كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فوريم) ورئيس ملحة طب الأطفال بمستشفى الحراش البروفيسور مصطفى خياطي عن ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالربو في الجزائر إذ تفوق نسبتهم في االمناطق الساحلية 80 بالمائة نتيجة العديد من العواك البيئية والوراثية، و قصد معرفة أسباب تفشي المرض لدى فئة الأطفال كان لنا هذا الحوار مع رئيس الهيئة . @ ''الشعب '' ماهو مرض الربو الذي يصيب الأطفال ؟ @@ خياطي: الربو كما هو معروف لدى عامة الناس عبارة عن مرض يصيب الرئتين بسبب انسداد في الحويصلات الهوائية، مما ينتج عنه عدم القدرة جزئيا عن التنفس وفي الحالات الشديدة عدم القدرة على التنفس نهائيا كما أن أعراض المرض الأساسية تعود إلى الأرجية التي تمثل نسبة 40 والأسباب الداخلية عند الطفل والتي تقدر هي الأخرى ب 40 بالمائة . @ ماهي الفئة العمرية التي ينتشر لديها المرض؟ @@ مرض الربو يعرف انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة خصوصا لدى فئة الأطفال في الأوساط المدرسية، إذ بلغ عددهم في بعض الأحياء الملوثة إلى إصابة أزيد من 23 بالمائة ممن الأطفال المتمدرسين بمرض الربو، وتقل نسبتهم في الأحياء غير الملوثة إلى مايفوق 10 بالمائة كما نجد أن الربو ينتشر لدى الأطفال ذو السنة الأولى أو الثانية من العمر، و50 بالمائة من هذه الحالات يمكن أن تختفي أعراضه مع مرور السنوات، إلا أنها تعود تظهر في سن سنوات وتتطور بشكل خطير . @ ماهي أسباب تفشي المرض؟ هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى إنتشار المرض في بلادنا انطلاقا من التلوث البيئي والعامل الوراثي وحتى الإكتظاظ المروري وذلك نتيجة انتشار مادة المازوت التي تتسرب في الهواء والتي تلعب فيها مشتقاتها الغازية دور في التلوث البيئي، الشيء الذي يجعل هذه الأخيرة تدخل في القصبات الهوائية والتي تؤدي إلى مشاكل خاصة لدى الأطفال الذين لديهم مشاكل تنفسية . @ هل الحساسية تؤدي إلى الإصابة بمرض الربو؟ @@ نعم هذا صحيح، إذا تؤكد الإحصاءات أن 75 بالمائة من الأطفال الذينن أصيبوا بالتهاب متكرر للقصيبات الهوائية يصابون بعدها مباشرة بداء الربو، إذ تقوم الفيروسات المسئولة عن الأمراض التنفسية لا سيما عن التهاب القصيبات في تدمير الخلايا الظاهرية للشعب الهوائية وتجعلها أكثر عرضة لهجوم المضادات . @ ماهي أعراض الإصابة بالحساسية؟ @@ تختلف أعراض الحساسية من شخص إلى آخر باختلاف أنواعهاو فقد تظهر علاماتها في المسالك الهوائية التنفسية، في الجيوب والممرات الأنفية، في الجلد وفي الجهاز الهضمي، وتشكل ردة فعل الحساسية، في معظم الحالات، مصدر إزعاج وضيق للمصاب وقد تكون الحساسية أكثر خطورة، لأنها قد تؤثر على أعضاء وأجهزة عديدة في الجسم . أما في حالات الحساسية الأكثر حدة، فمن الممكن أن تثير ردة فعل قد تسبب الموت . @ هل إتباع العلاج اللازم يخفف من حدة المرض؟ @@ بطبيعة الحال إتباع العلاج الضروري الفعال يساعد الشخص المريض، لأنه لن تكون له مضاعفات حادة وخطيرة بفضل الأدوية التي يتناولها، كما أن الوقت بين اتلأمة الربوية والأخرى تكون متباعدة، كما يمكن تقليص خطورة هذا المرض مع مرور الوقت واستمرار العلاج . @ ماهي المناطق التي سجلت أكبر عدد من الإصابات؟ @@ عادة ماينتشر مرض الربو في المدن الساحلية، إذا تمثل نسبته على المجموع الوطني ب 80 بالمائة و ذلك راجع إلى الرطوبة المرتفعة والتلوث، كما يجب أن يعلم الجميع أن الحساسية أنواع تختلف من شخص لآخر، ولغير المرض ننصحهم بضرورة الإبتعاد عن التدخين، مع حرص الأمهات على إرضاع أولادهن حولين كاملين، لأنها تحمي الطفل من مختلف أنواع الحساسية التي تصيبه عند الصغر . @ في رأيكم هل يوجد دواء خاص بعلاج مرض الربو؟ @@ لا يوجد حاليا علاج للربو والأدوية المستعملة في علاج هذا الداء لا تعمل إلا على منع تطور المرض من خلال تسهيل التنفس لدى المريض عن طريق توسيع الشعب الهوائية . @ هل ترون أن الحملات التحسيسية تعمل على توعية الأفراد؟ @@ للأسف الشديد مثل هذه الحمالات تكاد تنعدم في الجزائر، على مستوى المؤسسات التربوية لأن هذه الأخيرة وبسبب اكتظاظ البرامج وعوامل أخرى أدت إلى إنعدام وغياب مثل هذه الثقافة التي من شأنها التقليل من الأزمات الحادة لمرضى الربو، لأنه وكما تعلمون مثل هذه الحمالات تساعد المريض على إتباع الطرق الضرورية لتفادي الأزمات، ونحن نطمح في المستقبل أن تلقى مثل هذه الحمالات التوعوية الأولوية أرجاء التراب الوطني . @ انتم كهيئة ماذا تنصحون مريض الربو؟ @@ نحن كهيئة مختصة في ترقية الصحة وتطوير البحث ننصح الجميع بضرورة إتباع التربية الصحية، من خلال تحسيس الأولوياء وتعريقهم بمرض الربو الذي يهدد حياة الآلاف من الأشخاص إذا لم يتم علاجه، لأنه في العديد من الحالات مايلقى مريض الربو حتفه اثر سكتة قلبية مفاجئة .