عكس ما كان ينتظره المغرب، جاء الموقف الفرنسي من قضية الصحراء الغربية داعما للحل الأممي القائم على استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع لإيجاد تسوية عادلة لآخر مسألة تصفية استعمار في إفريقيا. جدّدت فرنسا، أمس الأول، على لسان وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاترين كولونا، التأكيد على موقفها الواضح والثابت بخصوص قضية الصحراء الغربية، وكذا دعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا. وأكدت السيدة كولونا، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة بالرباط، أن «موقف فرنسا واضح وثابت»، مذكرة بأن بلادها تدعّم وقف إطلاق النار وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية. وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قد شدّدت، مؤخرا، على أن موقف فرنسا المتعلق بالصحراء الغربية «ثابت، لفائدة حل سياسي عادل، دائم، ومقبول لدى طرفي النزاع، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، دون أن تشير إلى الحل الأحادي الجانب الذي يصرّ المغرب على فرضه «الحكم الذاتي» لترسيخ سيادته على الأراضي الصحراوية المحتلة. وأضافت «نأمل في استئناف المفاوضات من أجل التوصّل إلى حل عادل وواقعي»، مشيرة إلى ثبات موقف فرنسا، وخاصة المتعلّق بتجديد ولاية بعثة المينورسو. ومن خلال تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، يتجلى بوضوح أن باريس قرّرت الجنوح إلى الشرعية الدولية والاصطفاف وراء الأممالمتحدة وقراراتها الداعية إلى إيجاد حل عادل متفاوض عليه في الصحراء الغربية، والتوقف عن دعم المخزن في مواقفه الاستعمارية المنبوذة، ما يشكّل ضربة قاضية للمخزن الذي ظلّ يستقوي بفرنسا ومواقفها المعرقلة للجهود السلمية التي تخوضها الأممالمتحدة منذ ثلاثة عقود.