز 2000 سكن اجتماعي و2000 سكن ريفي لفائدة المتضررين من الفيضانات القوية التي شهدتها ولاية غرداية مطلع شهر أكتوبر الجاري، كما أصدر تعليمات صارمة لوزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج بشأن إرسال 80 طنا من المواد الغذائية إلى المناطق التي تضررت من الفيضانات الأخيرة على غرار ولايات غرداية، بشار، البيض والنعامة. من جهة أخرى وحسبما كشفه السيد ولد عباس في تصريح صحفي على هامش الجلسة العلنية المخصصة للأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، فإن وزارته رصدت مبلغ مالي إجمالي من الصندوق الخاص للتضامن قدر ب 60 مليون دينار لتعويض عائلات الضحايا الذين توفوا جراء الفيضانات الأخيرة لا سيما بولايات غرداية وتبسة وبشار والنعامة. مشيرا في السياق إلى أن عملية التكفل بالمواطنين شاملة وكاملة بهذه المناطق مركزا على المهمة التي تقوم بها خلية السهر والمتابعة المتواجدة بكل الولايات المتضررة. وفي مبادرة تضامنية، أشرف إتحاد جزائريي فرنسا وأوروبا بالتنسيق مع جمعية "مؤرخو الفن والتاريخ"، على تنظيم حفل تضامني يوم الأحد المقبل بسان دوني (فرنسا) لفائدة منكوبي ولاية غرداية، وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى ال 54 لاندلاع حرب التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954. ويشارك في إحياء هذا الحفل مجموعة من الفنانين أمثال عبد القادر شاعو وهواري عوينات ورضا جيلالي ولارينونا والشابة نعيمة وجمال السطايفي والشيخ بوطالب وفرقة مايا والشابة سعاد، الذين هم في استعداد كامل لإحياء هذا العمل التضامني الذي ستخصص مداخيله لضحايا الكوارث الطبيعية. إحصاء 467 بيت متضرر جراء الفيضانات بولاية تلمسان من جهتها، تضررت بولاية تلمسان هي الأخرى من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الأيام القليلة الماضية، حيث أحصت اللجان التقنية ببلدية بن سكران 467 بيت متضررا من فيضان وادي "تاران" العابر للبلدة والسيول الجارفة التي عرفتها المنطقة من جراء التقلبات الجوية الأخيرة. وقد قام بعملية الجرد والإحصاء فرق تقنية جندت مباشرة بعد الكارثة وطافت عبر كل الأحياء السكنية المتضررة مثل حي الحمالين والليمون والبرتقال، أما في المرحلة الراهنة، فتعكف البلدية على محو آثار الفيضان واستعادة الحياة العادية عن طريق إعادة فتح الطرقات والممرات التي غمرتها الأوحال وبقايا الأشجار التي قلعتها السيول وتطهير الساحات ومختلف الأماكن المتضررة. وقد سمح تضامن الجميع من سلطات ولائية وبلديات ومؤسسات عمومية وخاصة التي جندت كل إمكانياتها البشرية والمادية من عتاد وأجهزة مختلفة من مواجهة هذه الكارثة الطبيعية وتقليص الأضرار البشرية وتجنب أي وباء ممكن فضلا عن إغاثة كل المنكوبين ومساعدة المحتاجين والتكفل الصحي والاجتماعي للسكان المتضررين. كما ساهم هذا التضامن في الإسراع في عملية تطهير المدارس المتضررة وإعادة فتحها لتستأنف نشاطها التربوي بعد يوم واحد من الإغلاق، في حين دفعت التجربة التي مرت بها البلدية إلى استنفار كل الجهات المعنية بالبلدية لمواجهة أي طارئ جوي خلال الأيام القليلة المقبلة ومتابعة النشرات الجوية. وللتذكير فإن الأمطار الغزيرة الأخيرة قد تسببت في وفاة امرأة تبلغ من العمر 50 سنة وإصابة 10 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة وتضرر 9 سيارات جرفتها السيول إلى حافة الوادي المذكور، فضلا عن توحل الطرقات وانسدادها أمام المارة والسيارات الوضع الذي لم يسمح لتلاميذ المدارس من الالتحاق بمقاعد الدراسة في صبيحة اليوم الأول. ------------------------------------------------------------------------