حبيب قلبي وعمري، عمر عريس.. زفيته عريس، تمنى الشهادة ونالها».. قالت المواطنة الخمسينية خولة السعدي «أم خليل «، وهي تتقدم صفوف المشيعين لجثمان نجلها الثالث في أسرتها المكونة من 5 أفراد، الأسير المحرر عمر طارق السعدي 24 عامًا، والذي ارتقى شهيدًا الأحد الماضي، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال خلال مجزرة مخيم جنين. واستقبلت والدة الشهيد، نساء المخيم اللواتي وصلن لمؤازرتها والتخفيف عنها، بعد أن وقفن إلى جانبها خلال فترة إصابته في الأيام الثلاثة التي سبقت استشهاده، حيث كان أصيب برصاصة أدت لتفجير المعدة لديه، ما تسبب بنزيف حاد. ووصف المقاوم أبو جميل من «كتيبة جنين» ل»القدس» دوت كوم، الشهيد عمر السعدي الذي قاتل إلى جانبهم: «عمر مقاتل صلب وشجاع، لم يتأخر يومًا عن مواجهة وأي معركة مع الاحتلال. . شاهدناه دوما ملثمًا ومتخفيًا، يمتشق بندقيته التي اشتراها على حسابه، يتقدم الصفوف في التصدي للاحتلال «، لم أعرف طوال حياتي، مقاتلاً بشجاعته وقوته، واقدامه وتحديه للاحتلال وطلبه للشهادة». وخلال العملية العسكرية في مخيم جنين الخميس الماضي، يروي رفاقه في المقاومة أن «عمر استنفر بسرعة عندما وصلته أخبار الاقتحام، وانضم لصفوف رفاقه المقاتلين، وتنقل من منطقة لأخرى في المخيم، وهو يحض الجميع على الصمود والثبات والتصدي. ويقول أحد المقاومين ل «القدس» دوت كوم: «رغم احتياطات المقاومة، ورصد الكمائن والاشتباكات مع الاحتلال في معارك عنيفة، وقع عمر برصاص قناص، كان ينصب كمينًا مع المستعربين في احدى العمارات التي لم يكتشف أمرها، وأثناء قتاله، وقع أرضًا مضرجًا بالدماء بعد اصابته بشكل مباشر.. ورغم الحصار وإطلاق النار، ومنع الطواقم الطبية والاسعاف من دخول المخيم، تمكنا من انتشال عمر من أرض المعركة، ونقله للمشفى، وقد تبين أن اصابته بالغة». واعتقل عمر لدى الاحتلال عدة مرات كان آخرها عام 2016، وقضى 3 سنوات خلف القضبان، لم تنال من عزيمته ومعنوياته - كما تقول والدته - التي بينت أنه كان من مؤسسي «كتيبة جنين»، وأصبح هدفه الجهاد والمقاومة، وكان كثيرًا ما يرفض الزواج. وأضافت: «عمر شهيد وعريس.. طول عمره يطلب الشهادة، ودومًا كان يقول لي: ما تحزني بدك تصيري أم شهيد. . كلما كان يغادر المنزل، يوصيني بعدم الحزن عندما يصلني خبر استشهاده، ويقول لي: افرحي يا أمي وزفيني عريس للجنة، بدك أحسن من نيلي الشهادة».