سجلت نسبة الأمية تراجعا بفضل الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها الدولة سنة 2007، لكن محو الظاهرة نهائيا حسب الأهداف المسطرة في هذه الاخيرة ما تزال صعبة وبعيدة المنال، هذا ما خلصت اليه الدراسة التي انجزها المركز الوطني للدراسات والتحاليل حول السكان «سنياب» حول مكافحة الأمية في الجزائر بعد 50 سنة من الاستقلال. أكد طاهر حسين مدير الدراسات ب«السنياب» خلال عرضه امس بقصر الثقافة « مفدي زكريا ء» لملخص هذه الدراسة بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية تناولت بالتفصيل الاشواط التي قطعتها الجزائر في مجال محو الأمية ،والتي استهلت بفضلها صفة الدولة الرائدة في مكافحة الظاهرة في الوطن العربي . ذكرالمتحدث انه بالرغم من ان القضاء على هذه الاخيرة نهائيا سنة 2016 كما حددته الاستراتيجية المذكورة لا يبدو حسبه ممكنا بل مستحيلا ، لكونها إرث ثقيل للاستعمار، وذلك حسب اعترافات مكتوبة لمسؤولين فرنسيين الذين يقرون من خلالها تدمير الزوايا التي كانت موجودة قبل 1830 والتي بلغ عددها انذاك 30 الف زاوية، لنشر الجهل والبربرية في اوساط السكان، مشيرا الى ان نسبة الأمية حينذاك لم تكن تتعد 14 بالمائة، لترتفع سنة 1962 الى 85 بالمائة. وخلصت الدراسة التي اعدت كما قال طاهر حسين وفق المنهجيات المعتمدة في الهيئات الدولية الى ان نسبة الأمية ستعرف تراجعا اكثر خلال السنوات المقبلة حيث ستقدر 14،76 سنة 2015، وتنخفض بدرجتين تقريا سنة 2018 حيث ستصل الى 12،06 بالمائة، وانطلاقا من هذه المعطيات جاء في الحصيلة ضرورة مراجعة مخطط تنفيذ هذه الاستراتيجية. ومن جهتها كشفت عائشة باركي رئيسة جمعية «اقرا» خلال مداخلتها في هذا اللقاء الذي تم تحت رعاية متعامل الهاتف النقال «نجمة»،ان نسبة الأمية في الجزائر يقدر ب 18 بالمائة، وانه عرف انخفاضا محسوسا منذ سنة 2008 حيث قدرت ب 22 بالمائة . واعلنت في سياق متصل ان جمعية «اقرا» قد تمكنت منذ انشائها سنة 1990 بالتكفل بمجموع 1،5 مليون امي في الجزائر، بالرغم من قلة الامكانيات والدعم المالي، مشيرة الى ان الجمعية اخذت على عاتقها طبع الكتب الموجهة لتعليم الأميين . وتعد قلة الدعم من أهم المشاكل التي تعاني منها جمعية « اقرا» حسب ما ذكرته باركي، ما جعلها تبحث عن تغيير الطابع القانوني للجمعية الى جمعية ذات منفعة عمومية، لانه السبيل الوحيد الذي يجعلها تتلقى دعما من قبل السلطات العمومية، يساعدها في تجسيد نشاطاتها وتوسيعها لتشمل جميع بلديات القطر للتكفل بالاميين في اقصى نقطة من البلاد ،من خلال توفير المنشآت والوسائل البيداغوجية . ارجعت باركي نسبة الأمية المسجلة في الجزائر الى مخلفات عشرية المآساة الوطنية، التي منعت سكان القرى والمداشر من مزاولة دراستهم، مشيرة الى المجهودات التي تبذلها الجمعية التي تترأسها في مكافحة الظاهرة ،مبرزة انها حاليا متواجدة في 952 بلدية على مستوى 48 ولاية، مشيرة الى ان عدد المتمدرسين في اقسام محو الأمية يصل حاليا الى 138 الف متمدرس. وانطلاقا من ان متعامل الهاتف النقال «نجمة» كان ممولا لمشاريع الجمعية منذ 2006، فقد قرأ رمضان جزايري المكلف بالاتصال في هذه المؤسسة رسالة نيابة عن الرئيس المدير العام جوزيف جاد، اكد من خلالها على المجهودات التي تبذلها الدولة منذ الاستقلال لمحاربة الامية من خلال التمدرس والتدريس . وكشف في سياق متصل عن انشاء جائزة « نجمة » لمحو الأمية تقدم سنويا تمنح للفاعين في الميدان الذين حققوا نتائج ايجابية في مجال مكافحة الظاهرة، مشيرا الى ان اول جائزة من هذا النوع ستمنح افريل المقبل وسقد تكون يوم 16 افريل بمناسبة الاحتفال بيوم العلم ، واكد على عزم هذه المؤسسة على الاستمرار في اطار «المواطنة» في المساهمة في ترقية الجانب المعرفي في الجزائر .