أولت وسائل الإعلام العربية اهتماما كبيرا بالقمة العربية المزمع عقدها بالجزائر غدا وبعد غد، وذلك بالنظر إلى أن انعقادها يأتي في لحظة حاسمة تتزايد فيها التحديات الإقليمية والدولية، ما يستدعي الرفع من وتيرة التعاون والتضامن العربي. أشاد الإعلام العربي بالإمكانات والإجراءات التي سخرتها الجزائر لإنجاح هذا الحدث العربي الهام، والتي كان قد أثنى عليها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، حيث قال إن الجامعة وقفت على الجهد الذي بذلته الجزائر و«هو جهد عال ومشكور ويستحق كل الثناء". وفي هذا السياق، أكدت وكالة الأنباء القطرية في مقال تحت عنوان: "فلسطين العلامة المميزة في قمة الجزائر"، أهمية الحدث الذي وصفته ب«المحطة الفارقة" للمّ الشمل وتعزيز التضامن العربي، قائلة: "تتأهب الجزائر لاستضافة الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، مطلع نوفمبر المقبل، وسط آمال الجميع بأن تكون محطة فارقة للمّ الشمل العربي وتعزيز العمل العربي المشترك". وخلال تطرقها إلى "إعلان الجزائر" المنبثق عن "مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية" الذي احتضنته الجزائر من 11 الى 13 أكتوبر، قالت الوكالة إن "قمة الجزائر تجسد التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعرب، وتحقيق انطلاقة جديدة للتضامن العربي من خلال توحيد الجهود الرامية إلى مواجهة التحدّيات الراهنة على مختلف الجهات". من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الكويتية في مقال تحت عنوان: "دولة الكويت تأمل بأن تخرج قمة الجزائر بقرارات لتفعيل العمل العربي المشترك"، تصريحات ممثلي الكويت الوافدين على الجزائر لحضور مختلف الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، وتأكيد جهود الكويت والتزامها بوعدها الخاص بأن تكون أول من يحضر للقمة وآخر من يغادر أرض الجزائر. كما أكدت رئيسة تحرير القسم الدولي بجريدة "الصباح" التونسية، آسيا العتروس، أن الإعلام التونسي يرصد كل الأخبار المتعلقة بهذا الموعد الهام، مشيرة الى الرمزية الكبيرة للتوقيت الذي يلتئم فيه القادة العرب ببلد المليون ونصف مليون شهيد، وهو اندلاع الثورة التحريرية التي انتصرت على الاستعمار. بدورها، كتبت جريدة "الدستور" الأردنية في مقال نشرته تحت عنوان: "فلسطين وعودة العمل المشترك" ما يلي: "تبقى قمة الجزائر واحدة من أهم المحطات العربية من أجل العمل على فتح آفاق للحوار العربي الشامل، وخصوصا في ظل الأوضاع الخطيرة التي باتت تشهدها الساحة العربية والحاجة الملحة لوحدة الموقف العربي ومناقشة ما تمر به الساحة العربية بشكل معمّق للوصول الى نتائج مقنعة وجريئة تعبر عن واقع الحال العربي (...)". وأضافت: "عملت الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على بذل كل الجهود وتذليل العقبات من أجل نجاح القمة العربية والتئام صفوفها وهذا ما يتبين من خلال حرص الرئاسة الجزائرية على متابعة أدق التفاصيل وتدعيم الموقف العربي وضرورة تحقيق التكامل العربي وعودة العلاقات بقوة مواقفها ووحدة الأداء السياسي المشترك المغيب ولوضع حد لمرحلة التهميش السياسي والشلل الكامل والابتعاد عن عوامل الضعف والفرقة"، مشيرة الى أن قمة الجزائر "رسمت ملامح مهمة للمرحلة المقبلة على صعيد التعاون العربي المشترك".