استعراض عسكري كبير بعد غياب أكثر من ثلاثين سنة الرّئيس تبون: مشهد مهيب لجزائر الفخر بأمجادها والوفاء لشهدائها استشعار معاني القوّة والفخر والاعتزاز المجسّدة في ريادة المؤسّسة العسكرية الفريق أوّل شنقريحة: سلاح الجيش حصرا للدّفاع عن الجزائر وحماية حدودها والذّود عن سيادتها عاشت الجزائر خلال سنة 2022 لحظات تاريخية ستبقى راسخة في الذّاكرة الجماعية للشعب الجزائري، من الاحتفالات الاستثنائية بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، من خلال عدّة فعاليات تمّ تنظيمها على مدار العام، كان أبرزها الاستعراض العسكري الضخم في الخامس من جويلية. كانت أوضح رسالة لهذا الاستعراض الباهر الذي نظّمه الجيش الوطني الشعبي بالجزائر العاصمة، وحضره عشرات الآلاف من الجزائريّين التواقين لاستشعار معاني القوة والفخر والاعتزاز المجسّدة في ريادة المؤسّسة العسكرية، هي العودة القويّة للجزائر في عهد جديد أراد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تأسيسه على قواعد صلبة مستلهمة من مبادئ أول نوفمبر 1954. وكان الاستعراض العسكري الذي تمّ تنظيمه، بعد غياب دام أكثر من ثلاثين سنة، على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر، وشاركت فيه حوالي مائة تشكيلة عسكرية من مختلف القوات، بحضور رؤساء عدة دول شقيقة وصديقة، بمثابة رسالة وفاء للشهداء الأبرار للذود عن الوطن والتفاني في الدفاع عنه تحت أي ظرف، كما أنّ التنظيم المحكم للاستعراض في كل جوانبه وتنفيذه من قبل مختلف التشكيلات بطريقة مثلى، أثبت امتلاك الجيش الوطني الشعبي مكامن القوة الرادعة التي تمكّنه من الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الشعبية. ولدى إشرافه على هذا الاستعراض، شدّد الرئيس تبون حرصه على إحياء اليوم المجيد لستينية الاستقلال من خلال مشهد مهيب، لجزائر الفخر بأمجادها، والوفاء لشهدائها في وقت وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل. وفي رسالة وجّهها إلى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أوّل السعيد شنقريحة، أشاد رئيس الجمهورية، بالاستعراض العسكري الذي وصفه بالحدث الاستثنائي، الذي كان له التأثير البالغ في الروح المعنوية العامة للجزائريات والجزائريين، الذين افتقدوا لسنوات طويلة رؤية تلك المشاهد العظيمة التي تجسّد الصورة القوية والمبهرة للتلاحم بين الجيش العتيد وشعبه الأبي. وكانت تلك المشاهد عبارة عن لوحات بالغة الدلالة في دقة التنظيم والتحكم في التفاصيل تنم عن تدبيرٍ احترافي، وتنفيذ عملياتي عالي الانضباط والالتزام، وهو ما شهد به ضيوف الجزائر من رؤساء الدول والشخصيات التي شاركت في الحدث، لتكون بذلك المؤسّسة العسكرية قد وضعت أقدامها باقتدارٍ وكفاءة على طريق امتلاك ناصية العلوم الحديثة والتكنولوجيا العسكرية العالية، وهو ما من شأنه أن يجعل منها مؤسسة مواكبة ومستوعبة لأحدث ما يستجد في المجال العسكري، ويزيدها حظوة وتقديرا في ضمير الأمة. وفي كلمة له خلال حفل تكريم وتهنئة لإطارات ومستخدمي الجيش الوطني الشعبي المشاركين في الاستعراض العسكري، قال الفريق أوّل السعيد شنقريحة إنّ الجيش أراد من خلال هذه الاحتفالية «إيصال رسالة بالغة المعاني، مفادها أنّ سلاح الجيش الوطني الشعبي موجّه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية حدودها والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأممالمتحدة، وأنّ الجزائر تعبّر بكل وضوح عن إرادتها وعزيمتها للاضطلاع بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية في إطار القانون الدولي». وأكّد حرصه الشديد على أن يكون هذا الاستعراض العسكري المهيب «في مستوى أبعاد ورمزية هذه الذكرى الخالدة، وفي مستوى تضحيات صانعيها ووفاء من صانوا الوديعة، فضلا عن تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الرابطة بين الشعب وجيشه وأفراده». وبدورها، اعتبرت مجلة الجيش أنّ أفراد الجيش الوطني الشعبي تمكّنوا من كسب الرهان وقدموا استعراضا عسكريا في مستوى الحدث، وبقدر ما أشعر الشعب الجزائري بالفخر والاعتزاز، أبهر الحضور من ضيوف الجزائر وكل من تابعه عبر القنوات التلفزيونية العالمية التي تناقلت تفاصيله. وقد تميّز الاستعراض بأداء في غاية الدقة والاحترافية لمختلف تشكيلات قوات الجيش الوطني الشعبي، حيث استهلّ بقيام تشكيل جوي لست طائرات بتزيين سماء الجزائر العاصمة بالألوان الوطنية، تعاقبت بعده مختلف التشكيلات الممثلة للسلاح الجوي. وجابت فرق المدرعات والدبابات المعصرنة بمختلف الأنواع وآليات الإسناد ومنصات صواريخ والمدفعية وعربات قتالية، المسار المخصص لهذا الاستعراض، فضلا عن تشكيل بحري يتكون من عدة أنواع من السفن والفرقاطات والغواصات. كما تميّز هذا الحدث أيضا، بحضور جماهيري كبير، حيث شهد منتزه «الصابلات» بالجزائر العاصمة، صبيحة الخامس من جويلية وقبيل ساعات من انطلاق الاستعراض، توافدا لافتا لجموع من المواطنين أتوا من مختلف مناطق الولاية والولايات المجاورة، أغلبهم من العائلات والشباب موشّحين بالراية الوطنية، ومردّدين شعارات وأناشيد وطنية.