يعتبر الدكتور والباحث طه خالدي المختص في علم المناعة بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة أنّ دورة حياة فيروس كورونا، أضحت معروفة لدى الخبراء والعلماء فهو فيروس متطور، تنتج عنه أجيال جديدة بمعدل كل 3 أشهر تقريبا، ورغم أنّ المتحور «أوميكرون» كان أقل خطورة من سابقه «دلتا»، إلا أنّنا مازلنا في مواجهة مع الوباء حسبه، لذلك يجب أن نبقى على حذر. قال الدكتور خالدي في حديث ل»الشعب»، إنّنا اليوم نعيش مرحلة نهاية الموجة الرابعة في الجزائر، بعد أن شهدنا فيها موجة مزدوجة حسب وصفه، حيث كان المتحور المسيطر في بدايتها هو المتحور «دلتا»، ثم ظهر بعد ذلك المتحور أوميكرون وأخذ في الانتشار وهو متحور معروف بسرعة الانتشار الشديدة، لكن لحسن الحظ أنّ أعراضه أقل خطورة من دلتا وهذا ما يفسر أنّ هذه الموجة كانت خفيفة نسبيا، مقارنة بالموجة السابقة التي عرفت انتشار المتحور دلتا الذي يعد الأخطر على الإطلاق. وبهذا الصدد، صرح قائلا «نعم نحن في مرحلة أخيرة من الموجة الرابعة وهذا ما نلاحظه من أرقام الحالات اليومية المعلن عنها، ثانيا من خلال واقع المستشفيات، هناك بعض الإصابات، لكنّ عددها قليل نحن نتجه نحو النهاية وتجاوزنا الذروة منذ مدة، لكن نقول هذا الكلام بحذر». وفسر المتحدث ذلك بأنّ الوضع مازال في حاجة إلى اليقظة والحذر، لأنّ المتحور أوميكرون شهد هو الآخر تطورا، ونتج عنه عدة نسخ منها نسخة Ba1 ثم ظهرت نسخة Ba2وBa3 وأخذت في الانتشار وهي تتميز بأنها أسرع في الانتشار حتى من أوميكرون في حدّ ذاته بنسبة 35 في المائة وهو ما أدى إلى موجات أخرى في العالم. الوقاية لمواجهة نسخ أوميكرون وبالتالي يجب أن نستمر في إجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامة والتباعد، خاصة أنّ العديد من المواطنين في الواقع تخلوا عن هذه الإجراءات، إلا فئة قليلة وهذا قد يعود إلى تداول معلومات تفيد بأنّ هذا الفيروس ضعيف وقد يكون إيذانا بزوال الجائحة وهو أمر نتمناه جميعا، لكن يجب أن نبقى متأهبين لأنّ الجائحة لم تنته، بالفعل تجاوزنا مرحلة الموجة الرابعة ونحن في نهايتها ويبقى الحذر قائما ومطلوبا، حتى لا نسمح بانتشار النسخ الجديدة من أوميكرون، خاصة أنّها لاتظهر عن طريق الفحص واختبار كورونا الذي قد يظهر سلبيا ويكون الشخص مصابا بهذا الفيروس. وأوضح المختص في علم المناعة أنّ أوميكرون صنّف بأنه أقل خطورة بالمقارنة مع دلتا المتحور الذي سبقه فقط، ولكن نلاحظ في الواقع أنّ هناك وفيات وهذا يعني أنّ هذا المتحور ليس بالوصف المتداول بين المواطنين، الذي يعتبره مجرد حمى أو أنفلونزا بسيطة، يبقى أحد سلالات فيروس كورونا، هو أقل حدة من المتحور دلتا فعليا، ولكن نلاحظ أنه خلف وفيات في الجزائر وفي العالم. الخامسة محتملة ولا مؤشرات مؤكدة واعتبر الدكتور طه خالدي أنّ احتمالية حدوث موجة خامسة وارد، لأنّ الخبراء والمختصين ومن خلال التجربة والخبرة في فترة تجاوزت العامين مع الوباء أضحوا على دراية بمسار ودورة حياة هذا الفيروس، فهو يتطور بشكل مستمر كل ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أنّ تصريحات بعض المختصين عن نهاية كورونا التي ستكون مع أوميكرون، أمر غير صحيح وكلام غير علمي ودقيق. وذكر هنا أنّ بالعودة إلى ما لاحظناه منذ انتشار الجائحة، في البداية ظهر الفيروس الأصلي في ووهان الصينية في حوالي نهاية ديسمبر ووصل عندنا في الجزائر في حوالي فيفري إلى مارس، ثم في بداية جويلية إلى أوت ظهرت الموجة الثانية، ثم العام 2021 خلال شهري سبتمبر وأكتوبر ظهرت الموجة الثالثة، ثم الموجة الرابعة كما شاهدنا، أي أنّ الفيروس يتطور كل 3 أشهر وينتشر، وبالتالي يُتوقع حسبما قاله ظهور نسخ جديدة من الفيروس، قد تكون في شهر مارس إلى أفريل، لأنّ المتحور أوميكرون ظهر في شهر ديسمبر 2021 في جنوب إفريقيا وبالتالي إذا استمر في التطور، ستظهر نسخة في حوالي شهر مارس إلى أفريل 2022 وقد لا تؤدي إلى ظهور موجة خامسة، لأنّ هناك بعض المتحورات، لم تؤدي إلى موجات في العالم مثل المتحور بيتا. وعن وجود مؤشرات حول احتمالية حدوث موجة خامسة، أكد الدكتور خالدي أنه لا توجد مؤشرات واقعية تطبيقية، فالفيروس في تراجع والموجة الرابعة تشهد تراجعا أيضا ولكن نظريا هناك احتمال لحدوث موجة بفعل المتحورات Ba2وBa3من أوميكرون وهي نسخ من المتحور أوميكرون وموجودة فعلا في الجزائر، وسبق وأن أعلن عنها معهد باستور منذ أسبوعين، حيث سجلنا حالات في الجزائر العاصمة وقسنطينة وبعض الولايات، وأضاف المتحدث هنا أنّ هناك احتمال حدوث موجة قد تكون مزدوجة مصاحبة لهذه الموجة أو بعدها نظريا، ولكن في الواقع لا توجد لحد الآن مؤشرات. وعن أهمية التلقيح في هذه المرحلة، ذكر أنّ التلقيح هو الحل الوحيد لمنع الفيروس من الاستمرار في التحور ولابد لنا من بلوغ نسبة عالمية مرتفعة، حتى نبلغ المناعة الجماعية والسبيل لذلك هو اللقاح وحتى نمنع الفيروس من الاستمرار في التحور وظهور نسخ جديدة والقضاء على هذه الجائحة نهائيا، كما أشار إلى أنّ هذا هو الوقت المناسب لتلقي اللقاح تأهّبا وتحسبا لظهور موجة أخرى، خاصة أنّنا متأخرين جدّا.