يكشف الخبير الإقتصادي البروفيسور نورالدين جوادي، أنّ استحداث الولايات العشر الجديدة (المغير، أولاد جلال، تيميمون، بني عباس، توقرت، برج باجي مختار، إن قزام، المنيعة، إن صالح، جانت)، تمخّض عنه حوكمة في التنمية المحلية وتحريك لعجلتها بشكل فعّال في المناطق والأقاليم المستهدفة بالقرار النافذ. اعتبر البروفيسور نورالدين جوادي، في تصريح أدلى به ل "الشعب"، مَنْح الولايات الجديدة صلاحيات كاملة عملية تحفيزية لصناعة القرار التنموي الداخلي وتنفيذه وتقييمه بأكثر فعالية، لاسيما ما تعلق بالاستغلال الأمثل لمواردها وثرواتها المتاحة وإدارتها وفق رؤية تنموية بنّاءة على ضوء تجسيد برنامج رئيس الجمهورية للفترة 2020 / 2024، وهو ما انعكس إيجاباً على مؤشرات الاقتصاد الوطني، وعزّز تدريجياً من جدوى مخطط الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي بإنجازات ضخمة. نتائج إيجابية سريعة بناءً على تلك القرارات والإجراءات، مثلما يقول جوادي، احتلت الجزائر سنة 2022 المرتبة الأولى مغاربياً والثالثة إفريقياً في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، حيث يُبرز ذلك تخليق عدالة في توزيع الثروة الوطنية عبر قياس مستوى تحسن الظروف المعيشية للمواطن والخدمات الصحية والتعليم ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي، معتبراً هذه المؤشرات من بين أهم دوافع الحكومة لإعادة النظر في التقسيم الإداري واستحداث تلك الولايات الجديدة. وأضاف المتحدث، بأن صندوق النقد العربي في آخر تقرير له أظهر وجود الجزائر من بين ست دول عربية فقط تحسنت فيها مستويات تنافسية اقتصادياتها، بفعل ما شهدته الدولة من إصلاحات عميقة تعلقت بالبنية التحتية، ارتفاع وتيرة الاستثمار المحلي، تراجع البيروقراطية، توسع شبكة البنوك والمؤسسات المالية والإدارية وغيرها من الإصلاحات سارية المفعول، التي كان من بين أهم روافدها استحداث الولايات الجديدة ولامركزية التنمية فيها، وكذا تفعيل البرنامج الهام الذي تبنته السلطات العمومية للقضاء على مناطق الظل. كما حققت الجزائر، بحسب الخبير جوادي، المرتبة الأولى إفريقياً في مجال الأمن الغذائي ضمن آخر التصنيفات المتعلقة ببرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، موضحاً أنّ الإنجاز ساهم فيه بقوة قطاع الفلاحة بالمناطق الجنوبية الصحراوية ومن بينها الأقاليم التي شهدت استحداث ولايات جديدة. قوانين بسياق تنموي في إجابته على سؤال "الشعب" حول المساعي الراهنة لتعديل قانوني البلدية والولاية، قال البروفيسور نورالدين جوادي، أن كل المؤشرات تُشير إلى منح صلاحيات تنموية أوسع للجماعات المحلية في تسيير البرامج المحلية، والاستغلال الأمثل لمقوماتها الطبيعية، لاسيما في ولايات الجنوب الجديدة الغنية بمؤهلاتها التنموية. الأهداف المرجوّة والإنجازات التي تحققت من خلال استحداث الولايات العشر سوف تتعمق أكثر مع التوجهات الكبرى للسياسة العامة للدولة، والتي بقدر ما ترتكز على المقاربة الواقعية والعملياتية المتلائمة مع الخصوصيات المحلية، فإنها تجعل من المواطن وعدالة التنمية في صلب أولوياتها واهتماماتها الأساسية، يُضيف الخبير الإقتصادي نورالدين جوادي. الولايات الجديدة المستحدثة في الجنوب الكبير، تتمتع بمقومات تنموية متنوعة في قطاعات الفلاحة الصحراوية والمناجم والطاقات المتجددة والسياحة والصناعات التقليدية، وسيكون لها تأثير مباشر وفعال على صيرورة الاقتصاد الوطني إذا ما استغلت إمكاناتها بشكل أوسع وأكبر يُراعي طبيعة وخصوصيات كل منطقة.