المغاوير شرّفوا الجزائر باحترافيتهم وإنسانيتهم المستلهمة من قيم ومآثر الثورة التحريرية عرفان وتقدير ل 307 مشارك نظير مجهوداتهم البطولية في الإنقاذ والإغاثة بتركياوسوريا أسدى، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأحد، وسام الاستحقاق الوطني من درجة «عشير»، لفريق الإنقاذ الجزائري المشارك في عمليات البحث والإغاثة، بمناطق سورياوتركيا التي ضربها الزلزال العنيف، عرفانا باحترافيتهم العالية وتفانيهم وتكريما لنجاحهم في إتمام مهمتهم «الإنسانية» على أكمل وجه. خص الرئيس تبون، أفواج الحماية المدنية والقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي والهلال الأحمر الجزائري، بتكريم مميز، يليق بمستوى أدائهم الباهر في عمليات البحث والإنقاذ من تحت الأنقاض، للمتضررين من الزلزال العنيف بسورياوتركيا. وكان فريق الإنقاذ الجزائري، قد توجه إلى مناطق الكارثة المهولة، في غضون ال 16 ساعة الأولى التي أعقبت الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجة على سلم ريشتر، في فجر ال6 فيفري الماضي. ومنح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وسام الاستحقاق الوطني من درجة «عشير»، لكل أعضاء الفريق المتكامل الذي صنع الحدث لدى الرأي العام العالمي، بفعل براعته في إنقاذ الأرواح وإغاثة المنكوبين من تحت الأنقاض. وجاء ذلك، في حفل خاص، أقيم بالمركز الدولي للمؤتمرات، أين تم توشيح 307 فردا بوسام «عشير»، منهم 172 من فريق الحماية المدنية، و107 عنصرا من القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي و28 فردا من الهلال الأحمر الجزائري. وتم التكريم طبقا لأحكام المرسومين الرئاسيين رقم 23-81 و23-82 المؤرخين في 2 مارس 2023، المتضمنين قرار رئيس الجمهورية، إسداء هذا الوسام «لكوكبة من رجال ونساء مؤسسات الجيش الوطني الشعبي، الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري، تقديرا للإنجازات المحققة في إنقاذ أرواح بريئة وإسعاف وإغاثة متضررين وإخراج محاصرين تحت الأنقاض». وسبق لرئيس الجمهورية، أن عبر عن افتخاره بالعمل الكبير الذي قامت أطقم الحماية المدنية المتنقلة لمناطق الزلزال، وبطياري القوات الجوية الذين نفذوا عملية الجسر الجوي، وكانوا أول الواصلين إلى مطار حلب رغم كون الأجواء السورية مغلقة بفعل العقوبات. وقال الرئيس تبون في آخر حوار له مع ممثلي وسائل الإعلام الوطني، إن: « ما قام به أعضاء البعثة الجزائرية، بكل من الشقيقة سوريا أو تركيا، لا يقدر بثمن، بل إن المال قد يصبح تقليلا لما بذلوه من جهود». وأضاف الرئيس: «أقل شيء، أمنحه له هو وسام الاستحقاق الوطني، وسأوشح جميع المشاركين»، على اعتبار «الأرواح التي قاموا بإنقاذها والطمأنينة والمواساة التي جلبوها للأشقاء في سورياوتركيا ليست بالأمر البسيط». ومن أجل ترسيخ لحظة العرفان والإشادة بالأبطال الذين رفعوا الراية الجزائرية عاليا، أقيمت احتفالية التكريم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، بحضور كبار مسؤولي الدولة وأعضاء الحكومة. وكان عون الحماية المدنية، علي فارس، الذي صنع قصة إنسانية هزت مشاعر العالم، بعد إنقاذه طفلا صغيرا من وضعية مستحيلة تحت الأنقاض، أول من صعد المنصة، ليستلم وسام «العشير» وشهادة إشعار بإسداء الوسام من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. واحتفى الرئيس تبون، بكافة أعضاء البعثة من ضباط طيارين وضباط الحماية المدنية وأعوان وأعضاء في طاقم الإغاثة للهلال الأحمر الجزائري، بعد الاحترافية الباهرة التي أدوا بها مهمتهم، وجعلتهم حديث الرأي العام العالمي. ترسيخ ثقافة العرفان وشارك كل من رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، ووزير الداخلية إبراهيم مراد، في عملية توشيح المكرمين بوسام الاستحقاق الوطني. تكريم من صنعوا الأمل من تحت أنقاض الزلزال المدمر، يعتبر خطوة أخرى يضيفها رئيس الجمهورية، نحو ترسيخ ثقافة العرفان والاعتراف بجميل كل من يساهم في خدمة الوطن وتشريف ألوانه في كل الظروف، كما يضفي في الوقت ذاته ميزة استثنائية على مسيرة الحماية المدنية الجزائرية التي احتفت في الفاتح من الشهر الجاري باليوم العالمي للحماية المدنية. تجدر الإشارة، إلى أن البعثة الجزائرية للإنقاذ والإغاثة تصدرت المرتبة الأولى في تركيا، في مؤشر البحث والإنقاذ من تحت الأنقاض، حيث توجت حصيلتها بإنقاذ «13 شخصا من بينهم عائلة كاملة على قيد الحياة وانتشال 96 متوفيا»، فيما تمكنت من «إنقاذ شخص واحد وانتشال 34 آخرين من تحت الأنقاض بسوريا». وعاد نجاح الفريق الجزائري، إلى رصيد الخبرة الكبيرة والتدريب العاليين، مع التحكم في التنقل الفوري لمناطق الكوارث وإقامة الجسور الجوية، باستعمال طائرات النقل العسكري. سرعة التحرك والإمداد اللوجيستي والانتشار في المناطق المتضررة، كانت قياسية بالنسبة للأطقم الجزائرية، حيث لم تتعد ال 30 ساعة الأولى التي أعقبت وقوع الهزة العنيفة، الأمر زاد من فرص العثور على أناس أحياء.