نصف قرن من النضال والكتابة والإبداع.. نظمت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون بالمكتبة الوطنية الجزائرية، ندوةٍ أدبيةٍ احتفاءً بالمجاهدة الأديبة القديرة زُهور ونيسي التي حصلت على جائزة «يوم الوفاء العربية» التي تمنحها مؤسسة «سعاد الصباح» لرموز الأدب في العالم العربي، وذلك تحت إشراف رئيس الديوان محمد سيدي موسى، ممثل وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، في احتفالية حضرتها قامات أدبية وفنيّة قديرة من المثقفين والأدباء.. احتضنت قاعة مالك بن نبي بالمكتبة الوطنية الجزائرية، أمس الأول، ندوة أدبية على شرف المجاهدة، أيقونة الأدب الجزائري زهور ونيسي التي جمعت بين الأدب والجهاد، وخلد التاريخ اسمها كواحدة من أبرز صناع الأدب والثقافة داخل الوطن وخارجه، وشارك في النّدوة نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء، تناوبوا على المنصة الشرفية لتقديم شهادات في حق أول امرأة جزائرية صاحبة حقيبة وزارية، وواحدة من الأسماء التي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية والإعلامية بأعمال تبقى راسخة في المخيال الجزائري والعربي العام.. ونيابة عن وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، ألقى رئيس ديوان وزارة الثقافة والفنون محمد سيدي موسى كلمتها بالمناسبة، حيث هنأت الوزيرة صاحبة الشرف المحتفى بها الأديبة الفاضلة زهور ونيسي، التي قالت بأنها لا تعتبر واحدة من ألمع أديبات الوطن العربي والجزائر فحسب، وإنما هي امرأة جزائرية استثنائية سجّلت بحضورها طيلة نصف قرن في النضال والكتابة والإبداع، اسمًا جميلاً ونبيلاً بحروف من ذهب في سجل الخالدات في الجزائر، ما أهّلها إلى أن تفتك شهادات الاعتراف من أسماء أدبية وازنة في المشهد الثقافي العربي وحتى العالمي. وتقدمت وزيرة الثقافة والفنون في كلمتها بالشكر للاتحادية الجزائرية للثقافة الفنون على هذه الالتفاتة الطيبة لقامة نضالية وأدبية شامخة، وأشادت - في ذات السياق - بالدور الثقافي المحمود الذي تقوم به، على غرار سائر الجمعيات الثقافية ضمن مشروع المجتمع المدني للارتقاء بالحياة الثقافية وإثرائها، وذلك وفق التوجيهات الراشدة لرئيس الجمهورية السيد عَبد المجيد تَبون. ورفعت الدكتورة مولوجي، في هذا المقام الثقافي المفعم بثقافة المحبة والاعتراف والوفاء، خالص التقدير، من خلال الجمع المبارك، وباسم وزارة الثقافة والفنون، تهانيها إلى المشرفة على جائزة «يوم الوفاء العربية»، الدكتورة سعاد الصباح، نظير جهودها النبيلة في خدمة الثقافة العربية والإنسانية، مع صادق الأمنيات بالمزيد من السؤدد والنجاح، كما أعربت الدكتورة مولوجي عن امتنانها للمبادرة الطيبة وصداها العميق، حيث قالت: «إن هذا التتويج الدولي لرائدة الرواية العربية في الجزائر، سليلة المدرسة الباديسية المتأصلة بأنوار المواطنية، والثوابت الكبرى للأمة الجزائرية، تؤكد أن الأديبة القديرة السيدة زهور ونيسي، تمثل النموذج الأرقى للمرأة الجزائرية المتقدة، ما يجعلها القدوة الحسنة لكل أجيال الجزائر المحروسة». من جانب آخر عرفت الندوة، على غرار الكلمة الترحيبية لنائب رئيس الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون الممثل القدير عبد النور شلوش، تقديم شهادات حول الأديبة زهور ونيسي، لمجموعة من المثقفين والأدباء، بينهم الكاتب محمد الهادي الحسني، الشاعر إدريس بوديبة، الاعلامي احميدة العياشي، الباحث في التاريخ محمد عباس، الشاعر سليمان جوادي، الشاعرة حبيبة محمدي، صليحة خليفي والشاعرة سعاد بولقناطر.. وكذا قراءات شعرية ألقاها كل من ابراهيم صديقي، زهرة خلوات وكريمة مختاري. واختتمت الندوة الأدبية بتكريم المجاهدة الأديبة زهور ونيسي، ببرنوس نسائي من التراث الجزائري، وقبلها بتقديم باقة زهور باسم رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، حيث أثنت ابنة الدار الباديسية الأديبة زهور ونيسي بدورها في كلمتها على تقدير وزيرة الثقافة والفنون لهذا الاحتفاء والتكريم، مشيدةً بدور مؤسسة «سعاد الصباح» في خدمة المشهد الثقافي العربي، كما عبّرت عن خالص شكرها للاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون ولكل المثقفين الذين قدموا شهادات في مسارها النضالي والثقافي، مؤكدةً أنها عاشت لخدمة الجزائر بكل إخلاص وصدق ومحبة.