ينطلق رسميا، اليوم السبت، بمقر المحافظة السامية للأمازيغية، الموسم الدراسي الجديد 2022-2023 المخصّص لتعليم الأمازيغية لفئة الكبار، والمدرج في سياق آلية محو الأمية وتعليم الكبار المتواجدة عبر العديد من ولايات الوطن. وتدخل هذه التجربة سنتها السابعة، في إطار استراتيجية حتى آفاق 2038، هدفها توسيع مجال تدريس الأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا من مكونات الهوية الوطنية الجزائرية. يشهد اليوم السبت، بمقر المحافظة السامية للأمازيغية، الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي الجديد 2022-2023 المخصص لتعليم الأمازيغية لفئة الكبار، والمدرج في سياق آلية محو الأمية وتعليم الكبار المتواجدة عبر العديد من ولايات الوطن. وقد انطلقت عملية التسجيل في الأقسام الجديدة على مستوى مقر المحافظة السامية للأمازيغية خلال الأسابيع السابقة، بمختلف الفروع المعنية بالتدريس عبر التراب الوطني. وفي هذا الصدد، أشار أحمد لعلاوي، المكلف بالإعلام على مستوى المحافظة السامية للأمازيغية، في تصريح خص به «الشعب»، أن هذه التجربة تدخل سنتها السابعة، وهي موزعة على أكثر من عشرين ولاية عبر التراب الوطني. وقد شهدت هذه السنة إقبالا معتبرا على تعلم الأمازيغية حسب لعلاوي: «هناك إقبال يزداد على مثل هذه الدروس كل سنة من قبل فئة الكبار سواء الناطقين أو غير الناطقين بها، وهذا دليل رغبة هؤلاء المتمدرسين على تعلم الأمازيغية، فعملية التعميم التدريجي المتواجدة في قطاعات التربية والاتصال والتعليم العالي، هي أيضا موجودة في مختلف فروع محو الأمية عبر التراب الوطني»، يقول لعلاوي، مضيفا أن «الشّراكة القائمة بين المحافظة السامية للأمازيغية والجمعية الوطنية «اقرأ»، وكذلك الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، قد ساهمت بشكل كبير في تعليم الأمازيغية لهذه الفئة». وأكّد لعلاوي أنّ «المحافظة السامية للأمازيغية تملك استراتيجية ورؤية واضحة الأهداف والأبعاد من أجل توسيع مجال تدريس الأمازيغية حتى آفاق 2038، فهي مكوّن رئيسي من مكونات الهوية الوطنية الجزائرية، مكرّس بشكل نهائي في الدستور الجديد، تعمل الدولة على ترقيتها وتطويرها بمختلف متغيراتها اللسانية المتواجدة على المستوى الوطني، وأكيد أن تنفيذ هذه الاستراتيجية يتطلب تضافر جهود الجميع، لأنّنا نؤمن بأن الأمازيغية إرث مشترك يتقاسمه كل الجزائريين، وبجميع متغيراتها اللسانية المتداولة عبر التراب الوطني». وليس الاهتمام بتدريس هذه اللغة وإدماجها في المنظومة التربوية جديدا، كما أنه ليس محصورا في حيز جغرافي ضيق..وعلى سبيل المثال، كان الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، قد عاين، نهاية سبتمبر الماضي ببرج باجي مختار، مجهودات قطاع التربية في هذا الصدد، حيث تفقد عملية التدريس في مؤسستين في الطور الابتدائي، وأشرف على فتح أقسام جديدة ليتم تعميمها لاحقا إلى بلدية تيمياوين. كما أبرز عصاد حينها العمل التنسيقي والتشاوري مع مختلف المؤسسات والهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل التعميم التدريجي للغة الأمازيغية عبر كامل التراب الوطني. وأكّد عصاد على ضرورة مرافقة هذه العملية في مختلف الأطوار التعليمية، وخاصة في محوريْ تكوين الأساتذة، وتكييف مقررات التدريس مع بعض المتغيرات اللسانية الأمازيغية «في سياق يخدم الرصيد اللغوي الجامع». أما في زيارته إلى البيض بحر الأسبوع الماضي، فقد ذكّر عصاد بأهمية إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون مع الجامعة في فتح آفاق واعدة ووضع لبنات «التكفل بمجالات التخصص في اللغة والثقافة الأمازيغية خارج النطاق المعمول به حاليا، أي في إطار أقسام ومعاهد في ذات التخصص وفق مخطط مضبوط من قبل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي»، وهذا ما سيمكن، حسبه، من «مرافقة الباحثين والمختصين المحليين لتسليط الضوء على جوانب متعددة وجديدة في منطقة بحث عذراء، لم تنل القسط الوافر من الاهتمام العلمي والبحثي».