حذر أطباء الأطفال خلال يوم تحسيسي حول الأمراض الصدرية،أول أمس، من انتشار غير مسبوق لمرض الربو في الجزائر عند الصغار، بزيادة سنوية تقدر ب10 بالمئة، خاصة في المدن الكبرى على غرار العاصمة وضواحيها، وفي هذا الإطار، قال رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، ورئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، إن مرض الربو في تقدم ملحوظ بالجزائر، سيما لدى الأطفال بنسبة 15 بالمئة، وارتفاع سنوي يقدر ب10 بالمئة، وأشار أن الربو مرض مزمن يمس الأطفال بسبب التلوث الذي تعاني منه المدن الكبرى، ويتغير انتشار المرض على المستوى الوطني حسب المناطق ودرجة تلوثها، وعلى مستوى شرق الجزائر العاصمة، يقول المتحدث، ينتشر الداء بنسبة 20 بالمئة عند الأطفال المتمدرسين، بينما يقدر في بلديات غرب العاصمة على غرار درارية وبن عكنون بنسبة 10 بالمئة، ويعد الربو مرضا التهابيا مزمنا للجهاز التنفسي، يتميز بصعوبة في التنفس بسبب انخفاض حجم الشعب الهوائية. وأرجع البروفيسور خياطي تقدم مرض الربو إلى الآثار المضرة للتلوث، خاصة مازوت السيارات والرائحة المنبعثة من المفرغات العمومية، والمواد الكيميائية المنبعثة من المصانع الكبرى، وتمثل الحساسية نسبة 40 بالمئة من أسباب هذا الداء، الذي يزيد من تفاقمه التدخين. . أولياء يطالبون بتدخل الرئيس لحماية أطفالهم من المرض بعد انتقال المفرغة العمومية بالعاصمة من "واد السمار" إلى بلدية أولاد فايت شرق العاصمة، سارعت العديد من جمعيات أولياء التلاميذ والسكان بمختلف شرائحهم، إلى الانتفاض من أجل تحويل هذه المفرغة التي يصل دخانها الملوث إلى العديد من المناطق، على غرار أولاد فايت وبن عكنون والشراڤة ودرارية.. وهذا ما سيتسبب حسب الأطباء باننتشار غير مسبوق لأمراض الربو عند الأطفال في هذه المناطق، خاصة بالنسبة لحديثي الولادة، وانتقل هذا الجدل مؤخرا إلى بلدية الرغاية، أين تعتزم السلطات الوصية استحداث فضاء لردم النفايات المنزلية، وهذا ما رفضه السكان جملة وتفصيلا، خاصة وأنه كانوا يعانون في السابق من الدخان المتلوث المنبعث من مفرغة واد السمار، والتي يصل دخانها إلى مشارف ولاية بومرداس، ومع انتشار ظاهرة استحداث المفرغات العمومية في المناطق القريبة من التجمعات السكانية، تأسست جمعيات بيئية جديدة تطالب بالحفاظ على البيئة الحضرية للكثير من المدن التي بدأت تشهد انتشارا مخيفا للأمراض الصدرية والتنفسية.