اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الاثنين، ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال حاملين معهم أعلام الكيان الصهيوني الغاصب. قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، واستمعوا لشروحات عن "الهيكل" المزعوم، وقام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وفرضت قوات الاحتلال قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين الوافدين للمسجد من القدس وأراضي ال48 ودققت في هوياتهم الشخصية واحتجزت بعضها. إلى ذلك اعتقل الجيش الصهيوني 27 فلسطينيا خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ مطلع العام الجاري إلى نحو 300، حسب مصدر فلسطيني أمس الاثنين. وشنت قوات الاحتلال الصهيوني، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، شملت 27 فلسطينيا. حماية الخان الأحمر من جانب آخر، تداعت فعاليات شعبية وفصائلية بالضفة الغربية، لمواجهة تهديدات المستوطنين وأعضاء كنيست، لاقتحام وتهجير أهالي قرية الخان الأحمر، شرقي القدسالمحتلة. وكان أعضاء كنيست دعوا إلى اقتحام قرية الخان الأحمر، للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أجل إخلائها بالقوة وتهجير سكانها. ويأتي اقتحام أعضاء الكنيست، قبل تقديم رد الحكومة الصهيونية، أمام المحكمة العليا على قضية إخلاء القرية من عدمه في الأول من الشهر المقبل. ويقود عضو الكنيست عن حزب "الليكود" الصهيوني العنصري داني دانون، الذي قدم الاثنين الماضي، طلبا بتفعيل قرار المحكمة العليا بهدم الخان الأحمر، اقتحام أعضاء الكنيست للقرية. وأعلن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، أنه سيطلب من الحكومة إخلاء قرية الخان الأحمر، بشكل فوري. وتوعد بن غفير بإخلاء الخان الأحمر عقب إخلاء بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون بينهم حفيد الحاخام دروكمان على أراضي قرية "جوريش" جنوب شرقي نابلس. ويقطن في القرية قرابة ال200 فلسطيني، أكثر من نصفهم من الأطفال، ويواجهون خطر هدم مساكنهم وترحيلهم عن أرضهم ومصدر رزقهم، التي تبعد 15 كيلومترا عن القدسالمحتلة شرقا. وتعود أصول السكان إلى قبيلة الجهالين البدوية، التي هجرها الاحتلال عن أراضيها الأصلية في النقب المحتل عام 1952. وخلال السنوات الماضية، واجه سكان القرية والمتضامنون معهم، اعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، في محاولاته لإخلائهم بالقوة، وقام بهدم مسكانهم بصورة مستمرة. وصدر في 2018، قرار من المحكمة الجنائية الدولية، يحذر الاحتلال، من هدم أو تهجير سكان القرية أو المناطق المحيطة بهم، واعتبرتها جريمة حرب. اعتراف بالقتل إلى ذلك اعترفت قوات الاحتلال، بقتل الشهيد أحمد حسن كحلة، 45 عاما، من رمون شرقي رام الله، في ال25 من الشهر الجاري قرب سلواد، "دون أن يشكل خطرا أو تهديدا"، ما ينسف المزاعم السابقة التي روجها الاحتلال. وأوضحت هيئة البث الصهيونية "مكان"، أن جيش الاحتلال خلص في تحقيق أجراه إلى أن كحلة الذي أصيب برصاصة في عنقه من مسافة الصفر، قتل دون أن يشكل أي تهديد لعساكر العدو، و«ما كان ينبغي أن ينتهي الحادث بموت". وكان جيش الاحتلال قد زعم أن الشهيد كحلة كان يحمل سكينا بيده، وخرج من سيارته صوب العساكر قبل أن يطلقوا النار عليه، وخلص تحقيق الجيش إلى أنه لم يكن ينوي تنفيذ عملية طعن. وحادثة استشهاد المواطن أحمد كحلة تعيد إلى الأذهان، كيف ارتقى الشهيد عمار مفلح، الذي أعدمه عساكر الاحتلال على شارع حوارة الرئيس جنوبي نابلس، في الثاني من ديسمبر المنصرم. وهذه ليست المرة الأولى التي تخلص فيها تحقيقات جيش الاحتلال إلى تسبب العساكر بقتل فلسطينيين، ودون محاسبة المرتكبين.