أبرز أستاذ العلوم السياسية، العيد زغلامي، أنّ الحدث الاستثنائي الذي عاشته الجزائر في الذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، من خلال احتفالات واستعراضات عسكرية تحمل رسالة قوية تعكس تلاحم الجيش والشعب في مشاهد مبهرة تبعث الأمل في عهد جديد وغد أفضل لجزائر قويّة وآمنة بفضل أبنائها الذين يعتزون بوطنيتهم ويتغنّون بنشيده ويمجّدون تاريخه وأمجاده. قال الأستاذ زغلامي إنّ ذكرى استقلال الجزائر تمجّد لتاريخ عظيم سيبقى خالدا إلى الأبد وفاء للعهد وحفاظا على الذاكرة الوطنية للشهداء الأبرار الذين قدّموا تضحيات جسيمة، طيلة 132 سنة، من أجل الحرية والاستقلال وجعلونا نشعر بالاعتزاز والافتخار بالانتماء لهذا الوطن المسقي بدمائهم الطاهرة وبثورة تحريرية مجيدة تعدّ من أعظم الثورات وعنوانا للبطولة والتحدي والكفاح. واعتبر أنّ الروح الوطنية العالية للجزائريين تجاه وطنهم كان لابد أن تحيا من جديد، بعد ظروف صعبة مرت بها الجزائر في مراحل معينة، على ضوء محاولات بعض الأطراف استهداف وزعزعة استقرار الجزائر وتشتيت الشمل والتأثير على اللحمة الوطنية، ولكنّ الصور المبهرة والاستثنائية لاحتفال الشعب والجيش معا بذكرى عيد الاستقلال تعد أفضل دليل على أنّ جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. وأضاف، في ذات السياق، أنّه يحق الافتخار بوجود رجال يعملون جاهدين في صمت على حماية وضمان أمن الجزائر وشعبها من أجل أن تظل شامخة وصامدة أمام جميع التحديات الراهنة، مشيرا أنّ الجيش الوطني الشعبي لطالما ساهم في الحفاظ على انسجام البلاد ووحدته الترابية وما يزال المؤسسة الوحيدة التي تسعى إلى حماية الوطن في ظرف محفوف بالتحديات. وحسب زغلامي فإنّ الاستعراض العسكري الضخم الذي تميّز بإبراز القدرات والإمكانيات القتالية واللوجستية التي وصل إليها الجيش تؤكد بأنّ الجزائر قادرة على التصدي وحماية السيادة الوطنية لأيّ تهديد وأن تصبح قوة إقليمية تؤثر في المنطقة، زيادة على الإنجازات التي تحققت والتي من شأنها أن تساهم في إعادة الاعتبار للحسّ الوطني والانتماء للثورة العظيمة. وتابع بأنّها رسالة تجسّد أهمية استرجاع أمجاد وتاريخ الجزائر العظيم التي لم تحرر فقط الجزائر من استعمار غاشم ارتكب أبشع الجرائم في حق الشعب الجزائري من قتل وتعذيب ومحاولة طمس الهوية الوطنية، وإنّما كان لها تأثير جليّ على الصعيد الدولي وأحدثت قطيعة مع الممارسات الاستعمارية التي عرفها العالم، من خلال مساهمتها في تحرير شعوب كانت تحت وطأة الاستعمار والهيمنة، وما تزال تؤكد تمسك الجزائر بمبادئها في نصرة القضايا العادلة. ويرى الدكتور زغلامي أنّ الجيل الجديد يجب أن يستذكر التاريخ وأمجاده ويطلع على أعظم ثورة أحدثت تغييرات في كامل المعمورة حتى لا يعطي مجالا للحاقدين من خارج الوطن وحتى من الداخل والرافضين لتقبل فكرة أنّ الجزائر حرة مستقلة. وأضاف أنّ الرسالة موجهة لكل أفراد المجتمع الجزائري من أجل الوفاء لعهد الشهداء ورسم الآفاق المستقبلية لتعزيز معاني اللحمة الوطنية وتكريس العدالة الاجتماعية ومبادىء الديمقراطية ودولة الحق والقانون.