أكّدت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، أمس الإثنين، أن تأزم الأوضاع المالية وارتفاع الدولار وتباطؤ اقتصاد الصين كلها عوامل تؤثر على الاقتصاد العالمي، لكن صندوق النقد لا يتوقع ركودا عالميا. قال جورجيفا لتلفزيون بلومبرغ: «كل هذه العوامل تجعل تخفيض التصنيفات أمر وارد وبالنسبة لبعض الدول هناك خطر متزايد من الركود لكننا لا نتوقع ركودا عالميا». وفي ظل مواجهة النظام الاقتصادي العالمي تقاطعاً محتملاً للكوارث سيدافع صندوق النقد الدولي في منتدى دافوس عن العولمة ويحث الدول على عدم الاستسلام لمغريات الأنظمة الحمائية. وكتبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في مدوّنة مشتركة مع مسؤولين في الصندوق: «بينما توجه صنّاع القرار السياسيّ وأصحاب الشركات إلى دافوس، يواجه الاقتصاد العالمي على الأرجح أكبر اختبار له منذ الحرب العالميّة الثانية». بعد توقف لمدّة سنتين بسبب وباء كوفيد-19، عادت أمس الإثنين النخب السياسيّة والاقتصاديّة في العالم للحضور شخصياً إلى المنتدى الاقتصاديّ العالميّ حيث ينصبّ الاهتمام على تداعيات الحرب في أوكرانيا. وشدّد مسؤولو صندوق النقد الدولي على «تنامي خطر التفتت الجغرافي-الاقتصاديّ» مشددين في المقابل على فوائد العولمة. ولفت مسؤولو صندوق النقد الدولي في مدوّنتهم إلى التغيّر في تدفّق رأس المال والسلع والخدمات على مدى العقود الثلاثة الماضية مدفوعاً بانتشار التكنولوجيا الحديثة، «لقد عززت قوى التكامل هذه مستوى المعيشة والإنتاجية وضاعفت حجم الاقتصاد العالمي ثلاث مرّات وانتشلت 1.3مليار شخص من الفقر المدقع». إلا أنّ هذا التقدّم مهدّد اليوم بفعل الحرب في أوكرانيا وما صاحبها من عقوبات وقيود، إذ فرضت قيودٌ على تجارة الأغذية والطاقة والمواد الخام الأخرى في حوالى 30 بلداً، بحسب الصندوق. ومع ذلك من الضروريّ «تعزيز الحركة التجاريّة لزيادة القدرة على التكيّف». ومن شأن تقليص العوائق التجاريّة أن يساعد في تخفيف النقص في الإمدادات، وخفض أسعار المواد الغذائيّة والمنتجات الأخرى. ونصح صندوق النقد الدولي الدول والشركات بتنويع وارداتها لضمان تدفّق الإمدادات و»الاستفادة من فوائد التكامل العالميّ للشركات». وقد أظهرت دراسة أجراها الصندوق أنّ التنويع يمكن أن يخفّص نصف الخسائر المحتملة المرتبطة بمشاكل العرض.