تتواصل ردود الفعل غير المباشرة على خطاب محمد السادس الذي طالب في خطابه الأخير كل الدول بتحديد موقفها من قضية الصحراء الغربية، وهو الخطاب الذي حمل نوعا من التهديد، فكان الرد الصاعق الأول من سفير الصينبالرباط الذي اعتبر الأممالمتحدة هي المكان الوحيد لحل هذا النزاع، بعيدا عن نظرية الطرح الاستعماري المغربي، وبعد ساعات من ذلك جاء رد الاتحاد الأوروبي الذي قال لمحمد السادس أنّ الشعب الصحراوي هو من يحدد مصيره، وفق مبادئ الأممالمتحدة. الصدمة الكبرى بالنسبة للإحتلال المغربي جاءته هذا الخميس ومن طرف وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايروك، التي ردت على الملك محمد السادس من عاصمته الرباط، لتكرر ماقاله ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، حيث أكدت رئيسة الدبلوماسية الألمانية أنّ موقف ألمانيا يتماشى تماما مع موقف الاتحاد الأوروبي، وأنّ «النزاعات الدولية ومنها النزاع في الصحراء الغربية يحل عبر الأممالمتحدة». أنالينا بايربوك، أمام أنظار ومسمع بوريطة، قالت إنّ «بلادها كما الاتحاد الأوروبي تراهن على المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة، في إطار تعزيز فرص إيجاد حل دائم ومرضي لكل الأطراف». إعلام المخزن يحرّف الحقائق صدمة الرد الألماني أربكت وسائل إعلام الإحتلال المغربي المشغول بالتغطية على فضيحة الملك بشوارع باريس، الذي أضافت لكلام الوزير الألمانية الأخير، عبارة «.. مرضي لكل الأطراف على أساس الحكم الذاتي»، وهو ما لم تقله ممثلة الديبلوماسية الألمانية»، وهذا يؤكد قوة الصفعة التي تلقاها بوريطة وجماعته، خاصة أنّ تصريحات الوزيرة الألمانية، تفند تماما مزاعم «الاحتلال المغربي « الذي ظل على مدى شهور يروج بأنّ ألمانيا مع مقترح ما يسمى «الحكم الذاتي' في الصحراء الغربية، وهذا أمام صمت الخارجية الألمانية التي انتظرت الوقت المناسب، وهو زيارتها للرباط، لتقول لبوريطة ما صدمه. ومعروف أنّ جماعة بوريطة، لا تمل من فبركة تصريحات لمسؤولين أجانب، تدّعي فيها دعمهم للحكم الذاتي، كما فعلت من قبل مع وزير الخارجية التركي، ولكن من سوء حظ «المخزن» أنّ تلك الادعاءات، جاءت عشية زيارة الرئيس تبون إلى تركيا، ما دفع بوزير الخارجية داوود أوغلو الرد بسرعة على ادعاءات البلاط العلوي، وتشديده، على أنّ بلاده مع حل النزاع داخل الأممالمتحدة. يبدو أنّ ردود الفعل على خطاب محمد السادس، ستكون عبارة عن صفعات، فحتى إسبانيا التي انحرفت من قبل، ودعم رئيس حكومتها، بيدرو سانتشيز مقترح الحكم الذاتي، في الصحراء الغربية، أبدت انزعاجها من خطاب محمد السادس، بسبب فصله موقف مدريد عن موقف الاتحاد الأوروبي.