نظم امس برواق محمد راسم معرض جماعي ضم 50 فنانا تشكيليا من كوبا و100 لوحة فنية، حاولوا من خلالها ابراز تقنيات عالية من الجودة والابداع للبحث في مكنونات التاريخ الماضي الذي جمع خاصة الجزائروكوبا وهذا تخليدا لذكرى انطلاق ثورة التحرير وكذا الاحتفال بخمسينية الاستقلال. المعرض الذي يدوم شهرا، ضم صورا فوتوغرافية للزعماء الذين صنعوا ملحمة الثورات التحررية في العالم امثال ( فيدال كاسترو) (شي جيفارا هواري) بومدين وعبد العزيز بوتفليقة، واسماء اخرى خلدت مسيرة الشعوب فكانت الطريق الى التحرر والاستقلال والرقي الى مصاف الدول المتقدمة . اما باقي اللوحات فضمت رسومات لالمع الاسماء التشكيلية من الجيل الجديد في الفن التشكيلي الكوبي في أعمال تتوزع بين المناظر الطبيعية إلى التيارات والاتجاهات السريالية والتجريدية الحديثة. فالمعرض من ناحية النظرة الفنية لا يؤشر الى خصوصيات في التيارات والاجاهات الفنية المعروضة والمدرسة الفنية المعروضة بين التقليدية والاكاديمية والمعروفة بتفجير مواهب فنية خاصة . بلغة فنية مدروسة تعكس الاعمال المعروضة والتعددية في الموضوعات المطروحة بتقنيات مختلفة واساليب مستقبلية في حدود ما وغير منجزة تماما للساحة الفنية الكوبية واتجاهاتها وتياراتها الفنية جاءت الاعمال التشكيلية المشاركة في هذا المعرض الجماعي الذي عكس المزاج الفني الاجتماعي في بؤرة تعبيرية تسحب في عصر محدد و في العلاقات الشعبية والاجتماعية مع الذات والآخر والهوية في الجزيرة الفنية. هذه الفلسفة المتراكمة في هذه الفنون عكست الواقع وشكلت الملحمة التاريخية للعصر الحديث والمعاصر. ومن بين المؤثرات الأساسية في المعرض الطبيعة الكوبية، التي شكلت عصب اللوحات والمحفورات والمنحوتات، وهي أرضية اللوحة الكوبية في محيطها الاجتماعي والثقافي والسياسي والديني والتجارب الشخصية المعاشة. وبلغة فنية مفهومة لايمكن ان نقول ان المعرض يعكس ذلك المزاج التمثيلي المنجز تماما في كوبا وان حمل دلالات وتعبيرات فنية على المواهب الكوبية في تعابير متفاوتة المستوى والاختيارات والالوان المتحركة. لويس انريك كاميليو وارنستو ماتيو رانكافو، وادوارد روكا سالازار وريكوبرتو مينا سانتانا، وبدرو باولو أوليفا هي اسماء بارزة في الفن التشكيلي الكوبي حاولت من خلال اعمالها المعروضة ان تنطق بلغة فنية نادرة لا يدركها سوى العقل الامن في مخزونات الفكر الابداعي لهؤلاء الفنانين وفق طبيعة الاشياء ومصادرها الضوئية و الوانها الحساسة وتنويعاتها التصويرية، وفق طبيعة البيئة الكوبية نفسها. الزائر لهذا المعرض يسمح للزائر الدخول الى تلك الساحة وتلك الطبيعة من دون اختراقات ونقاشات في توترات ذلك المشهد باقترابه من مرجعيات ثقافية سريالية مشتركة في حساسية والتزام الرسم والتلوين.. حاول هؤلاء الفنانون وبتفكير جماعي ان يجمعوا ذاكرة الزمن البعيد يعتمد على الطابع الكلاسيكي لفنون القرن العشرين في مرحلة رئيسية تنتمي اليها فكان الابداع الفني هو بطل الحوار التشكيلي الذي جمع حوالي 50 فنانا .