يعكف قطاع الثقافة في الجزائر، على الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، عبر برامج ثرية ونشاطات متنوعة، منها ما تزامن مع ستينية الاحتفاء بهذا اليوم الوطني المجيد عبر كل ولايات الوطن، ومنها ما سيستمر على مدار العام. سخر قطاع الثقافة كل الجهود لإنجاح مختلف الفعاليات والتظاهرات والمعارض، والملتقيات والندوات، واللقاءات الفكرية والتاريخية والعلمية، وغيرها من الأنشطة الحيوية التي ستكون بنكهة خاصة توافق عظمة الحدث التاريخي، وما يرافقه من مسيرة ثقافية كتب صفحاتها ذات الستين عاما، بشعار»تاريخ مجيد وعهد جديد»، ثلة عتيدة ومخضرمة ومعاصرة من صناع الفكر وأهل الفن والإبداع. أكد العديد من ممثلي الثقافة، على أهمية البرامج المعتمدة في الاحتفاء الرسمي، هذا العام بعيدي الاستقلال والشباب، لاسيما ما يليه من محاور سطرت، وفق مناسبات وأيام وطنية تتواصل حلقاتها إلى غاية جويلية 2023 المقبل. ومن بين الجهات الثقافية الرسمية والمعنية بالشأن الثقافي الفكري التي وقفت عليها «الشعب» أثناء جولتها الميدانية، ورصدت من خلال بعض مسؤوليها وممثليها أهم الأنشطة التي تشهدها رزنامة البرنامج المسطر، بكل من قصر الثقافة مفدي زكرياء، المكتبة الوطنية الجزائرية، قدماء الكشافة الإسلامية، مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة، الاغواط. معارض بنكهة الاستقلال وأخرى من عمق الثورة
صرّح المكلف بالإعلام لدى قصر الثقافة مفدي زكرياء محمد شعوة، بأن القصر يشهد حركية ثقافية هامة، وذلك بعد استئناف وتيرة الأنشطة التي لم يسبق لها أن عرفت جمودا نسبيا إلا في فترة الجائحة، وهو حاليا يتنفس الصعداء بعد استتباب الوضع الصحي، عبر إقامة المعارض والندوات واللقاءات الفكرية، لاسيما العروض الموجهة للأطفال. وأشار إلى أن، ما شمل عليه برنامج المواعيد سيوافق مختلف المناسبات الوطنية والدولية والعالمية على مدار العام، والتي سيتم الإعلان عن العديد منها في مواقيتها المحددة. وبخصوص أهم المواعيد التي يحتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لعيدي الاستقلال والشباب يقول محدثنا معرض علمي حول الاختراعات والابتكار لدى فئة الشبا، بدءا من 4 إلى غاية 7 جويلية، ومن الفترة 21 جويلية إلى غاية 20 أوت المقبل، سيعرف القصر تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية حول الثورة التحريرية. ملتقى الأمير عبد القادر من جهته، ثمن المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية الدكتور منير بهادي، جهود مختلف الهيئات والمؤسسات والجمعيات الثقافية، لاسيما الفاعلين من دكاترة وأساتذة جامعيين وخبراء بمراكز بحث، والذين يسهرون على إبراز صورة المشهد الثقافي الجزائري الزاخر بمحطات عظيمة صنعها أمجاد من طينة الكبار، والذي يعرف في الحاضر تحديات جمة ستمكنه في المستقبل لا محالة بتظافر الجهود، وباستثمار الأفكار الرامية للإبداع من الوقوف بكل ثبات من خلال الإرث الوطني الثقافي الأصيل والمنفتح على الآخر. وفيما يخص البرامج المسطرة على مستوى المكتبة الوطنية الجزائرية الحامة، أوضح بهادي أن، المكتبة تعكف حاليا على التحضير لندوات كثيرة حول الثورة التحريرية، وذلك بمناسبة ستينية عيدي الاستقلال والشباب. إضافة إلى نشاطات أخرى في إطار برنامج ثقافي وفكري، تنظمه المكتبة الوطنية بالتعاون مع جمعيات ثقافية، وقال: «بالنسبة للندوات الفكرية تحتضن المكتبة لقاء حول الثورة وأبعادها الخارجية، ينشطها نخبة من الأستاذة، يتناولون الحدث من الجانب الفكري الاعلامي وما ترتب عنه من وسائل الدعم إلى آخره». وأضاف «هناك ملتقى يوم 6 جويلية يشرف على تنظيمه مجموعة من مخابر الجامعات بالتعاون مع المكتبة الوطنية حول قيم التحرير، إضافة إلى ندوة أخرى حول 20 أوت 1956 سوف تكون يوم 19 أوت 2022.» وبالموازاة مع برنامج الصائفة، أشار محدثنا إلى أن المكتبة الوطنية بصدد التحضير لتأبينية للكاتب والإعلامي الكبير عبد العزيز بوباكير الذي رحل عنا مؤخرا، إلى جانب ما يعكف عليه فريق العمل لاحتضان ملتقى خاص بالذكرى الأربعين بعد المائة من وفاة الأمير عبد القادر الجزائري. أولمبياد ثقافي على مدار العام وفي إطار التحضيرات للستينية، ذكر مسؤول العلاقات العامة لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية عيلول أنيس عبد الإله، بأن قدماء الكشافة على مستوى المكتب الوطني، وعلى مستوى المحافظات الولائية المتربعة في كل ولايات الوطن، عملت على تجنيد كل الموارد البشرية والمادية من أجل إنجاح هذه التظاهرة الهامة عبر برامج مختلفة ومتنوعة، مبنية بالأساس على الميدان والجوارية والابتعاد أكثر فأكثر عن القاعات والمحاضرات. وبحسب المسؤول ذاته فإن، الهيئة الكشفية تسعى إلى إدراج الشعب الجزائري خاصة منهم فئة الأطفال والشباب في هذه الاحتفالات، وإشراكهم عبر نشاطات جوارية ميدانية في الساحات العمومية والشوارع والأحياء الشعبية والقرى والمداشر ومناطق الظل، عبر أنشطة هادفة تتناسب مع كل فئة من فئات المجتمع، ومن أجل إنجاح الحدث. وأضاف أن، قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية نظمت بهذه المناسبة أولمبياد ثقافي، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في مجال الرسم، الشعر، الأنشودة، والمسرح.. وإعطاء إشارة الانطلاق تكون مع بداية الاحتفالات الرسمية لستينية الاستقلال، وسيتزامن اختتامها في عيد الثورة المباركة. وأكد: «هذه التظاهرة تبقى مستمرة طيلة أيام السنة، تخليدا لهذه الذكرى التي تمثل 60 عاما من الحرية، 60 عاما من البناء والازدهار، 60 عاما في طريق السيادة الوطنية و60 عاما والشعب الجزائري نساء أطفال شباب ورجال ينعمون بالحرية، في هذا البلد الذي سقاه شهداؤنا بدمائهم الزكية». ونوّه عيلول لما يوليه، قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية من عناية خاصة لكل الأنشطة الفكرية والثقافية، على غرار ما سطرته من برامج تندرج في إطار ستينية الاستقلال، وأشار إلى التركيز على العديد من المناسبات المتواصلة، بتنظيم نشاطات متنوعة، سواء كانت مهرجانات، ألعاب وتظاهرات.. والمندرجة عبر نشاطات ثقافية في الرسم، الشعر، الأنشودة في الأدب والقراءة. وإلى جانب مسابقات لاختبار الذاكرة لدى الأطفال والشباب على المستوى الوطني، قال: «نحن نعمل من أجل ألا تكون هذه الاحتفالات مناسباتية فقط، الأنشطة التي يشرف عليها قدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية، والمتمثلة في العمليات والمبادرات والمشاريع في مختلف المجالات، حاضرة طيلة السنة وعلى مدار الساعة». وأكد: «سنعمل هذه السنة وبصفة استثنائية على نشاطات متواصلة في مختلف المجالات، خاصة في المجالات الثقافية والفكرية، خدمة للمجتمع بكل فئاته وعلى رأسهم الطفولة والشباب، وذلك من أجل إستحداث فرص للإبداع بطريقتهم الخاصة في موضوع الثورة والحرية، إلى جانب ما يتعلق بموضوع استقلال الجزائر». برنامج ثقافي متواصل غير بعيد عن أجواء الاحتفالات، ولكن هذه المرة في اتجاه ولاية وهران عروس الغرب الجزائري، سُطر برنامج ثقافي ثري ومتنوع تزامنا والطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط من جهة والاحتفال بذكرى استرجاع السيادة الوطنية، من جهة أخرى، وذلك على مستوى مديرية الثقافة والفنون لولاية وهران. وتتواصل فعاليات كل من معرض المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة حول «حضارة عصور ما قبل التاريخ في الجزائر» إلى غاية 27 سبتمبر من السنة الجارية. ومعرض «وهران المتوسطي» للفنانة التشكيلية فائزة طهراوي إلى غاية 16جويلية، والذي سيبقى مفتوحا أمام الجمهور، بداية من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، وذلك بدار الثقافة والفنون «زدور براهيم بلقاسم». إضافة إلى اختتام عدة فعاليات، يومي 6 و7 جويلية، ومن المفترض أن يودع الجمهور المعرض الوطني للكتاب بمكتبة بختي بن عودة ومعرض «او روند» لفن العمارة بمتحف الفن الحديث والمعاصر، وذلك سهرة يوم 06 جويلية. في حين يسدل الستار، يوم 7 جويلية على عروض السينما الجزائرية التي احتضنته كل من قاعة الونشريس بمتحف السينما وهران، وقاعة السعادة من خلال فيلمي «لالة زبيدة» و»الناس» للمخرج يحي مزاحم، «الحياة ما بعد» للمخرج أنيس جعاد، إلى جانب»أيام السينما المتنقلة» بفضاء القرية المتوسطية التي تم فيها عرض سلسلة من الأفلام الطويلة. وسيتخلل البرنامج على غرار التنشيط الفني للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي، تنظيم حفلات موسيقية في: البدوي، الأندلسي، الفلكلوري، الملتزم، النسوي، الكلاسيكي.. وسيتم الوقوف على مسارات أثرية من بينها المسار العثماني، مسار حصن وهران، مسار التسويق التجاري، مسار الأخضر، المسار الحضري المعماري، المسار التاريخي. المخطوط العربي بين الهوّية والدراية من جهتها، أوضحت رئيسة مصلحة العلاقات الخارجية والاتصال ومسؤولة برامج الاعلام والاتصال لدى مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة بالأغواط، فريحة بوفاتح ل «الشعب»، أن المركز الذي يحمل في جعبته 32 كتابا جماعيا، 5 كتب فردية والعديد من الكتب بالشراكة، يعكف على تحضير منتوج ثقافي فكري علمي هام سيمتد إلى أواخر العام المقبل 2023. ومن أهم التظاهرات الثقافية العلمية والملتقيات الدولية التي سيحتضنها، ويتزامن مع نهاية السنة الحالية انعقاد ملتقيين وطنيين الأول حول « ترسيخ القيم لدى الأطفال في ظل التحديات الراهنة» في 2022/09/20، والآخر بعنوان «أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها «في 2022/11/16 . وأشارت فريحة إلى أنه، من جملة التظاهرات التي ستكون مع بداية العام المقبل2023 ، ستعرف مناسبات فكرية و ثقافية عديدة، وسيستهل المركز بعقد ملتقى دولي افتراضي يومي8/7 فيفري2023 موسوما ب»الحضور العلمي لمالكية المغرب الإسلامي في بلاد الحجاز خلال العصر الوسيط «. إضافة إلى تظاهرة» الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المصارف الإسلامية بين التطبيق والتقييم»، والتي ستكون بتاريخ 7 و8 مارس2023 ، وتظاهرة «مناهج تحقيق المخطوط العربي بين الهوية والدراية» المزمع انعقادها، يومي 23 و24 ماي 2023. وسطرت تظاهرة دولية حول «آليات البحث والنشر العلمي الرقمي المعاصر بين تحديات الحاضر ورهانات المستقبل»، وهذا على غرار برمجة ملتقيات وطنية مثل «الأمن الفكري في المجتمع الجزائري، الواقع والمأمول»، «أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها».