ونحن نقتفي أثار الأمير عبد القادر، ضمن مسار سياحي حدده لنا الديوان الوطني للسياحة، بمناسبة إحياء الذكرى ال58 لإندلاع الثورة التحريرية، بدءا من ولاية معسكر حيث ولد الأمير وترعرع، مرورا بعين تيموشنت، وصولا إلى تلمسان حيث حط وارتحل ظل يتردد بذهني صدر البيت الشعري المعروف للمتنبي «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»، فالجزائر عامة، وهذه الولايات الثلاثة تزخر بمعالم تاريخية وأخرى سياحية هامة، غير أنها غرقت في فوضى التسيير واللامبالاة، والنسيان أحيانا، فهل يعقل أن يسكت المسؤولون دهرا على اضمحلال هذه المعالم، وينطقون ويبدون إهتماما زائدا بالموضوع بل ويصدرون الأوامر للشروع فورا في ترميمات الموقع بمجرد أن يحل وزير بالمنطقة، مثل هذه الممارسات وغيرها من تركت أثارا ومعالم تندثر دون أن يلتفت إليها أحد، أو يسمع بها أحد رغم أنها تعكس هوية وتاريخا عريقا لوطن كبير إسمه «الجزائر». خطوة جميلة تلك التي قام بها الديوان الوطني للسياحة، وهو يحي الذكرى ال58 لاندلاع الثورة التحريرية، فتتبع مسار المقاومة الشعبية، التي تعكس قوة الشعب الجزائري ورغبته الملحة في طرد الاستعمار من على هذه الأرض الطيبة منذ أن إحتلها، فرصة ثمينة لأي صحفي، للوقوف على معالم وآثار قائد مقاومة شعبية، والمرور بكل المناطق الشاهدة على معاركه قد تكون عند البعض ضربا من المستحيل، أو أمنية صعبة التحقيق، ولكن مع الديوان الوطني للسياحة يمكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة، والحقيقة إلى واقع جميل عشنا لحظاته الجميلة بأدق التفاصيل حينما رحلنا بتذكرة من دون جواز سفر، عبر حقب تاريخية كنا قد قرأنا جزءا منها في كتب التاريخ المدرسية. معالم تبحث عن تصنيف لم يكن الزمن مهم لنا في رحلتنا، لذا لما قيل لنا أننا سنشرع في زيارة تلمسان حيث قضى الأمير عبد القادر فيها بعض من سنوات عمره، تقبلنا الأمر بصدر رحب لأننا في النهاية سنقف على معالم مر بها، ونقتفي أثره، وخلال ساعة ونصف من التحليق عبر طائرة للخطوط الجوية الجزائرية، انطلاقا من مطار هواري بومدين حططنا الرحال بعاصمة الزيانيين، حيث حاصرها الأمير عبد القادر لمدة 8 أشهر قبل أن يدخلها عن طريق المشور وهو قصر أعيد ترميمه بشكل عصري جذاب، حافظ على بعض من هندسته الإسلامية. والمشور مكان تختلف الروايات حول أصله، فحسب الباحث في التاريخ محمد بغلي، كان في عهد المرابطين والموحدين مكان للصناعات المرتبطة بالخيل، ومحطة للمسافرين القادمين من المشرق، والمغرب، أما المستشرقون والفرنسون فأرادوا من المشور بصيغة استهزائية أن يقدموه على أساس أنه مكان للمشاورة، وإجتماع الملوك، وفي عهد دولة الزيانيين حول المشور إلى محطة للسلطة، وحف بسور يقال أنه أقيم لما فقدت العلاقة بين السلطة والأهالي، وصوره الاستعمار الفرنسي على أنه قلعة لقهر سكان تلمسان. لم يفلح الأمير عبد القادر في دخوله، لذا اضطر للبقاء 8 أشهر وهو يحاصره لما رفض سكان المنطقة مبايعته، وعندما تمكن منه لم يستقر فيه وفضل الغوص في المدينة القديمة لتلمسان، حيث جعل من خلوة الإمام السنوسي مكانا يأوي إليه للتدبر، والتفكير واتخاذ القرارات سواء تلك المتعلقة بالحرب أو السياسة، ومن منزل كلوش عبد القادر، الواقع في آخر درب السنسلة، أو بقاع الشكارة كما يسميه أهل المنطقة محطة كان يجتمع فيها بأعيان تلمسان، للنقاش وكسب ود الأهالي. وإذا كانت قلعة المشور قد حظيت بالرعاية والإهتمام، فإن حال المدينة القديمة لتلمسان عكس ذلك، المدينة القديمة ذات الهندسة العربية الأصيلة، حيث تشتهر بالأقواس، والزقاق المبلطة بأحجار تتآكل يوما بعد يوم، لا الدروب التي مر بها ذات اليوم عبد القادر الجزائري، ولا الجدران التي أوته وهو ينظم صفوفه ويعقد إجتماعاته بهذه المنطقة أصبحت قادرة على الصمود أكثر في وجه العوامل الطبيعية فالمدينة أنهكتها الرطوبة ولامبالاة المسؤولين. أما مغارات سيدي هارون بعوشبة، حيث حطت أول زمالة للأمير عبد القادر لمواجهة الزحف الفرنسي بقيادة كلوزال سنة 1836، فقد تحولت إلى اصطبل للمواشي ومكان لتخزين علفها، وهي الحقيقة المرة التي وقفنا عليها ونحن نواصل رحلتنا السياحية التاريخية وسط طبيعة خلابة، يمكن أن تتحول يوما إلى موقع سياحي جذاب يجلب إليه الباحثين، والسياح على حد سواء، فمن هذا الموقع كان يرى الأمير عبد القادر تلمسان، وكانت له قصيدته المشهورة التي غازل فيها المدينة. وعوشبة التي تعاني الإهمال اليوم، شهدت كذلك أول محرقة ضد الأهالي الموالين للأمير عبد القادر، فعند دخول المستعمر الفرنسي بعد مقاومة دامت شهرا، صب جم غضبه على سكان المنطقة، حيث أدخل الأهالي الذين بقوا في القرية للمغارات، وأضرم النار فيهم حتى احترقوا، وهذا بشهادة قائد الجيش آنذاك والناجين من المحرقة. سيدي يعقوب..الزاوية الشاهدة على انتصار الأمير في سيدي يعقوب التابعة إداريا إلى ولاية عين تيموشنت، كان للأمير عبد القادر حكاية أخرى مع الانتصار على المحتل الغاشم، فبهذه المنطقة الرائعة الجمال حيث تقع في قمة هضبة تطل على شاطئ صخري، بحيث يحتجب عن العيون من عرض البحر، وقعت معركة سيدي يعقوب الشهيرة في أفريل 1836 وفيها أجهض الأمير عبد القادر مخططا للسلطات الاستعمارية الذي كانت ترمي إلى إنشاء ميناء لسفنها، لمدها بالعون والإغاثة، وبذلك سجلت المقاومة الجزائرية في سيدي يعقوب انتصارا عظيما كان له أثر عميق ألا وهو الدخول بقوة في مفاوضات حول السلام حيث تم التوقيع على المعاهدة التي حملت اسم النهر الذي هزم عند مصبه، الجيش الفرنسي وغير بعيد عن الجبال والسفوح التي شهدت المعركة، يقف مسجد القرية وبجانبه الزاوية في شكل بناءات مربعة جدرانها عريضة سمكها بالمدخل الرئيسي يبلغ المترين، وقد زين المبنى بقبة وبثلاثة صفوف قرميدية حمراء متوازية ومتناسقة على الطراز الأندلسي لم يبق منها سوى صفين، تستند على أعمدة وأقواس عريضة، وأما السقف فهو مزين بالخشب المنقوش المتشابك كما هو الحال بمساجد تلمسان وفاس، والمئذنة مربعة الشكل على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه لازالت قائمة تتحدى الطبيعة، فيما تبدو جدان الزاوية المنقوشة متآكلة بفعل الزمان، دون أن يحرك المسؤولين عن حماية التراث المادي ساكنا، رغم أنها تشكل قطبا دينيائوسياحيا، يمكن أن يستقطب الباحثين والطلبة من كل ربوع الوطن، وحتى من دول الجوار. القيطنة تحكي مسيرته الأولى تركنا عين تيموشنت، حيث البحر يعانق الجبل في لوحة فنية رائعة الجبال لا توجد مشاهدها إلا في بلد اسمه الجزائر، كانت الشمس باسطة أشعتها في عناق طويل مع سطح المتوسط، وعبر طريق منبسطة تارة، وتارة أخرى تعج بالمنعرجات والإلتواءات راحت الحافلة تكمل بناء المسير باتجاه معسكر، أو أم العساكر مسقط رأس الأمير عبد القادر، كانت اللهفة تسبق خطواتنا أما عيوننا فقد كانت تلتهم كل شبر من الأرض كنا نمر به...وأخيرا بلغنا القيطنة حيث ولد فيها الأمير عبد القادر وترعرع، وتلقى دروسه الأولى في زاوية القادرية التي تعرف انتشارا بالغرب وحتى الجنوب، على يد والده محي الدين الذي باتت الزاوية تحمل اسمه...القيطنة هذه القرية صغيرة ليس بها معالم كبيرة، باستثناء زاوية الشيخ محي الدين ذات الطراز الأندلسي، أعيد ترميمها لتبقى شاهدة على حياة فارس أجاد لعبة الحرب والسيف، رفض لقب السلطان احتراما لسلطان المغرب، افترش الحصير وأكل رغيف الخبز والشعير. وزاوية سيدي محي الدين القاديرية تأسست سنة 1200 تولى شؤونها الشيخ محي الدين الحسني والد الأمير عبد القادر كانت مقصدا لطلبة العلم من مختلف أنحاء منطقة الغرب والجزائر أيضا، إذ تخرج منها علماء وقادة اشرفوا على مبايعة الأمير ومساندته، تقمصت الزاوية أدوارا عديدة فبالإضافة إلى رسالتها العلمية كانت الملجأ الأمين للمحتاجين وعابري سبيل وبؤرة للمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي نظرا للنفوذ الروحي الكبير الذي تمتعت به، وما تزال اليوم مفتوحة لاستقبال الطلبة من أجل تعلم القرآن الكريم والسيرة النبوية، وقد صنفت ضمن التراث الوطني المحفوظ سنة 1968. خلف الزاوية أقيم مبنى صغير بالإسمنت على شكل خيمة يؤشر لمكان مولد الأمير، أما إذا توجهت قبالة مبنى الزاوية وعبر طريق ترابي وسط أرض منحدرة، تجد غار الطلبة، كان يقرأ فيه القرآن وتخرج منه العديد من علماء الجزائر، تكاد تغطيه الأتربة وتخفي معالمه، بسبب كثرة الإنجرافات الناجمة عن هطول الأمطار التي قضت على الكتابة التي تركها الأمير عبد القادر عند باب الغار، وهو ما أثار استياء أهل المنطقة، خاصة أمام لامبالاة القائمين على الزاوية والسلطات المحلية، فكل واحد يلوم الآخر على إهمال إرث مادي، كان سيبقى شاهدا على عبقرية قائد المقاومة الشعبية ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وغير بعيد عن هذا المكان وبوسط القيطنة يوجد منزل الضيافة الذي كان يستقبل الأمير ووالده ضيوفهما، غير أنه لم يبقى أثر للمنزل فبعد أن حولت السلطات الاستعمارية المكان إلى سجن للتعذيب، تم طمسه مرة أخرى ببناء حي سكني مكانه بعد الإستقلال، وهو ما جعل سكان المنطقة يجمعون على أن القيطنة تعاني الإهمال، وأن جمالها الفتان حيث تقع في وسط طبيعي يعلوه الإخضرار لم يشفع لها، ويحرك المسؤولين لإقامة مشاريع بها، لإعادة إنعاشها من جديد خاصة وأنها يمكن أن تتحول إلى مقصد لمحبي الطريقة القادرية والباحثين، وكذا المؤرخين والسياح على حد سواء. عرجنا بعدها على زمالة الأمير عبد القادر ببلدية سيدي قادة، وهذا المعلم ليس بأحسن حال من المعالم السابقة، الأمر الذي جعل والي الولاية ينتفض غضبا ويطالب من المسؤولين عن القطاع الشروع في ترميم الموقع، لإعادة وجهه المشرف، ونجت دار القيادة التي أنجزت في منتصف القرن 18 واتخذها الأمير مقرا للدولة الجزائرية الحديثة إلى غاية 1841، من الإهمال حيث استفادت من مشروع إعادة ترميم لاتزال الأشغال متواصلة بها لحد هذه الساعة، كما احيطت بالرعاية محكمة الأمير عبد القادر وهي بناية يعود تاريخها إلى العهد العثماني، كانت المحكمة الرئيسية للغرب الجزائري باعتبار مدينة معسكر عاصمة الايالة الغربية إلى غاية 1792. معالم ونصب تذكارية لا تكفي لإنعاش السياحة أذهلتني شجرة الدردارة، التي شهدت أعرافها مراسيم البيعة الأولى للأمير عبد القادر يوم 27 نوفمبر سنة 1832، بمنطقة غريس ليكون قائدا ومؤسسا للدولة الجزائرية الحديثة، فرغم مرور سنوات عديدة عليها مازالت واقفة تجابهة تغيرات المناخ، ومختلف العوامل الطبيعية من حر وقر، ورياح عاتية وصرصار، صمود لم ليكن، لو غاب ذلك الإهتمام والرعاية التي حظيت بها بعتبارها معلما حضاريا وتاريخيا، فقد حرصت السلطات المحلية على وضع نصب تذكاري وجدارية خلدت ذكرى البيعة، كما حرصت على إنجاز نصب آخر، عزز بمتحف ببلدية الكرط تم تدشينه مؤخرا، وهو يضم العديد من المؤلفات واللوحات الفنية الخاصة بالأمير عبد القادر..إهتمام تمنى بعض المختصين في القطاع بهذه الولاية لو امتد ليشمل جميع المواقع السياحية والتاريخية التي تزخر بها المنطقة، حتى لا تتعرض للإندثار، والضمور، على غرار موقع البنيان الغني بالآثار الرومانية من مدفن الملكة روبا التي وحدت المماليك البربرية في المنطقة ومقابر رومانية، فضلا عن كونه وسط سياحي طبيعي ساحر، إلا أنه يعاني الإهمال رغم تطوع جمعيات محلية للاهتمام به غير انها لم تجدي نفعا. وقد طرح مستثمرون في لقاءهم بكاتب الدولة المكلفة بالسياحة محمد أمين حاج سعيد، هذا الإنشغال، الأمر الذي جعله يطلب منهم وضع موقع إلكتروني خاص بهذه المنطقة السياحية على أن تتولى الوزارة مهمة الترويج له، كما دعا المتعاملين في قطاع السياحة الى تحسين خدماتهم وتهيئة فنادقهم «بشكل أحسن» لتفادي «إختفائهم من السوق خلال السنوات القادمة، خاصة وأنها ستشهد إستلام 763 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب 86 ألف سرير كلها ذات جودة عالية، إضافة إلى إستفادة 63 مؤسسة فندقية عمومية بينها 8 محطات حموية من مبلغ 70 مليار دج خصصتها الدولة لإعادة تهيئتها وتحديثها». وحث حاج سعيد المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي لتلمسان المشرفة على المحطة المعدنية لبوحنيفية على «الاسراع» في التكفل بمشروع إعادة تهيئة المحطة التي رصد لها مبلغ 1,25 مليار دج وهو المشروع الذي تعطل بسبب عدم مناسبة العروض المقدمة من طرف شركات الإنجاز حسب الشروحات المقدمة من طرف المدير العام . واستفادت الولاية من فندق من فئة 3 نجوم يضم 110 غرفة وعدد من الأجنحة ومسبح مغطى وقاعة للحفلات، ينتظر تسليمه شهر جوان المقبل، وهي مشاريع تبقى غير كافية خاصة وأن الطبيعة في معسكر ترسم لوحة فنية ساحرة، فهناك تنبسط السهول الخضراء نحو الأفق كجنان فردوسية مغرية، فيما تفتخر الجبال بعناقها العنان ودروبها الحلزونية الملتوية تبقى الغابات ثروة نفيسة ويجد عشاق المغامرة والاكتشاف أفضل الأجواء لقضاء عطلة مريحة لا تنسى، فضلا عن أن الإمكانيات السياحية لولاية معسكر تمنح الفرصة لخلق أنواع سياحية كفيلة بأن تجعلها مقصدا واعدا في منطقة الغرب الجزائري، بفضل تراثها العريق وشيم أهلها الكرماء. نهاية الرحلة شدتني جملة قالها كاتب الدولة المكلف بالسياحة، خلال وقوفه بزمالة الأمير عبد القادر بمعسكر، وكان يجيب عن سؤال حول سبب غياب الفنادق والاستثمارات في منطقة تاريخية غنية بالكنوز والمؤهلات السياحية، حيث قال «إننا لسنا بحاجة إلى ذاكرة سياحية، بل إلى عقول سياحية تعمل على خلق المنتوجات السياحية وترويجها»، والسياحة كذلك بحاجة إلى إعلام حقيقي يعمل على تنوير تلك العقول، وليس إلى أشخاص عقولهم محصورة بين النوم والأكل في فنادق 5 نجوم، أو البحث عن متعة عابرة فمنذ عامين والديوان والوزارة معا يحاولان خلق نواة نادي للصحافيين يكون متخصص في المجال للنهوض بقطاع أنهكته عشرية كاملة من اللاستقرار، ولكن سرعان ما تعال «نعيق» البعض ممن يزعجهم النجاح والتقدم، يطالبون بتحطيم ما تم بناؤه في عامين و4 أشهر، ليس خدمة للقطاع، وإنما خدمة لمصالحهم الضيقة، كما ظهر إهتمام بعض أصحاب الوكالات السياحية الخاصة بالمسارات السياحية التي بات ينظمها الديوان الوطني للسياحة، دون أن يتعدى إهتمامهم ذاك محاولة خلق نفس المنتوج، أو منتوج جديد يروج لمعالم سياحية وتاريخية لازالت تعاني الإهمال والنسيان، مفسرين إبتعادهم عن خدمة السياحة الداخلية بإنعدام الإمكانيات، وضعف الطلبات، وهو ما طرح ألف سؤال خاصة وأن هذا التبرير لا يطرح عندما يتعلق الأمر بخدمة السياحة الخارجية، رغم أن الفائدة بالداخل قد تكون أضعافا مضاعفة لو عرف أصحاب تلك الوكالات استغلال الفرص المتاحة، والتحفيزات الممنوحة من طرف الوصاية، فبإمكان شراكة محلية بين وكالة من ولاية الشرق، وأخرى من ولاية الغرب أو بين وكالة من الشمال وأخرى من الجنوب أن تعيد بعث مسارات سياحية ظلت إلى سنوات تستهوي الشباب والباحثين عن المتعة بين كثبان رملية، أو شواطئ صخرية، أو مساحات غابية، وذلك عن طريق تبادل الوفود السياحية بين الوكالات، ولعل الفائدة ستكون أكبر بتوقيع الإتفاقية المرتقبة بين وزارة السياحة ووزارة الشبيبة والرياضة والتي ستسمح باستغلال دور الشباب لاستقبال وفود سياحية شبانية، وبأسعار معقولة قد تفتح شهية الفئات غير القادرة على دفع مستحقات الفنادق أو المركبات السياحية لخوض تجربة السياحة في الداخل.