عودتنا الجزائر دومًا على دعمها اللامحدود لفلسطين وغير المشروط، فالجزائز لفلسطين تمثل الأخ العزيز الصديق القوي العطوف الشغوف مشد العضد، هذا الحب الفطري الصادق البعيد كل البعد عن التجميل وأدواته، عبّر عنه في السابق الرئيس هواري بومدين، «أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». وتقدير هذه الكلمة أنا مع فلسطين للأبد لا فكاك عنها ولا تنصّل منها، هذه المشاعر الصادقة وصلت إلى وجهتها الحقيقية إلى قلوب الفلسطينيين ووجدانهم، وتوارثتها الأجيال لتصبح ترتيلًا جميلًا يعبّر عن حب أصيل بين الشعبين الشقيقين، قولًا وفعلًا. وأما عن مظاهر هذا الحب المصدق بالعمل من الجزائرلفلسطين، فهي كثيرة ومهما تحدّثنا وذكرنا فلن نستطيع إجمالها في مقال، واحدة من هذه المظاهر، هي اهتمام الشعب الجزائري بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا الشأن المهم كان دور الصحف الجزائرية دور عروبي أصيل يحترم ويقدر بكل آيات الشكر الجزيل، حيث بدأت الصحف الجزائرية وعلى رأسها صحيفة «الشعب»، التي أصدرت أول ملحق في عام 2013، وحمل عنوان صوت الأسير، تتناول هذا الموضوع بالتنسيق مع سفارة فلسطين، وبدأ الاهتمام يتزايد وعدد الصفحات تتزايد وتزايد معها عدد الصحف الورقية من جريدة إلى اثنتين إلى عشرة وصولًا إلى كل الإعلام الجزائري، وتفاعل الجزائريون بمصداقية عالية مع قضية الأسرى الفلسطينيين، ويستدل على هذا القول، من الزيادة الكبيرة التي طرأت على عدد العناوين الصحفية التي تعدت في هذا العام 2022 الخمسة عشر عنوانًا صحفيًا تصدر يوميًا في أكثر من 14 صفحة، هذا التوسع في الاهتمام بقضية الأسرى يعكس حجم الاهتمام والاستجابة العالية التي قوبلت بها هذه المبادرة من الأشقاء الجزائريين، الأمر الذي شجّع الكاتب والصحفي والباحث والمفكر في فلسطين أن ينشر ويحدث إخوانه في الجزائر عن معاناة إخوانهم الفلسطينيين المأسورين في سجون الاحتلال. بهذا أصبح الإعلام الجزائري منبرا مهما لقضية إنسانية وطنية قانونية سياسية عادلة، وداعما قويا في تظهير قضية الأسرى، ويتابع كل جديد في معاناتهم، حيث أصبحت قضية الأسرى بعد سنوات طويلة من الإهمال والإغفال العربي تملأ كل الصحف في الجزائر بفضل هذا الحب الأصيل، وبفضل الإعلام الجزائري العتيد وتوحّده بكافة أشكاله وألوانه، في دعم وإسناد قضية الأسرى الفلسطينيين العادلة، وليضرب لنا وللعالم نموذجًا يحتذى به وتجربة راقية ورائعة يجب استنساخها وتعميمها إلى باقي الدول العربية، والدول الصديقة أيضًا. واليوم يتناول الإعلام الجزائري موضوع الأسرى في قرابة العشرين صحيفة تحت عنوان: صوت الأسير في الصحافة الجزائرية، وعلى رأسها صحيفة «الشعب» الغرّاء، وهناك أيضًا صحف ورقية تصدر بشكل يومي، هذه الصحف تغطي كل يوم أخبار الأسرى بالتنسيق والتعاون مع سفارة دولة فلسطين ومسؤول ملف الأسرى الأسير المحرّر خالد عز الدين، بعضها يصدر ملفا من صفحتين يوميًا وصحف أخرى تصدر صفحة واحدة يوميًا، وهناك صحف أيضًا تصدر صفحة واحدة أسبوعيًا، وهناك صحف تختص بتغطية الأخبار والتقارير التي تصدرها مؤسسات الأسرى، وبهذا يصبح الإعلام الجزائري منبر حق يصدح بقضية عادلة، ومنارة منيرة لعتمة الزنازين، ومؤنسة للإنسان الذي ضحى بحريته من أجل قضيته العادلة، بأن هناك وعلى بعد آلاف الأميال أخ محب له يسمع أنينه وحنينه، يسنده ويشد عضده في نيل حريته. طوبى للجزائر في يوم عيدها الثوري المبارك، التي بقيت تدعم موقف فلسطين كيف ما كان وما بدّلت تبديلا.