* نسعى لتعزيز مكانة الأمازيغية في منظومة الاتصال وتعميمها التدريجي في 58 ولاية أكد أمس الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، من ولاية بني عباس، أن هدف المحافظة الآن ينصب على مواصلة التعميم التدريجي لاستعمال اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، عبر كل الولايات ال 58 للبلاد وتعزيز مكانتها في منظومة الاتصال الوطنية، وكشف عن خارطة طريق جديدة لمواكبة تحديات دسترة الأمازيغية وتوليفها الاجتماعي. وفي ندوة صحفية نشطها بمعية والي ولاية بني عباس، ساعد شنوف، على هامش إعطائهما إشارة انطلاق فعاليات الاحتفالات باليوم الدولي للغة الأم، التي تحتضنها بلدية إيقلي، بولاية بني عباس، أوضح عصاد، بأن هيئته أعدّت مذكرة قال أنها عبارة عن " وثيقة مرجعية " تتضمن محاور خطة عمل وخارطة طريق جديدة لآفاق 2038، بهدف ترقية تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في كل الأطوار التعليمية عبر كل الولايات ال 58 للبلاد سيما خلال المرحلة الابتدائية، وقال بأنه رفع هذه المذكرة إلى السلطات العمومية وإلى المؤسستين التشريعيتين. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة إدخال تعديلات على القانون التوجيهي للتربية الوطنية، قصد تفعيل تعميم الأمازيغية، بصفة أنجع. وفي سياق ذي صلة أكد المتحدث على أهمية توسيع استعمال الأمازيغية في وسائل الإعلام الوطنية، سيما من خلال إصدار جريدة بهذه اللغة، "لأن هناك مقروئية بهذه اللغة الوطنية". وتوليفها أكثر ليحتضنها كل أبناء الوطن. من جهة أخرى أكد عصاد أن المحافظة أعطت أولوية كبيرة لترقية الأبحاث التكنولوجيا والرقمنة من أجل توسيع استخدام اللغة الأمازيغية، كان أخرها – كما ذكر إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بالمصطلحات الإعلامية، الأمازيغية في ال 15 من شهر فيفري الجاري ، لفائدة الصحفيين العاملين في مختلف القنوات الإذاعية المحلية على المستوى الوطني، بالشراكة مؤسسة الإذاعة الجزائرية، لتكون في المستقبل القريب آلية مرجعية لكل صحفي يرغب في توظيف سليم لمصطلحات جامعة بين مختلف المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة في الجزائر. وأثناء تطرقه للحديث عن إحياء هذه المناسبة المزدوجة لليوم الدولي للغة الأم والأسبوع الإفريقي للغات، بمدينة إيقلي بولاية بني عباس، أوضح عصاد، أن " الاحتفاء باليوم الدولي للغة الأم، يعتبر تقليدا سنويا، تنظمه المحافظة السامية للأمازيغية مع مختلف شركائها المتميزين من السلطات الرسمية والجمعوية والإعلامية، من أجل إبراز مكتسبات بلادنا على غرار الدستور المعدل في نوفمبر 2020، الذي حسم نهائيا في حماية وصون وترقية اللغة الأمازيغية، بكل تنوعاتها اللسانية المتداولة عبر التراب الوطني في ظل تعايش وتكامل مع اللغة العربية، باعتبارهما رصيدا مشتركا يتقاسمه كل الجزائريين". وأكد في ذات الصدد بأن المسعى الصريح لهيئته، " هو تكريس وحدة مكونات الشعب و تجسيد قيم التعايش اللغوي في الجزائر و العمل على ترقية و حماية كل مكونات الهوية و الثقافة الجزائرية وقال " كلنا ندرك جيدا أن اللغتين الوطنيتين ذات ترابط من الجذور كما أنهما تشكلان لحمة متينة و أواصر متشابكة بينهما و القائمة على التعايش و التكامل و الانصهار الحضاري على مر الزمن و لا يمكن الفصل بينهما نظرا للعلاقات الجوارية الموجودة بينهما عبر العصور". وأضاف " في هذا السياق، اخترنا هذا العام ولاية بني عباس ومدينة إقلي، بالتحديد لما لها من خصوصية ثقافية ولغوية منفردة، حيث تتميز بانتشار المتنوع اللساني الأمازيغي المحلي، "الكورونجي» والذي هو عبارة عن مزيج من رصيد لغوي يتكون من السونغاي (اللغة النيلية- الصحراوية التي مازالت متداولة في عدة دول من منطقة غرب إفريقيا) ومفردات من العربية و الأمازيغية، و التي يتحدث بها فقط أهل منطقة تبالبالة". كما تحدث ذات المسؤول، عن أهمية تنظيم هذا الحدث ذو البعد الدولي الذي أقرته منظمة اليونيسيكو، بتخصيص احتفال سنوي يصادف يوم 21 فيفري، وهو بحد ذاته – كما أبرز - تأكيد على التزام بلادنا بتجسيد تعهداتها اتجاه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، و"هي التي اختارت هذه السنة شعارا محوريا تحت عنوان: "استخدام التكنولوجيا من أجل التعلم المتعدد اللغات : التحديات والفرص»، وهذا بهدف إبراز الدور الذي تؤديه التكنولوجيا للدفع بعجلة التعلم المتعدد اللغات ودعم الارتقاء بجودة التعليم". من جهته أكد والي ولاية بني عباس أن اختيار هذه الولاية للاحتفال باليوم الدولي للغة الأم والأسبوع الإفريقي للغات " له مبرراته ويعود إلى ما تزخر به ولاية بني عباس من تنوع ثقافي لغوي سيما انتشار لهجات بالمتغير اللساني الأمازيغي المحلي بإقلي وتبلبالة، مرورا بالامتزاج اللغوي بين العربية و الأمازيغية، في المنطقة، معتبرا أن هذه المناسبة هي استحضار لأهمية اللغات كموروث وطني وإنساني يحتاج إلى تضافر الجهود لصونه وتطويره. وأشاد المتحدث في ذات الوقت ب "الجهود الجبارة التي تبذلها المحافظة السامية للأمازيغية تصب في هذا الإطار ". تجدر الإشارة إلى أن برنامج هذه التظاهرة المزدوجة، يتواصل إلى غاية يوم الخميس، ويتضمن تنظيم يوم دراسي وعديد المداخلات الموضوعاتية إلى جانب نشاطات ومعارض للكتاب وبيع بالتوقيع لعدد من الكتاب، فضلا عن معارض للمنتجات الحرفية التقليدية. بني عباس: عبد الحكيم أسابع