❊ معرض »نڤاوسيات جاهز وينتظر الموافقة من الجهات المعنية بوهران. ❊ أرسم للمرأة لأنها واحدة من رموز الحياة ومكوناتها الأساسية. ❊ أستلهم الرسم من ذكريات طفولتي واستوحي أفكاري من جمال الطبيعة ❊ التأليف التشكيلي المشترك يخلق ثراء فنيا كبيرا. ❊ الفن التشكيلي بالجزائر مهمش. ❊ الجمهور أصبح لا يدرك المعني الحقيقي للفن الجميل ودوره في المجتمع ❊ الرسام بالبلاد يستطيع أن يعتمد على فنه كمصدر للرزق ❊ غياب المرأة في الفن التشكيلي الجزائري يثير الكثير من التساؤلات. ❊ أحضر لمعرض فني جديد بعنوان »قصبجيات« تميّزت بعشقها لسحر الطبيعة وجمالها الخلاب منذ أول وهلة فحرّكت ريشتها بكل حبّ لترسم بأنامل إبداعية أجمل اللوحات الفنية المعبّرة وتترجم بكل صدق مشاعر إنسانية إختلجتها وأفكارا إجتماعية راودتها، لم تتوان يوما عن تكريم المرأة الجزائرية وتقديرها بل بالعكس أهدتها رسائل حبّ منمّقة بأجمل الألوان أن تهمل تلك التفاصيل البسيطة التي لا زالت راسخة في ذاكرتها منذ أيام الطفولة لتعيد حبكها بأسلوب فني راق من شأنه أن يؤثر في نفسية المتأمّل العاشق لهذا الفن الجميل أحبّت الرسم منذ الصغر فكان اللعب بالألوان هوايتها المفضلة التي أكسبتها ذلك الحسّ الفني في رحاب عوالم الإبداع، ومع مرور الوقت إكتشفت جهيدة هوادف مدى تشبّثها بهذا الفن وارتباطها الوثيق بخباياه التي امتزجت بين الحقيقة والخيال ، ففكرة تخلّيها عن الريشة والألوان أدخلتها في غيابات الحزن والألم وحفّزتها أكثر على التخصص في هذا الفضاء وإطلاق العنان لملكتها الإبداعية التي ولدت معها وكبرت مع أحلامها، فنظمت أول معرض فني لها عام 1986 بقاعة ابن زيدون أين إلتقت بجمهورها لأول مرة وأمسكت حلمها بيدين مرتجفتين تنمّان عن الموهبة والإبداع ، فكان هذا المعرض بمثابة البوابة الحقيقية لإنطلاق جهيدة نحو التألق والنجاح إذ سرعان ما قدمت بعدها عشر معارض فنية بالجزائر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة عام 1993 وتونس الشقيقة عام 2006 والمغرب 2007 تحصلت على عدة جوائز تشجيعية أهمها الجائزة الثانية في صالون المرأة الرسامة عام 1992 والجائزة الثالثة في صالون الفنون الحديثة عام 1995، كما تحصلت على الجائزة الثالثة في الجائزة الكبرى للفن الجزائري عام 1999 والجائزة الثانية في ذكرى الفنانة التشكيلية عائشة حداد، وكل هذا حفزها على المشاركة في عدة معارض دولية هامة وللتعرف أكثر على جهيدة هوادف إتصلنا بها وأجرينا معها الحوار التالي: ❊ الجمهورية: في البداية حدثينا عن مشروعك الفني الضخم »نڤاوسيات« الذي كان من المفترض أن يفتتح بوهران العام الماضي ؟! وما هي الأسباب الكامنة وراء تأخر هذا المعرض الذي له علاقة مباشرة بحياة الفنانة جهيدة هوادف؟! هوادف: في الحقيقة معرض »نڤاوسيات« يعدّ من أهم المعارض الفنية التي لها معزة خاصة في قلبي لأنني أهديته للمرأة النڤاوسية التي ألفت رؤيتها منذ صغري وأعجبت بلباسها التقليدي ونشاطها الإجتماعي ولأنني ولدت بقرية »نڤاوس« المتواجدة بمدينة باتنة العريقة وترعرعت بين زواياها وأركانها فقد ترسّخت في ذاكرتي صورة النساء النڤاوسيات بزيّهن التراثي الأصيل وجواهرهن الثمينة التي ترمز لحضارة باتنة عبر عصورها وأزمنتها ، وعندما كبرت بقي في ذهني هذا التراث فعزمت على رسم هذه المرأة الجزائرية بكل تعابيرها مع مراعاتي للمحيط الذي عاشت فيه والبيئة التي إحتضنت وجودها الأنثوي دون إهمالي للعوامل الطبيعية والإجتماعية التي طالما أثرت في المرأة النڤاوسية ، وما لا يعرفه البعض عني أنني فنانة تشكيلية ترسم كل ما يربطها بطفولتها من ذكريات وعوامل إجتماعية وإنسانية والأهم من ذلك أنني أبحث دائما من خلال لوحاتي على الأصول المتجذرة في سواء من قريب أو من بعيد ، الأمر الذي أكسبني جرأة في تناول المواضيع وحسّ فني راقي أغوص به في عوالم الحياة وخباياها لأعبّر بريشتي عمّا يخالجني من أحاسيس وما يعتريني من أفكار لا سيما إذا تعلق الأمر بالمرأة التي أعتبرها رمزا من رموز الحياة وواحدة من أهم مكوّنات الحياة السعيدة والساحرة، فهي رمز للحب والحنان والعطاء ولهذا فإن المتأمل يلاحظ في لوحاتي الفنية رسمي المتكررة للمرأة وعرضها بحل المعارض الوطنية والدولية بعد أن أسلط الضوء على لباسها التقليدي وحليّها ووجهها الأنثوي المعبّر والجميل، وغيرها من التفاصيل المرتبطة بالأنثى التي يمكن أن تكون أما أو أختا أو زوجة أو إبنة. أما فيما يخص سؤالك عن سبب تأخير افتتاح هذا المعرض ، فالأمر يعود بطبيعة الحال للجهات المعنية والمسؤولة عن هذا الفضاء الفني بوهران ، إذ لا زلت لحد الآن أنتظر الموافقة على افتتاح المعرض الذي صار جاهزا مائة بالمائة ولم يبق سوى فتحه أمام عشاق الفن الجميل بالباهية، وصدّقوني أن هذه التعقيدات الإدارية قد أثقلت كاهلي بعد طول إنتظار فلم أستطع لحد الآن أن أجد حلا لهذا المشكل الذي صار يرهن نجاح معرض »النڤاوسيات« الذي تعبت عليه وقضيت أكثر من عام كامل لتحضيره والتفنن فيه ضمانا للجودة والنوعية حتى يؤثر في المتأمّل بشكل كبير ويساعده على اكتشاف مزايا المرأة النڤاوسية وعراقتها وغيرها من التفاصيل التي ربما يجهلها الكثير من الجزائريين عنها، وعليه فأنا آمل فعلا أن تفتح الأبواب أمام هذا المعرض وأحصل على الموافقة لتنظيمه هنا بوهران التي لا يوجد بها عدد كبير من الفضاءات الخاصة بالفن التشكيلي، وهذا للأسف صعّب على الفنان الجزائري عرض أعماله ولوحاته أمام المتأمل بهذه المنطقة العريقة. ❊ الجمهورية: سبق أن تألقت من خلال معارضك في عدة مدن جزائرية وعربية وحتى دولية، لكنك اخترت وهران لإفتتاح هذا المعرض ، ما الهدف من ذلك؟! هوادف: صحيح أنني نظمت معارض كثيرة وناجحة بعدة ولايات جزائرية، لكنني فضلت هذه المرة أن تكون الباهية هي المدينة التي ستحتضن هذا المعرض الذي له معزة خاصة في قلبي وأنا في الحقيقة أعشق وهران وأحب سكانها وزواياها لأنها تخبئ بمكنوناتها أسرارا جميلة لا يستطيع كشفها سوى الفنان التشكيلي ، والأهم من ذلك أن وهران بالنسبة لي هي أكثر مدينة ثقافية وفنية مقارنة مع المدن الأخرى، فسرعان ما يعتريني شعور بالحب والعشق فور دخولي إليها حتى أنني أرفض مغادرتها والرحيل عنها بعد أن ألِفت هواءها ونسماتها وواجهتها البحرية الأقرب إلى الخيال من الواقع، لذلك يشرفني أن أفتتح معرضي هنا حتى يتمكن الجمهور الوهراني من إكتشاف أعمالي الفنية التي تبرز أناقة المرأة النڤاوسية الأصلية في أقرب وقت ممكن إن شاء الله. ❊ الجمهورية: كل فنان تشكيلي له أسلوبه الخاص في التعبير عما يخالجه من أحاسيس ويعتريه من أفكار، ما هو الأسلوب الفني الذي تتميز به جهيدة في لوحاتها عن باقي التشكيليين الجزائريين؟! هوادف: أكثر ما يميّزني عن غيري في عالم الإبداع الجمال هواء إستلهامي للفن من ذكريات طفولتي التي لا زالت راسخة في مخيّلتي ولم تبارحني أبدا سواء كانت هذه الذكريات حزينة أو سعيدة، وأنا بصراحة أعشق الفضاء الذي قضيت فيه سنوات الطفولة والبراءة عندما كنت أبحر بمخيّلتي الصغيرة في كل ما هو جميل وساحر لأعود في المساء بكمّ من المشاعر الدافئة وأحفرها في ذاكرتي التي أصبحت أستوحي منها لوحاتي الفنية، ولا يخفى عنكم _أن كل فنان تشكيلي ينفرد بأسلوبه الخاص مما يجعله أكثر مسؤولية نحو هذا المجال الصعب والجميل في نفس الوقت وهذا يتطلب منه الكثير من العمل والجهد والتفاني في الإبداع مترجما أحاسيسه وأفكاره على لوحات فنية راقية تعكس بصمته الخاصة وتميزه عن غيره من الفنانين التشكيليين على غراري تماما كفنانة تطمح دائما لإسترجاع ذاكرتها في أجمل لحظات الطفولة فترسم ما تحسّ به وتراه والأهم من ذلك أن تصدقه وتؤمن به حتى يكون من السهل إيصال هذا الشعور للمتأمل العاشق لهذا الفن الجميل . ❊الجمهورية: يعرف عن جهيدة أنها تقتني عناوين فنية جميلة للوحاتها التشكيلية المعبرة فهل ترين أن العنوان كفيل بالتأثير على نفسية المتأمل وإقناعة بالفكرة المراد إيصالها من طرف الفنان؟! هوادق: صحيح أن كل لوحاتي الفنية لها عناوين خاصة بها العنوان ضرورة فنية لابد من التقيد به للتواصل مع المتأمل وإعطائه فكرة صحيحة عما تحمله اللوحة من أفكار ومعاني إنسانية وإجتماعية لكن في نفس الوقت ليس من الضروري أن يتقيد المتأمل بهذا العنوان لأنه مجرد مفتاح لحل الرموز الخاصة باللوحات المعروضة وتقديم نبدة أو فكرة عما تحمله هذه الأخيرة من تفاصيل ربما تبدو مبهمة للبعض الأمر الذي يدفع بالفنان لوضع عنوان يوضح من خلاله ما تهدف إليه اللوحة والأهم من ذلك أن لكل متأمل الحرية في قراءة اللوحة بالطريقة التي تساعده وترضيه. وأنا شخصيا أعطي العناوين لحل رمز اللوحة وليس لترسيمها فالعنوان معبرا عن اللوحة لكن لا يترجم محتواها ويبقى المتأمل حرا في فهم العمل الفني وترجمته كما يريد مادام أنه واسع القراءة والإطلاع. ولتقريبكم أكثر من الفكرة فسأعطيكم فكرة عن بعض اللوحات الفنية التي عرفت بها من خلال معارضي على غرار لوحة »تحت أجنحة الحرية« وهي لوحة تترجم إمرأة ترتدي ثوبا بنفسجيا بالقرب منها عصفور كبير وردي اللون يحاول ضمها تحت جناحه الكبير كدعوة منه لتحريرها من قيود صنعتها هي بنفسها قبل أن يفرضها عليها المجتمع الذي تعيش فيه من خلال قوانينه وعاداته الصارمة وكل مظاهر الظلم والعنف وغيرها من حالات القهر التي تعرضت لها المرأة عبر مر السنين ولا زالت كذلك لحد اليوم وإضافة إلى هذا هناك أيضا لوحة »الجلد والخشب« التي رسمتها على شكل فسيفساء تضم أشكالا هندسية جميلة في وسطها إمرأتين جالستين قرب نافذة وتحدقان بإهتمام وفضول أما لوحة »قبلة بحرية« فهي تمثل وجهي رجل وإمرأة يتبادلان قبلة وسط البحر ووسط حشائش خضراء ولوحة »ملجأ« تعكس شكل إمرأة ترتدي ثوبا أخضر يغطي كامل أجزاء جسدها وتحتمي بشجرة وغيرها من اللوحات الفنية التي تحمل عناوين معبّرة لكنها غير مترجمة للمحتوى مائة بالمائة. ❊ إضافة إلى المرأة ماذا تعشقين كحيز للإبداع تستلهمين منه روحك الفنية عبر لوحات راقية تترجمين من خلالها موهبتك في عالم الفن الجميل ؟! أنا أعشق الطبيعة لحد الجنون وأجد في جمالها ورونقها كل معاني الحب والعطاء وهو إحساس يتملكني في كل مرة أجد فيها نفسي وسط الأشجار الشامخة والورود المزدانة بأجمل الألوان وأنظرها ناهيك عن منظر البحار والسهول التي يأخدني إلى عالم خيالي وساحر يبعد آلاف الكيلومترات عن هموم المجتمع ومشاكله دون أن ننسى زرقة السماء وصفائها وإصفرار الشمس وبهائها فكل هذه العوامل الطبيعية تزرع في نفسيتي الرغبة في الإبداع وترجمة مشاعر الحب والسلام التي أكتنزها في كل مرة فالطبيعة بالنسبة لي مجموعة من الأحلام والألوان . وعلي هذا الأساس فقد نظمت مؤخرا معرضا خاصا أسميته بمعرض »الشجرة« كان ذلك في مارس 2011 وهو عمل كلاسيكي راقي حاولت من خلاله تقديم لوحات فنية ذات ألوان زاهية تعبر عن جمال الطبيعة وسحرها كما أنها ألوان تذكرني بطفولتي وتكشف عن البعض من جذوري المتأصلة في مناطق معينة تجعل المتأمل يهيم في سحرها وجمالها مثلي تماما . ❊ بما أنك قدمت العديد من المعارض الفنية المشتركة كيف تقيمين تجربة التأليف التشكيلي المشترك ؟! المعارض الجماعية مهمة جدا للفن التشكيلي لأنها تسمح بتبادل الأفكار والخبرات في عالم الفن الجميل كما تتاح للجمهور فرصة الإطلاع على عدة عناوين وكل عنوان يحمل رمزا ودلالة معينة عن موضوع ما أو قضية لها أبعاد إنسانية وإجتماعية أين تتعدد التقنيات وتختلط فيما بينها فتشكل الألوان رونقا فنيا جميلا يبرز إحترافية كل فنان وأسلوبه في ترجمة أحاسيسه وأفكاره والأهم من ذلك أن التأليف التشكيلي المشترك يخلق ثراء فنيا كبيرا يسمح بتعزيز هذا النوع من الفنون وتطويرها مع فسح المجال للمواهب الشابة حتى تحتك مع الفنانين الكبار وتأخد من خبراتهم كما تفتح أمامهم الأبواب لإبراز طاقاتهم الفنية وترجمة قدراتهم الإبداعية وكل هذا حفزني علي المشاركة في هذا النوع من المعارض الجماعية ❊ كيف تقيمين واقع الفن التشكيلي بالجزائر مقارنة مع الدولة العربية الأخرى ؟! إن الفن التشكيلي بالجزائر مهمش نوعا ما فرغم وجود عدد كبير من الفناني التشكليين المعروفين والمدارس الفنية التي ساعدت عل يتطويرهم وتعزيز قدراتهم على غرار المدرسة الإنطباعية والتعبيرية والتعييدية وغيرهم من المدارس التي تخرج منها فنانون كبار إلا أن الفن التشكيلي الجزائري لا يزال بعيدا عن تلك المقاييس العالمية التي تزخر بها الدول العربية والأوروربية الأخإى وليس هذا فحسب بل حتى الجمهور صار لايدرك المعنى الحقيي للفن التشكيلي دورده في المجتمع وهو ما جعل المعارض الفنية بالجزائر تبدو أكثر كلاسيسية فالفنان لا يستطيع الإعتماد على الرسم كمصدر للرزق أبدا . ومن جهة أخرى فإننا نلاحظ غياب المرأة عن هذا المجال في ظل الحضور القوي للرجال مما يطرح العديد من التساؤلات حول سبب غياب المرأة وإمتناعها عن الإبداع خصوصا أن الفن التشكيلي يحتاج بشكل كبير لإحساسها الجميل وحضورها وإذا دققنا أكثر في الموضوع فربما يعود الأمر إلى مشاكل شخصية وحياتها العائلية التي تمنعها من ولوج عالم الرسم وتسجيل حضورها بجل المعارض الفنية فالمسؤولية التي تحملها المرأة على عاتقها لا تترك لها الوقت لحل الريشة بين أناملها ورسم كل ما يجول في خاطرها من أفكار ومشاعر ولذلك يمكن القول أن المرأة تحتاج للتشجيع والدعم المعنوي حتى تتمكن من ترجمة إبداعها ببصمتها ولمستها الأنثوية الخاصة بها وهذا يضمن لها التفرد والتميز عن غيرها من الفنانين التشكليين. وقبل إنهاء هذا الحوار الشيق إسمحوا لي أن أكشف لعشاق الفن الجميل أنني بصدد التحضير لمعرض فني جديد أسمته »قصبجيات« وهو عنوان إستوحيته من إسم »قصبة الجزائر« حيث أحاول رسم هذه المنطقة الجميلة التي تمتاز بمناظر عمرانية خلابة وتحتكم على عدد من العادات والتقاليد الفريدة من نوعها وأنا كوني أحب العاصمة فقد قررت إهداء هذا المعرض لها باحثة من خلاله على جذوري التي لا زلت أطمح للوصول إليها عبر مختلف معارضي كما أطمح أيضا لترجمة نظراتي الخاصة ورؤيتي حول الحياة التي عشتها في هذه المدينة على أمل أن تلقى لوحاتي إقبالا من طرف عشاق هذا الفن ويفهموا بوضوح الرسائل الفنية التي أريد إيصالها من خلال الألوان والأشكال التي تعودت على إستعمالها في أعمالي منذ بداية مشواري الفني .