يغلق اليوم في تمام منتصف الليل، سوق التحويلات الشتوية ببطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، سوق عرف حركة كبيرة عند بعض الفرق التي تلعب المنافسات القارية وتصارع على البطولة، فيما بقي جامدا عند فرق أخرى بسبب الأزمة المادية الخانقة أو عقوبة منع الانتدابات جراء الديون المتراكمة، وهو ما قد يكون في صالح الفرق التي تمكّنت من دعم صفوفها، لتعزيز حظوظها بالمصارعة على لقب البطولة، والذهاب إلى أبعد دور ممكن في المنافسات القارية. عرف سوق التّحويلات الشتوية ركودا كبيرا مقارنة بالسنوات المنصرمة، جرّاء الأزمة المادية الخانقة التي أثرت على سيرورة عملية الانتدابات بشكل كبير، حيث يعاني فرق الرابطة المحترفة من غياب المداخيل إلا بالنسبة لفريقين، يتعلق الأمر ببطل النسختين المنصرمتين شباب بلوزداد ونادي بارادو اللذين يعرفان بحبوحة مالية، وكذا غياب اللاعبين المتواجدين دون ارتباط في سوق التحويلات، ما اضطر أغلبية الأندية إلى الاستنجاد باللاعبين الجزائريين الناشطين خارج الوطن. قديورة المفاجأة، لكن...
الميركاتو الشتوي حدثت فيه مفاجئة من العيار الثقيل بانتداب فريق مولودية وهران، الممنوع من الانتدابات بسبب تراكم ديون اللاعبين والمدربين الذين مروا على الفريق في السنوات المنصرمة، وعدم تسديد مستحقات لاعبي الموسم الجاري، انتداب متوسّط ميدان المنتخب الوطني عدلان قديورة بأجرة شهرية تقدّر ب 400 مليون سنتيم، وبعقد مدته 18 شهرا يمكن فيه ل «الدبابة» من فسخ العقد من طرف واحد في أي لحظة، في حالة ما إذا تلقّى عرضا باللعب خارج الوطن، بالإضافة إلى الإقامة طيلة مدة العقد بفندق فاخر من خمسة نجوم بمدينة وهران. التعاقد مع بطل إفريقيا لسنة 2019 فجّر بيت مولودية وهران، حيث قرّر لاعبوه الدخول الثلاثاء في إضراب عن التدريبات 3 أيام قبل استئناف مرحلة العودة، وهو المشكل الذي جعل صاحب 36 ربيعا يغادر أرض الوطن حسب آخر الأخبار، الأمر الذي قد يجعله يفسخ عقده مع فريق عاصمة الغرب الجزائري، ويبخر حلمه بالعودة إلى صفوف المنتخب الوطني شهر مارس المقبل، بمناسبة الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022 ضد منتخب الكاميرون. كما تمكّنت إدارة جباري من التعاقد مع متوسط الميدان عادل غريب، الذي كان دون فريق خلال مرحلة الذهاب وتمّ إعادته إلى المولودية، هو الذي حمل ألوانها بكامل الأصناف الدنيا. شباب بلوزداد يدعّم صفوفه بمهاجمين البطل الشتوي شباب بلوزداد دعّم صفوفه بمهاجمين اثنين، بما أنّه الخط الأضعف في تشكيلة الفريق الذي ينافس هذا الموسم على التتويج بلقبه الثالث على التوالي، وبلوغ لأول مرة الدور نصف النهائي من رابطة الأبطال الأفريقية. إدارة لعقيبة تمكّنت من إقناع لاعبها السابق المهاجم كريم عريبي، من العودة إلى الفريق قادما من نيم الفرنسي، الأخير تمكن من فتح عداده التهديفي ضد الترجي الرياضي التونسي، بمواجهة الجولة الثانية من دور المجموعات لرابطة الأبطال الأفريقية عن طريق ضربة جزاء، كما تعاقدت مع الشاب الواعد صاحب 22 عاما علي رغبة، القادم من فريق ليستر سيتي الذي حمل ألوان فريقه الرديف لمدة موسمين ونصف، قادما إليه من أكاديمية بوهيميان الإيرلاندي، وهو اللاعب الذي حمل ألوان المنتخب الإيرلاندي لفئة أقل من 19 سنة، وشارك معها في كأس أمم أوروبا لذات الفئة، الأمر الذي قد يكون في صالح الشباب وكرة القدم الجزائرية، في حالة ما إذا تمكّن رغبة من فرض نفسه، وإبراز قدراته بالنظر إلى التكوين الأوروبي الذي لقيه. الكناري وشباب قسنطينة الأكثر انتدابا شبيبة القبائل هو الآخر قام بانتدابات نوعية خلال الميركاتو الشتوي، حيث تمكّن من إقناع صخرة دفاعه الأسبق بدر الدين سوياد بالعودة إلى الفريق، بعد تجربة قصيرة بالبطولة المغربية من بوّابة فريق مولودية وجدة، الذي حمل ألوانه في 11 مناسبة خلال مرحلة الذهاب، قبل أن يقرر العودة إلى الشبيبة بعقد مدته موسمين ونصف، الأمر الذي سيعطي أكثر استقرار للخط الخلفي. كما تمكّنت إدارة ياريشان من الاتفاق مع متوسط الميدان المخضرم سليم بوخنشوش على العودة للعب في الجزائر هو الآخر، حيث فسخ تعاقده مع النجم الساحلي التونسي بعد تجربة دامت موسمين ونصف، تمكّن خلالها من اللعب في البطولة التونسية والسعودية أيضا رفقة نادي أبها الذي لعب له لمدة 6 أشهر معارا. في ذات السياق، أقنعت إدارة الكناري المهاجم الدولي البوركينابي محمد لمين واتارا، من اللعب في صفوفها بعقد مدته موسمين ونصف، وهي صفقة جيدة بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها خريج مدرسة سونابيل واغادوغو. شباب قسنطينة الذي بدأ الموسم بقوة ثم تراجعت نتائجه مع مرور الجولات، ضمّ إليه ثلاثة لاعبين خلال الميركاتو في المناصب التي تعرف نقصا، يتعلق الأمر بالظهير الأيسر السابق لسريع غليزان سيف الدين شتيح، ومتوسط ميدان نادي هلال شلغوم العيد المتألق زكريا كموخ والجناح الأيسر وليد عرجي، بنية إعطاء نفس جديد للفريق خلال مرحلة العودة، ومحاولة انهاء الموسم في مرتبة مؤهلة لأحد المنافسات القارية الموسم المقبل. ممثل الجزائر الوحيد في منافسة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم شبيبة الساورة، قام بانتدابات لم ترقى لتطلعات المدرب التونسي قيس اليعقوبي، الذي أكّد في آخر تصريح أنه كان يريد انتداب على الأقل أربعة خمسة لاعبين، بالنظر إلى المواجهات الكثيرة التي تنتظر الفريق خلال مرحلة العودة بمنافسة الرابطة المحترفة لكرة القدم، وكأس «الكاف» التي يبحث فيها الفريق عن العبور للدور الربع النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالمنافسات القارية. إدارة زرواطي تمكّنت من إقناع الظهير الأيمن السابق لفريق سريع غليزان بلال بوزيدي من حمل ألوانها، رفقة المهاجم محمد أدرار القادم من شبيبة بجاية، وهو ما سيكون في مصلحة اللاعبين المغمورين، من أجل تفجير طاقاتهما وصناعة اسم لهما في الرابطة المحترفة. العميد، الوفاق والاتحاد غابوا عن الموعد من جهة أخرى، غابت أندية أخرى في سوق التحويلات الشتوية، على غرار فريق مولودية الجزائر ووفاق سطيف واتحاد العاصمة، حيث أن الأول كان يبحث عن تعزيز صفوفه على الأقل بلاعبين، واحد في محور الدفاع بعد رحيل نبيل سعدو إلى فريق الجلبين الناشط في دوري الدرجة الأولى السعودي، وآخر في وسط الميدان لتعويض خدمات يوسف الهواري، الذي لم يعجب به المدرب خالد بن يحيى منذ أول يوم قاد فيه العارضة الفنية للعميد، حيث كان العميد قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع ابن مدينة الزغارة سوياد قبل أن يخطفه ياريشان، وكان يفاوض متوسط الميدان المخضرم زناسني، الذي سرحته لجنة المنازعات من فريق وداد تلمسان بسبب تراكم أجره الشهرية. كما أنّ وفاق سطيف يعاني من أزمة مادية خانقة أثّرت على مردود اللاعبين، وفجّرت البيت السطايفي بعد هزيمة الرجاء البيضاوي المغربي، خلال الجولة الثانية من دور المجموعات لرابطة الأبطال الأفريقية، وفريق اتحاد العاصمة تمكّن من استقدام لاعب غير معروف، يتعلق الأمر بخرّيج مدرسة جمعية الشلف متوسط الميدان إسلام ميرلي، في حين أن بقية الأندية ممنوعة من الانتدابات بسبب الديون الكبيرة التي تلاحقها. يذكر أنّ استئناف مرحلة العودة من الرابطة المحترفة سيكون الجمعة المقبل، بإقامة فعاليات الجولة 18 التي ستكون منقوصة من ثلاثة مواجهات بسبب مشاركة ممثلي الجزائر في المنافسات القارية.