يقوم، هذه الأيام، الفنان التشكيلي الإسباني إنريك فلورانس بعرض بعض لوحاته الفنية بمعهد ''سرفنتاس'' بالجزائر العاصمة، تحت عنوان ''الجزائر البيضاء''· كانت، اللوحات المعوضة والتي تجاوزت العشرين بتقنية الرسم بالألوان المائية، ثمرة رحلة الفنان الإسباني في الجزائر العميقة والتي تجسدت من خلال مناظر طبيعية خلابة أثرت في الفنان، بالإضافة إلى تلك الظواهر الاجتماعية التي تجسدت على الورق· كانت للفنان الإسباني نظرة جمالية على الجزائر التي لم يرها الجزائريون فيها، فقد أقرن كل ولاية من ولايات الجزائر بلون معين، فصور الجزائر العاصمة بالبيضاء، ووهران بالصفراء وغرداية بالحمراء، و التي استقاها من خلال تلك الألوان الطاغية، سواء على العمران في المنطقة أو الطبيعة، فبين ضريح سيدي يحيى في وهران ومباني الحقبة الاستعمارية في الجزائر العاصمة رحل إنريك إلى مجموعة من متناقضات الجزائر، الحداثة والتراث، كما رسم الاكتظاظ في المدن الكبيرة والمساحات الشاسعة والفارغة في المناطق الداخلية، هذه الظواهر الجميلة التي أعجب بها الفنان في الجزائر· من جانب آخر، أكد الفنان لدى افتتاح معرضه نهاية الأسبوع والذي يستمر إلى غاية 31 أفريل الحالي، أن هذه اللوحات المعروضة ما هي إلا جزء من اللوحات التي رسمها في الجزائر والتي ألهمته طبيعتها الساحرة والمساحة الشاسعة والكثير من المتناقضات التي لا نجدها كلها في بلد واحد غير الجزائر، البحر، الصحراء، الجبال، مدن مكتضة حديثة وأخرى بسيطة، هذه الصفات الجميلة التي تلهم أي فنان يدخل هذا البلد·