عادت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية «عبد الرحمن بن حميدة» بولاية بومرداس لتلتقي بروادها بمناسبة الدخول الاجتماعي، المدرسي والجامعي، حيث تمثل فئة الطلبة وتلاميذ المؤسسات التعليمية الأكثر حضورا للاستفادة من مختلف الخدمات العلمية والفكرية التي تقدمها الورشات، قاعات المطالعة والاعلام الآلي، وغيرها من الأنشطة الأخرى التي حوّلت هذا الفضاء الى ملتقى أدبي وفكري حقيقي.. إلى جانب الفضاءات الفكرية والعلمية التي تستقطب فئة الطلبة والتلاميذ، تقدم باقي الورشات الأخرى وقاعات العروض مواعيد وأنشطة ثقافية وفنية ثرية لفائدة الجمهور، حيث باشرت المكتبة الرئيسية السنة الجديدة، بتنظيم عدد من الفعاليات، بداية مع فرقة الجمعية الثقافية لنشاطات الهواء الطلق لبلدية بودواو التي كان لها موعد مع هواة الفن الرابع بعرض مسرحي موجه للأطفال، بعنوان: «حساب فارس» للمخرج محمد بريك شاوش. وقد احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية موعدا أدبيا هاما في إطار فعاليات أيام بومرداس الأدبية بحضور كوكبة من المبدعين في مجالات عدّة، متبوعة بورشات وجلسات نقاش، إضافة الى أمسيات شعرية ومعارض للكتاب على الهامش، وكلها برامج تسعى إلى تنشيط الساحة الثقافية المحلية وايجاد فرص للإبداع، خصوصا بالنسبة للشباب والمواهب الصاعدة في مجال القصة والرواية، الشعر والكتابة المسرحية. كما سطرت المكتبة العمومية، بالتنسيق مع نادي بومرداس تقرأ برنامجا للعروض الفنية وورشات مخصصة للأطفال بمناسبة الدخول المدرسي، وهي تقريبا نفس الأنشطة التي ستعرفها قاعة العروض طيلة السنة لمرافقة التلاميذ أيام العطل في إطار تشجيع النشاطات الترفيهية والابداعية لهذه الفئة، وأيضا التخفيف من أعباء البرنامج الدراسي المكثف والطويل خلال هذا الموسم بعد الرجوع إلى نظام التدريس السابق. وإن كانت مثل هذه الأنشطة الفكرية والترفيهية ضرورية بالنسبة لهذه الفئة وباقي الفئات الاجتماعية الأخرى، للتشجيع على الابداع وصقل المواهب الضائعة واكتشافها، وحتى بالنسبة للفرق المسرحية الهاوية التي تبحث عن فضاءات للعروض والاحتكاك، وهي تقريبا النقطة السوداء التي تميز قطاع الثقافة بولاية بومرداس، فإن فئات أخرى وشرائح واسعة وبنفس الطموحات والاهتمامات الابداعية غير محظوظة ولا تلقى نفس الاهتمام والتأطير خصوصا بالبلديات الداخلية والمناطق النائية التي تعاني التهميش وغياب الفرص نتيجة قلة المراكز والقاعات، أو بسبب الفتور في الأنشطة التي تبقى مغيبة أو مناسباتية.