صنف موقع «Taste Atlas» العالمي، «دقلة نور» الجزائرية في المرتبة الأولى كأحسن وأجود تمر في العالم، واعتبر الموقع المتخصص في تصنيف الأكلات الشعبية، أن «دقلة نور» الجزائرية تعتبر أحد أصناف التمر الأكثر شيوعًا التي يتم استهلاكها في منطقة شمال إفريقيا بأكملها. وقال الموقع ذاته «تتميز بطبقة شبه شفافة، ونكهة حلوة وجوزية وشبيهة بالكراميل».. يأتي هذا في الوقت التي تعرضت فيه التمور الجزائرية قبل شهر رمضان إلى حملة تشويه ممنهجة من «ذباب مغربي» يريد السوء بكل ما هو جزائري. في هذا الصدد، يفيد مصطفى بناوي، الخبير في الفلاحة والري والموارد المائية، أن حملة التشويه التي طالت التمور الجزائرية، تندرج في إطار مخطط مغربي لتشويه وضرب سمعة كل ما هو جزائري، ويضيف المتحدث، أن الحملة المغربية الممنهجة هدفها إعاقة عملية التسويق والتعريف بالمنتوج الجزائري في الخارج، فالمعروف والمعهود، أنه كلما حضرت التمور الجزائرية في معرض عالمي ما، تخلفت التمور المغربية، وهو ما لم تستسغه بعض الأطراف التي تقود هذه الحملات. ويعود الرواج الكبير التي باتت تحظى به التمور الجزائرية في العالم، وبالأخص «دقلة نور» التي تمكنت من تصدر الترتيب عالميا، حسب ذات الخبير، إلى تطور نشاط الفلاحين الجزائريين، وكذا إلى الدعم الواسع الممنوح لهم من طرف الدولة في الجنوب، بتشجيعها لنظام الواحات، ما أدى إلى إحراز تحسن ملحوظ السنوات الأخيرة في كمّ ونوعية التمور، بحيث وصل معدل الإنتاج الجزائري منها في 2020 إلى 11 مليون قنطار، وبذلك احتلت الجزائر المرتبة الرابعة عالميا من حيث إنتاجها للتمور، بنسبة تغطية سوقية عالمية تجاوزت 14 بالمائة، بينما لا تتمكن التمور المغربية من وصول نسبة 6 بالمائة. من جهته، يؤكد فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن التمور الجزائرية عامة و»دقلة نور» خاصة، من أجود أنواع التمور في العالم، وما التصنيفات والترتيبات التي تظفر بها في كل مرة، سوى تأكيد صريح على ذلك، لكن لابد من إعطاء هذا المنتج المزيد من القيمة المضافة، من خلال تحسين جودة باقي الأصناف والزيادة من كمية إنتاجها، بمتابعة المنتجين ومرافقتهم، علاوة على ترقية مختلف الخدمات التي تدخل في عملية تصدير التمور، بدءا بالتغليف والتعليب الذي يجلب انتباه المستهلك ويزيد من قيمة المنتج، علاوة على توسيع رقعة تسويقها في الأسواق الدولية، وهذا لقطع الطريق أمام مصدري التمور الجزائرية المهربة التي نسبت في كثير من المرات لدول جارة بغير حق، وعليه - يضيف ذات المتحدث - وجب العمل والتنسيق بين السلطات المحلية والمنتجين وجمعية حماية المستهلك من أجل حماية هذا المنتوج وتسويقه في أحسن حلة. وفي سياق متصل، يوضح حاج طاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين والمستثمرين، أن الجزائر إحدى الدول الرائدة عالميا في إنتاج التمور وتصديرها، حيث تحتل المرتبة الرابعة في تصنيف المنظمة العالمية للأغذية، بإنتاج يفوق مليون طن سنويا. ويضيف أن الجزائر تتوفر على ما يقارب 20 مليون نخلة موزعة عبر مختلف ولايات الوطن المنتجة للتمور أبرزها بسكرة موطن «دقلة نور»، التي تتربع على عرش الجودة كأفضل أنواع التمور في العالم، بشهادة كثير من المتعاملين الاقتصاديين الدوليين، وهو ما أكده أيضا الموقع الشهير المتخصص في تصنيف الأكلات الشعبية «تايست أطلس». ويفيد بولنوار أن الإنتاج الجزائري من التمور تزايد في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع من 800 ألف قنطار إلى أكثر من مليون طن، مع العلم أن الإنتاج العالمي من التمر يتراوح بين 8 و9 ملايين طن سنوياً، كما ارتفع عدد الدول المستوردة لها إلى أكثر من 50 دولة، بالأخص «دقلة نور»، التي نالت رضا وإعجاب جل المستوردين، وهو ما أخاف - على ما يبدو - بعض الدول التي أدركت أن التمور الجزائرية تفوقت على نظيرتها من حيث الجودة والانتشار العالمي، ولهذا تلجأ إلى حملات تشويه مقصودة بهدف إفشال المنتجين وتثبيط معنوياتهم والتأثير على الدول المستوردة للتمور الجزائرية. ويردف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن هناك عملا كبيرا ينتظر المنتجين الجزائريين بهدف المحافظة على الريادة، وهذا بتطوير شعبة التمور، أولا بزيادة عدد أشجار النخيل المغروسة، عبر استحداث واحات جديدة في أراضي الجنوب الكبير القابلة للاستصلاح، لزيادة حجم الإنتاج الوطني والصادرات، كما يستوجب إعطاء أهمية أكبر لمظهر المنتج النهائي، من خلال اعتماد التغليف والتعليب المناسبين، والتوجه أيضا إلى طرق التسويق الحديثة التي يمكن للبعثات الاقتصادية في سفارات الجزائر بالخارج المساهمة فيها، بتنظيم حملات ترويج للمنتوج الجزائري وصدّ هذه الهجمات الممنهجة والموجهة ضده.