تفعيل الاستثمار الفلاحي وشعبتي الحمضيات والقمح نحو التصدير وآفاق الاكتفاء الغذائي.. واعدة.. تواجه وتيرة التنمية ببلدية وادي الفضة، جملة من التحديات والرهانات كان أوّلها الإسراع في تحسين مستوى العيش الكريم من خلال التكفل بالانشغالات المطروحة من طرف السكان من الجهة، والتوجّه نحو الاستثمار الحقيقي، خاصة في القطاع الفلاحي لضمان الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب والحمضيات، الأمر الذي حمّل السلطات الولائية على تشخيص هذه التحدّيات رفقة المنتخبين والمجتمع المدني، بهدف منحها ما تستحق من المشاريع، وحماية الأراضي الفلاحية بمنطقة اليسرية. معركة تحسين ظروف المنطقة ومعيشة السكان، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، تحديات يرفعها أبناء المنطقة والمنتخبون المحليون الذين وجدوا في برنامج رئيس الجمهورية التنموي متنفسا جديدا، مع بروز معركة التغيير التي تبنتها السلطات الولائية كأولوية لإزالة مظاهر التردي التنموي الذي شهدته وادي الفضة، رغم الإمكانات المتوفرة، والموقع الذي تحتله من سهل وادي الشلف الأوسط، الأمر الذي جعل خرجة الوالي عطاء الله مولاتي لمعاينة المنطقة وتلمّس انشغالات أبنائها، بحضور المجتمع المدني والجمعيات ضمن العلاقة التشاركية التي لقيت ارتياح السكان الراغبين في كسب معركة الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي، وبالتالي تحسين ظروفهم المعيشية من خلال البرامج المسطرة ضمن البرامج الولائية، ومخطط التنمية المحلية الذي تبناه المنتخبون المحليون الذين دخلوا في صراع يومي لمحو آثار التذبذب التنموي بعد سنوات من مخلفات زلزال 10أكتوبر 8019، وانعكاسات الوضع الأمني وأثار كوفيد19.. هذه المعوIقات يقول عنها رئيس البلدية الحاج عمر دهشار، عجلت أخذ تدابير عملية لتفعيل مخطط الإنعاش التنموي واستغلال الإمكانات المتوفرة بالرغم من التأخر الذي أصاب المنطقة خلال السنوات المنصرمة، وهو ما جعل السلطات الولائية رفقة المصالح البلدية والدائرة، تستعجل عملية إنجاز المشاريع ووضع خارطة طريق للإقلاع التنموي الفعّال من خلال تحسيس الجهات المركزية بأهمية المنطقة، والكنوز التي بإمكانها تحقيق نتائج ملموسة واكتفاءً ذاتيًا يعيد للناحية بريقها التنموي الذي عرفته في السبعينيات، لكن ضمن مبدأ الأولوية والإمكانات المالية المتوفرة لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية، يشير المتحدث ذاته. تجاوز النقائص والتعاطي مع انشغالات السكان الاستجابة لهذه الانشغالات المطروحة، خاصة في المناطق الريفية، كان لها الأثر الإيجابي في استقرار السكان ومزاولة أنشطتهم الفلاحية التي تعد مصدر رزق كثير من العائلات، خاصة في مناطق الظل، يقول رئيس المجلس البلدي الحاج عمر دهشار الذي اعتبر البرنامج المخصص لهذه الجهات بمثابة الفرج الذي أعاد الروح لأبناء مداشر الزمول وكوان وأولاد بن عربية والدحامنية والقواجلية والزبابجة والمزاري وغيرها من المناطق، ويواصل المتحدث الذي لم يتردد في الإشارة إلى النقائص المسجلة التي تم القضاء عليها من خلال البرنامج التنموي بأهداف اجتماعية واقتصادية، لكن ما بقي من عمليات، تم إحصاؤه وتقديمه للسلطات الولائية ضمن مبدأ الأولويات في التعاطي مع هذه المشاريع التي انتعشت منذ تولي الرئيس تبون سدة الحكم. طبيعة المشاريع التي تضمنتها سنة 2022 ومدى مساهمتها في إزاحة بؤر النقائص وتجاوز المشاكل والمعضلات التي ورثها المجلس البلدي الحالي عن نظيره السابق، كما هي الحال مع مشروع التطهير بالقوابع في شطره الأول المدرج ضمن مخطط 2019، والعملية الخاصة بمنطقتي الشخاخرة والدحامنية المتعلقتين بالماء الشروب، بالإضافة إلى مشروع الصرف الصحي الذي استفادت منه منطقة أولاد بن عربية التي حرم أبناؤها من عملية استغلاله بعد تأخر نجم عنه إفلاس المقاولة، مما دفع بالمصالح البلدية إلى فسخ العقد والشروع في عملية المنح لمقاولة أكثر نجاعة وملتزمة بإتمام المشروع الذي انتظره سكان المنطقة طويلا، عن هذا كلّه، يقول الحاج عمر دهشار: تم إنجاز شبكة الماء الشروب بكل من حي المزاري الجهة الشمالية والقطب الحضري 500مسكن مع تجديد قنوات الصرف الصحي بمنطقة بئر الصفصاف وتهيئة حي الزبابجة، أما فيما يتعلق برفع الاكتظاظ عن المتمدرسين، والسماح بتوسيع المؤسسات التربوية بإضافة أقسام جديدة بكل من مدرسة المجامعية والشهيد مزريق على عاتق ميزانية البلدية، فقد مكنت هذه العمليات من رفع المعاناة عن التلاميذ بهذه المدارس. أما بخصوص منح فضاءات للترفيه، فقد استفادت البلدية من انجاز ملعب جواري لفائدة الشباب ببئر الصفصاف، وتهيئة مقر الحالة المدنية قصد تحسين الخدمة العمومية بالمصالح البلدية.. هذه المشاريع - وفق تصريحات السكان والحركة الجمعوية - لقيت ارتياح الجميع بعد سنوات من الانتظار، خاصّة شباب بئر الصفصاف الذين أثنوا على تفهم الوالي لمتاعبهم ومعاناتهم بذات الناحية التي عادت من بعيد، قال محدّثونا بأعالي الناحية، وأشادوا بوقوف المجاهد الحاج سليمان الغول أيام الجحيم الإرهابي، حيث ساهم رفقة بواسل جيش التحرير الوطني، جنبا إلى جنب مع أبناء الجيش الوطني الشعبي، في تكسير شوكة الدمويين. وجاء هذا المرفق الرياضي الجديد لتعويض ذلك الفراغ الرهيب ومحاربة الآفات الاجتماعية والانحرافات التي كانت تفتك بشباب المنطقة خلال الفترات السابقة يقول محدثو «الشعب». ولم تتوقف العمليات التنموية عند هذه المشاريع ذات الأولوية بالنسبة للسكان، بل حرص المنتخبون - يقول مير المنطقة - على تقديم دراسات تقنية انتهت بإنجاز مطعم يقدم 200 وجبة بمدرسة دلالي عبد الواحد، مع تهيئة الإنارة العمومية على عاتق ميزانية البلدية بحي الحرية، وتمديد شبكة التطهير والماء الشروب بمنطقتي الزمول من الناحية الجنوبية، والقواجلية، وهذا لسد النقائص المسجلة، بحسب ذات المتحدث. أما بخصوص البرنامج التكميلي المدرج ضمن المخططات البلدية للتنمية، فقد تم اعتماد إنجاز شبكة الماء الشروب لحي القوابع 2 ومنطقة الزبابجة الشطر الثاني وتهيئة قنوات الصرف الصحي بكل من حيي بن كراودة والقواجلية ضمن الشطر الثالث مع انجاز وتلبيس الطريق الرابط بين حي جاوطي وكوان.
عمليات واعدة من صندوق التضامن والضمان.. لم تتوقف العمليات التي برمجت خلال هذه السنوات وتم تجسيدها، بل تمت الإحاطة بحجم الطلبات التي طالما رفعها السكان خلال السنوات الماضية ولم تتجسد، لهذا تم اعتمادها ضمن خارطة طريق من طرف المصالح البلدية، كمشاريع ضرورية ذات أولوية للسكان في عدة أحياء منها التجمعات السكانية الكبرى التي استفادت من الدراسات التقنية التي قدمت لصندوق التضامن والضمان للجمعيات المحلية عن طريق المصالح الولائية.. هذه المشاريع، بحسب طبيعتها وأثرها على سكان الأحياء، من شأنها رفع المعاناة وتحسين ظروف العيش وضمان الاستقرار، حسبما أكد لنا أبناء هذه الأحياء والتجمعات السكانية. وفي ذات السياق، تم اقتراح جملة من المشاريع في قطاعات مختلفة كالأشغال العمومية والبناء والموارد المائية والإنارة العمومية، والتي من المنتظر أن تمس عدة مداشر وأحياء وتجمعات سكانية، كما هي الحال ببقعة الزرق وحي كوان ومنطقة سقاسيق والمجامعية والدحامنية والزبابجة، بالإضافة إلى محاور من شبكة الطرقات التي تربط بعض المداشر بكل من بلديتي الكريمية وأولاد عباس، أين تتواجد نسبة كبيرة من سكان الأرياف الناشطين في الميدان الفلاحي والحرفي، وهو ما شدّد عليه ممثلو المنطقة خلال لقائهم بالوالي، رفقة بعض المدراء التنفيذيين. كما استهدفت هذه العمليات التنموية عدة أحياء من بن كراودة وجاوطي صالح ومنطقة بئر الصفصاف، زيادة على تهيئة قنوات الصرف الصحي وتمديدها وتجديدها بعدّة جهات من تراب البلدية. نهاية الاكتظاظ وتوسيع شبكة الإطعام المدرسي مكنت النقائص المسجلة خلال عملية التسيير السابقة من تشخيص نقاط الخلل في قطاع الهياكل التربوية التي تحملها التلاميذ بمؤسسات صارت غير قادرة - حسب معاينتنا لها - على استيعاب العدد الهائل من المتمدرسين في ظل الانفجار السكاني الذي شهدته البلدية بأحيائها وتجمعاتها الكبرى ومداشرها التي عرفت الاستقرارا وعودة النشاط الاجتماعي للسكان. واستفادتهم من برامج السكن الريفي، حيث تم ضبط مشاريع خاصة بالدراسة التقنية والإنجاز لمجمعات مدرسية من صنف «ب» كما هي الحال بدشرة السقاسيق، و4أقسام لكل من مدرسة سوسي عبد الواحد ببقعة زمول، ومؤسسة طباش بالمجمع السكني في الزبابجة.. هذه الإنجازات من شأنها رفع حالة الاكتظاظ التي شهدتها هذه المؤسسات التربوية وتحسين الأداء التعليمي، يقول «مير» وادي الفضة رفقة أولياء التلاميذ الذين أثنوا على هذه العمليات التي أراحت أبناءهم. أما فيما يخصّ التكفل بالخدمات لفائدة المتمدرسين، فقد تم اعتماد إنجاز مطعمين يقدّمان 200 وجبة لكل مطعم، بكل من مدرستي قواجلية وحسين محمد بالزبابجة، مع صيانة الطاولات وترميمها وتهيئة الساحتين اللتين عرفتا تدهورا، ضمن عمليات تهيئة الظروف الملائمة للمتمدرسين وتزيين المحيط بهذه المؤسسات التربوية التي تعرف أعدادا هائلة من التلاميذ الذين استفادوا من تغطية في شبكة النقل المدرسي التي تعزّزت بفتح خطوط جديدة عن طريق الاستعانة بالناقلين الخواص، وفق عملية التعاقد لضمان راحة المتمدرسين وتهيئة ظروف الدراسة التي ظلت محور انشغال رئيس الجمهورية في كثير من تدخلاته، خاصة عندما يتعلق بالمناطق الريفية والمداشر المعزولة التي لقيت هذا الدعم والعناية يقول رئيس البلدية وسكان هذه المناطق الريفية. «اليسرية».. وجهة لتحقيق الأمن الغذائي.. جاءت وقفة الوالي مؤخرا بمنطقة القوابع المحاذية لمجرى وادي الفضة، استجابة لطلبات السكان وتطبيقا لتعليمات السلطات العليا الخاصة بتفعيل مجال الاستثمار وخلق الظروف المناسبة والتسهيلات الكاملة لبعث النشاط الفلاحي بأراضي اليسرية التي ظلت خلال أكثر من 30سنة مهملة رغم تفشي ظاهرة البطالة ونقص المؤسسات الاقتصادية المنتجة والمشغلة لليد العاملة، لهذا، عاد الملف إلى الواجهة من خلال اتّخاذ إجراءات عملية تتعلق بالاستثمار الفلاحي المنتج لأزيد من 2500 هكتار من المساحات الخصبة الممتدة من ببئر الصفصاف إلى غاية الزمول والقوابع ومنطقة العطاف والعبادية بعين الدفلى، والتي ظلت لسنوات مرتعا للنباتات البرّية التي شكلت محيطا غابيا أصبح مرتعا للخنازير والذئاب والثعابين، فيما صارت القطع المتبقية محل استغلال فوضوي منذ زلزال أكتوبر1980، كما ابتلعتها الفيضانات لسنوات قبل أن تحظى بمشروع هام تمثل في فتح مجرى وادي الشلف على مستوى ما يعرف ب»ملتقى الوديان»، الرابط بين ولايتي الشلف وعين الدفلى عبر بلديتي العبادية ووادي الفضة.. هذه المساحة الهائلة من الأراضي الزراعية التي كانت فيما مضى مصدر الاكتفاء الذاتي لولاية الشلف من حيث المردودية، أين فاق إنتاج الهكتار الواحد 65 قنطارا. وبلغة الأرقام، فقد تم هدر وضياع ما يفوق 78 ألف قنطار في الموسم الواحد من مادة القمح الصلب، ناهيك عن أن هذه الأراضي كانت مصدر إنتاج عباد الشمس الخاص بتحويل مادة الزيت، بالإضافة إلى مادة القطن والبشنة والذرى والطماطم الصناعية التي حظيت بدعم من رئيس الجمهورية في مخطط وطني ضمن آليات تحقيق الأمن الغذائي الذي تعد بلدية وادي الفضة جزءا منه بولاية الشلف، وهو ما قاله لنا الفلاحون العارفون بالمنتوجات التي كانت تدر بها هذه المساحات الشاسعة التي تدخل المصالح الفلاحية المركزية لإعادة هذه الأراضي الشاسعة إلى طبيعتها وتخليصها من الضياع والاستغلال الفوضوي كونها مساحات كانت تابعة لقطاع المزارع النموذجية في انتاج الحبوب والقمح اللّين بهذه الأراضي التي بها ثروة مائية جوفية، تعتبر خزان المنطقة، بما فيها مناطق ولاية عين الدفلى. يذكر أن المنطقة عرفت عمليات لشق الطرقات الفلاحية لتسهيل عملية نقل المنتوجات في حالة استغلالها يقول بعض المرافقين في هذه الخرجة الميدانية، لهذا بات من الضروري فتح باب الاستثمار بهذه المنطقة، فهو من الأولويات التي ينتظرها طالبو الشغل في الميدان الفلاحي المنتج بذات البلدية المعروفة بإنتاجها المميز في مادة القمح وشعب أخرى. ولم تتوقف التفاتة السلطات الولائية عند هذا الحد، بل أخدت الملف كاملا مع مقترحات المجتمع المدني والمنتخبين ومسؤولي القطاع بهدف تقديمه للسلطات العليا بغرض تخصيص مؤسسة عمومية كبرى تستغل محيط اليسرية ضمن عملية استثمار كبرى. الاستثمار في انتاج الحمضيات.. من الأولويات لم يتردّد الفلاحون العاملون بشعبة الحمضيات المعروفة بالمنطقة في وصف الناحية ب»حبّة برتقال» من النوعية الممتازة التي كانت وما زالت مصدر فخر لوادي الفضة من حيث إنتاجها بعدة مواقع من أراضي فغدان والزمول والقوابع والمزاري وبئر الصفصاف إلى غاية السقاسيق والزبابجة وكوان، حيث لم يكتف هذا المنتوج بأنه دافع للاكتفاء الذاتي للولاية، بل كان الفائض منه يوجّه نحو التصدير في سنوات السبعينيات، بكميات هائلة، يقول المنتجون والعاملون بالقطاع، ناهيك عن نشاط الصناعات التحويلية لهذه الفاكهة بحسب ما أكده مدير القطاع ورئيس الغرفة الفلاحية في عيد البرتقال المنظم بدار الثقافة، لهذا كانت مبادرة الحاج حجوطي الرئيس السابق للغرفة، بشأن إنشاء مشتلة من مليون شجيرة لأنواع الحمضيات بمنطقة أولاد فارس. 2023.. آفاق واعدة وانطلاقة حقيقية.. وفق التحدّيات والرهانات التي تسعى المنطقة إلى تحقيقها، كشف الوالي عن سلسلة من المشاريع الهامة المدرجة في خريطة التنمية المحلية منها إزدواجية الطريق من حدود منطقة العطاف بعين الدفلى، إلى غاية وادي الفضة، وتهيئة مجرى الوادي بالقوابع والشروع في استغلال أراضي اليسرية والاستفادة من مشاريع سكنية، بعدما تحصلت البلدية على موافقة الجهات المعنية من ملف الاقتطاع للوعاء العقاري الذي قدّمته السلطات الولائية للمصالح المختصة بشأن رفع الاختناق عن مسألة التوسع العمراني، بحسب ما أكده لنا رئيس المجلس البلدي. هذا وستمكن هذه العملية من إنجاز حصة سكنية تضاف إلى الإعانات الريفية التي وعد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بتخصيصها للمنطقة، مع إنجاز قاعة علاج ومجمّع مدرسي لفك الإكتظاظ عن المتمدرسين وتهيئة فضاء رياضي وتغطية الملعب البلدي الذي صارت أرضيته تشكل خطرا على المدرسة الرياضية لأولمبي وادي الفضة مع إنجاز مساحة ترفيهية وحديقة عمومية بالمدخل الغربي لمركز البلدية، بالإضافة إلى استكمال مشاريع تجديد قنوات الماء الشروب التي صارت غير صالحة في ظل وصول مياه تحلية البحر شبكة التوزيع التي تسيّرها الجزائرية للمياه بنجاعة، أزالت غُبن السنوات المنصرمة، بحسب ما سجلناه من أفواه المنتخبين وسكان المنطقة الذين يستبشرون خيرًا فيما هو آتٍ بعد سنوات عجاف وضُعف التسيير.